حان الوقت لإطلاق عملية سلام بين السعودية وإيران
شبّه الرئيس الأميركي باراك أوباما خطوته في إتمام اتفاق تاريخيّ مع طهران للحدّ من البرنامج النووي الإيراني، بالسياسات الخارجية لاثنين من أبرز الرؤساء الأميركيين السابقين، وهما ريتشارد نكسون ورونالد ريغان. وقال أوباما في مقابلة مع الكاتب الأميركي البارز توماس فريدمان، نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس الأربعاء، إنه على رغم أن لديه الكثير من الاختلافات مع ريغان، لكنه معجب بإقراره حقيقة أنه إذا كنت قادراً على التحقق من اتفاق مع امبراطورية الشرّ التي كانت تسعى إلى دمارك، لا بل تمثل تهديداً وجودياً لك، فإن ذلك يستحقّ الإنجاز. وأضاف أنه أيضاً يرفض الكثير من نهج ريتشارد نكسون، لكنه يفهم أن هناك آفاقاً واحتمالاً بأن الصين ربما تأخذ مساراً مختلفاً.
وأعرب أوباما عن اعتراضه حيال فكرة أن القوى العالمية لم تستخدم كل ما لديها من نفوذ في التوسط في الاتفاق، واصفاً تلك الانتقادات بأنها «مضللة».
وطالب أوباما بعدم الحكم على الاتفاق النووي مع إيران، عما إذا كان الاتفاق سيغيّر إيران وينهي سلوكها العدواني تجاه بعض جيرانها العرب أو عما كان سيؤدي إلى انفراج بين الشيعة والسنّة. إنما النظر إليه فيما إذا كان سيمنع إيران من الحصول على سلاح نووي خلال السنوات العشر المقبلة. وإذا كانت هذه النتيجة أفضل لأميركا و«إسرائيل» وحلفائها العرب من أي بديل آخر على الطاولة.
وأكد أوباما قائلاً: «نحن لا نقيس الاتفاق بما إذا كان سيغير النظام داخل إيران، ولا نقيسه بما إذا كنا سنحلّ جميع المشكلات المتعلقة بإيران أو القضاء على جميع أنشطتها في جميع أنحاء العالم. إيران لا يمكنها الحصول على سلاح نووي، هذا هو لبّ النقاش دائماً. إيران لن يمكنها الحصول على سلاح نووي ونحن سنكون قادرين على تحقيق ذلك بتعاون كامل مع المجتمع الدولي ومن دون خوض حرب أخرى في الشرق الأوسط».
وأشار أوباما إلى أنه ربما حان الوقت للولايات المتحدة لإطلاق عملية سلام جديدة بين السعودية السنّية وإيران الشيعية. فبعد كل شيء، ومن دون تقليص التوتر بين الطرفين، فإن أي تمكين لإيران سيزيد التوتر بين أولئك الغريمين التاريخيين اللذين تعمل الحرب الضروس بينهما على تمزيق المنطقة.
وكشف أن خلال لقائه قادة الخليج في قمة كامب ديفيد، أيار الماضي، فإنهم كانوا واضحين في حديثهم عن السنّة والشيعة قائلين: «نحن نعتبر أنفسنا أمماً عربية، لسنا سنّة وشيعة». لا بل قال عدد منهم: «إن مواطنينا الشيعة هم كاملو المواطنة ويُعامَلون بعدل».
غير أن الرئيس الأميركي أشار إلى أن القوى الطائفية التي تم إطلاق العنان لها تعمل على إذكاء الشر والتدمير في بعض البلدان مثل سورية واليمن والعراق. ويرى باراك أوباما أن أفضل فرصة، على الأقل للحد من هذه الصراعات، تكمن في دفع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية لمحادثات عملية مع إيران التي تقول «إن الصراع الذي نؤججه الآن يمكن أن يبتلعنا جميعاً».
من جانب آخر، أشاد الرئيس الأميركي بدور روسيا في الاتفاق النووي مع إيران، وأوضح أنه تلقى اتصالاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسابيع للحديث عن سورية. وردّاً على سؤال فريدمان هل كان بوتين عاملاً مساعداً أم عائقاً في التوصل إلى اتفاق، قال أوباما: «ساعدت روسيا في دفع الاتفاق. لم أكن واثقاً نظراً إلى خلافاتنا القوية مع روسيا حالياً في شأن أوكرانيا. بوتين والحكومة الروسية فصلا الأمر في طريقة فاجأتني، ولم نكن لننجز هذا الاتفاق لولا استعداد روسيا للتضامن معنا والآخرين في مجموعة 5+1 في الإصرار على اتفاق قويّ». وخلص أوباما إلى القول: «لقد شجعني أنّ السيد بوتين اتصل بي قبل أسبوعين للحديث عن سورية. أعتقد أنهم شعروا بأن نظام الأسد يفقد قبضته على مساحات أكبر من الأراضي داخل سورية لمصلحة الميليشيات المتطرفة، وأن أفق استيلاء أولئك المتطرفين أو إطاحتهم النظام السوري ليس وشيكاً، ولكنه يصير خطراً أكبر وأكبر يوماً بعد يوم. وهذا يوفر لنا فرصة لنقاش جدّي معهم».