إيران… على كلّ لسان!
لم يكد الاتفاق في شأن النووي الإيراني يبصر النور من أروقة فيينا، حتّى احتلّ هذا الاتفاق مانشيتات الصحف الغربية من أقصى أميركا إلى عمق أوروبا. وتنوّعت التحليلات، وكثرت المقالات، لكن الحقيقة واحدة: إيران دولة نووية بموافقة أوروبية ـ أميركية، شاء من شاء وأبى من أبى.
صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية تطرّقت إلى موقف الحزب الجمهوري في أميركا من الاتفاقية مع إيران في شأن برنامجها النووي، مشيرة إلى أن ممثلي الحزب في الكونغرس أقسموا على إفشال هذه الاتفاقية. وجاء في المقال: أمام الكونغرس الأميركي خيار صعب قبيل التصويت على الاتفاقية مع إيران في شأن برنامجها النووي. إذ وعد زعماء الحزب الجمهوري يوم الثلاثاء انهم سيحبطون هذه الاتفاقية مهما كلف الثمن. أي أن أعضاء الكونغرس الديمقراطيين سيخوضون صراعاً صعباً من اجل التصديق على هذه الاتفاقية التي تعتبر إنجازاً دبلوماسياً للرئيس أوباما.
أما صحيفة «إندبندنت» البريطانية فنشرت مقالاً للكاتب روبرت فيسك بعنوان «أميركا تأخذ جانب إيران على حساب إسرائيل والسعودية». ويقول فيسك في بداية مقاله: مهما بلغ غضب بنيامين نتنياهو وسلاطين الخليج، فإن الشك سينتاب العرب من أن الولايات المتحدة أخذت جانب الشيعة في الحرب الطائفية الدائرة في الشرق الأوسط. ويتابع فيسك: لكن الموضوع لم يعرض بهذا الشكل، فقد وافق الإيرانيون على كبح جماح برنامجهم النووي وحزم أجهزة الطرد المركزي وإخراجها من الخدمة لعشر سنوات مقبلة، والحد من مخزونهم من اليورانيوم المخصب، مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران وتحويل المبالغ التي احتجزتها بنوك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى الآن.
فيما علّقت صحيفة «إلموندو» الإسبانية على الاتفاق، قائلةً إنّه سيعيد رسم المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، كما من شأنه أن يغيّر ميزان القوى الحالي.
«روسيسكايا غازيتا»: الجمهوريون يُقسمون على إفشال الاتفاق مع إيران
تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى موقف الحزب الجمهوري في أميركا من الاتفاقية مع إيران في شأن برنامجها النووي، مشيرة إلى أن ممثلي الحزب في الكونغرس أقسموا على إفشال هذه الاتفاقية.
وجاء في المقال: أمام الكونغرس الأميركي خيار صعب قبيل التصويت على الاتفاقية مع إيران في شأن برنامجها النووي. إذ وعد زعماء الحزب الجمهوري يوم الثلاثاء انهم سيحبطون هذه الاتفاقية مهما كلف الثمن. أي أن أعضاء الكونغرس الديمقراطيين سيخوضون صراعاً صعباً من اجل التصديق على هذه الاتفاقية التي تعتبر إنجازاً دبلوماسياً للرئيس أوباما.
مُنح الكونغرس مدة 60 يوماً لدراسة نصوص الاتفاقية. ويعيّن على أعضاء الكونغرس اختيار واحد من بين ثلاثة خيارات: المصادقة على الاتفاقية، رفض المصادقة عليها، أو عدم عمل أي شيء. وإذا استخدم الرئيس أوباما حق النقض «الفيتو» على قرار الكونغرس بعدم المصادقة على الاتفاقية، فسيكون بإمكان معارضي هذه الاتفاقية إفشالها فقط في حالة حصولهم على ثلثي الاصوات في مجلسَي النواب والشيوخ، لتجاوز الفيتو الرئاسي.
بحسب رأي الخبراء، لا يزال الامر غير واضح، فيما إذا كان هذا الموقف يعكس رأي قطاعات واسعة في المجتمع أم انه رأي عاطفيّ للمحافظين والمتشدّدين والديمقراطيين الموالين لـ«إسرائيل».
يقول السيناتور الجمهوري بوب كروكير من ولاية تينيسي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، «أريد ان اشارك في هذه العملية والتأكد من أننا ندرك تماماً في شأن ماذا نصوت. لأنه في نهاية الأمر كل من يعتقد ان هذه الاتفاقية ستمنع إيران من الحصول على السلاح النووي فسيصوّت لمصلحتها، وكل من لا يعتقد ذلك سيصوّت ضدها». مشيراً إلى أنه ضدها.
تشير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى ان مثل هذه المبادرات الدبلوماسية للجمهوريين سبق وإن ظهرت في الماضي أيضاً، مثلاً بعد زيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نكسون إلى الصين، التي عارضها عدد من المسؤولين الكبار. كما أن الرئيس الجمهوري ريغان واجه معارضة شديدة من حزبه عندما أعلن عن الاتفاق مع غورباتشوف في ريكيافيك، في شأن تخفيض الأسلحة النووية.
يقول المحلل السياسي للصحيفة، توماس فريدمان، إن أوباما دافع بنفسه عن الاتفاقية، خلال التصريحات التي ادلى بها، حيث قال «لقد قطعنا الطريق امام إيران للحصول على اسلحة نووية». كما أكد أوباما أن التوصل إلى هذا الاتفاق لم يكن ممكناً من دون مساعدة روسيا والرئيس بوتين شخصياً.
أما هيلاري كلينتون فقد عبرت عن دعمها هذه الاتفاقية والتقت ممثلي الحزب الديمقراطي في الكونغرس. من جانبهم أعلن جميع المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية انهم يعارضون إبرام هذه الاتفاقية كلياً.
هذا الموقف الجمهوري يتضمن مسألة سياسية مهمة: يعتقد الجمهوريون انها فرصة للإيقاع بين الديمقراطيين والناخبين اليهود الذين يؤيدونهم دائماً.
ومع ذلك، يؤكد المحللون على ان إفشال الاتفاقية قبيل انتخابات الكونغرس في الخريف المقبل، قد يضرّ الجمهوريين أنفسهم، لأن غالبية الشعب الأميركي تؤيد توقيع الاتفاقية مع إيران.
«إندبندنت»: أميركا تأخذ جانب إيران على حساب «إسرائيل» والسعودية
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً للكاتب روبرت فيسك بعنوان «أميركا تأخذ جانب إيران على حساب إسرائيل والسعودية». ويقول فيسك في بداية مقاله: مهما بلغ غضب بنيامين نتنياهو وسلاطين الخليج، فإن الشك سينتاب العرب من أن الولايات المتحدة أخذت جانب الشيعة في الحرب الطائفية الدائرة في الشرق الأوسط.
ويتابع فيسك: لكن الموضوع لم يعرض بهذا الشكل، فقد وافق الإيرانيون على كبح جماح برنامجهم النووي وحزم أجهزة الطرد المركزي وإخراجها من الخدمة لعشر سنوات قادمة، والحد من مخزونهم من اليورانيوم المخصب، مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران وتحويل المبالغ التي احتجزتها بنوك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى الآن.
سيتمكن بعض الرجال بمعاطف بيضاء، من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، بإذن مسبق من السلطات الإيرانية أو من دونه، لم يكن هذا واضحاً، بحسب فيسك.
ويرى الكاتب أن إيران الآن ستعود إلى الدور الذي كان الشاه يضطلع به، ستصبح «شرطيّ الخليج».
وأضاف: وداعاً إذن لنفوذ المسلمين السنّة الذين ارتكب أبناؤهم جريمة ضد الإنسانية في 9/11، وأنجبوا أسامة بن لادن الذي تحالف مع طالبان، والأمراء الذين يدعمون «داعش».
ويقول فيسك ساخرا إن الولايات المتحدت تعبت من أمراء الخليج الآيلين للانهيار، من خطاباتهم البيوريتانية وثرواتهم المتعبة إلا إذا استخدمات لدفع ثمن الأسلحة الأميركية طبعاً .
لكن هناك جانباً آخر: إيران الآن على رأس قائمة الذين يمكن التفاوض معهم حول مستقبل سورية ونظام الأسد، وضباط الحرس الثوري ومقاتلو حزب الله في خط المواجهة الأول مع الإسلاميين.
ويعتقد فيسك، كما يتضح من مقاله، أن إيران ستحاول إقناع الولايات المتحدة بدعم الأسد، من أجل القضاء على «داعش» السلفي الوهابي، وهذا سيجعل «داعش» غاضباً كما نتنياهو من الاتفاق الأخير.
«إلموندو»: اتفاق إيران وواشنطن سيؤثر في السياسات الاقتصادية والأمن
علّقت صحيفة «إلموندو» الإسبانية على تقدم المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، إذ إن الاتفاق النووي الذي أعلنت عنه إيران لتأكد الولايات المتحدة بأن طهران لا تمتلك القدرة على تصنيع القنبلة، هذا الاتفاق سيعيد رسم المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، كما من شأنه أن يغير ميزان القوى الحالي خاصة وأن النتيجة الأولى لهذا الاتفاق هو زيادة التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتفاق ستكون له آثار سلبية على الجانب السياسي والأمني والاستيراتيجي في المنطقة، كما أنه يعتبر بداية لتعزيز العلاقات التي ستؤدى إلى إطلاق تحالفات جيواستراتيجية جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن «إسرائيل» والمملكة العربية السعودية تخشيان هذا الاتفاق الذي ينطوي على تنازلات لإيران تتجاوز رفع العقوبات، إذ تساعد إيران الولايات المتحدة الأميركية في الحرب ضد «داعش» والوصول إلى تقييد برنامجها النووي، ومن ناحية أخرى فهناك مخاوف من توسع نفوذ إيران في المنطقة.
وقال دبلوماسي إيراني إن بلاده والقوى الكبرى توصلوا إلى اتفاق نووي، فيما ينتظر أن يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعاً وزارياً في شأن المحادثات النووية. وكتبت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي كاثرين راي على «تويتر» أن الجلسة الختامية بحضور دول مجموعة «5+1» الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا وإيران عند الساعة 10.30 في الأمم المتحدة في فيينا.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني إن القرار لا يتعلق بالنووي الإيراني، بل يفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية. بينما قال وزير خارجية إيران إن الاتفاق لن يكون مثالياً لكنه يفتح صفحة جديدة، وأضاف أنه اتفاق تاريخي ولو لم يكن على مستوى أمل كثيرين.
«تلغراف»: اتفاق فيينا قد يمثّل انفراجاً في العلاقات الأميركية ـ الروسية
اشارت صحيفة «تلغراف» البريطانية إلى أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما قال إن المساهمة الروسية للتوصل إلى اتفاقية في شأن ملف إيران النووي يمثل انفراجاً في العلاقات الأميركية ـ الروسية على رغم الأزمة السياسية بين واشنطن وباقي القوى الغربية والعاصمة الروسية موسكو بسبب أوكرانيا. وأضاف الرئيس في الخطاب الذي ألقاه احتفاء بالتوصل إلى اتفاق فيينا في شأن ملف إيران النووي أنّ ثمة فرصة لإدارة حديث جدّي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، ومحاولة تخطي الأزمة السياسية الأسوأ بين أميركا وروسيا منذ انتهاء الحرب الباردة.
«غارديان»: الصراع في العراق خلّف 15 ألف قتيل مدنيّ خلال 16 شهراً
قالت صحيفة «غارديان» البريطانية، إن الصراع الدائر بين مليشيات التنظيم المسلح «داعش» والقوات الحكومية العراقية خلّف حوالى 15 ألف قتيل مدني و30 ألف جريح خلال 16 شهراً، نقلاً عن التقارير الأخيرة للأمم المتحدة.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وأعضاء بعثتها في العراق، إن الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم «داعش» ضد قانون حقوق الإنسان الدولي في المناطق التي تقع تحت سيطرته شمال العراق وغربه، تصل إلى جرائم حرب وإبادة.
ويعيش العراق أسوأ مراحله منذ انسحاب جنود الغزو الأميركي عام 2011، حيث سيطر التنظيم خلال السنة الماضية على مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، وعلى قطاع كبير من محافظة الأنبار على رغم محاولات القوات العراقية الحكومية المصحوبة بمليشيات شيعية لطرد التنظيم من الأراضي الواقعة تحت سيطرته، مدعومة بغطاء جوّي دوليّ تقوده أميركا. وشهدت فترة الاشهر الـ16 الماضية تهجير أكثر من 2.8 مليون عراقي داخل العراق، منهم 1.3 مليون طفل وفقاً لتقرير بعثة الأمم المتحدة في العراق.
وأشار التقرير إلى أسرى التنظيم المسلح «داعش» الذين يتراوح عددهم بين 3 إلى 3.5 ألف رجل وامرأة، غالبيتهم من الطائفة الأيزيدية العراقية، ذاكراص الإعدامات التي نفّذها التنظيم بحقّ مواطنين داخل المدن التي تقع تحت سيطرته، مثل رجم رجل حتى الموت في آذار الماضي في مدينة الموصل، أو إلقاء شاب من فوق مبنى بعد اتهامه بالمثلية الجنسية.