فيصل كرامي في الذكرى 27 لاغتيال الرشيد: مجرّد وجود جعجع في الساحة السياسية عارٌ على العدالة

باكراً جداً انطلقت التحضيرات اللوجستية في طرابلس أمس، لإحياء الذكرى 27 لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي، فرُفعت صور الشهيد واللافتات التي عدّدت مزاياه ومواقفه الوطنية، وأشرف الوزير السابق فيصل كرامي على اللمسات الأخيرة قبيل انطلاق المهرجان الخطابي الحاشد في ساحة قصر آل كرامي في كرم القلة. هناك، رُفعت صور عملاقة للشهيد وللرئيس عمر كرامي والوزير فيصل كرامي، ووُزّعت المهام على مئات من كوادر تيار الرئيس كرامي، وصُفّ ما يزيد عن 15000 كرسيّ في الساحة التي توسّطها مسرح ضخم، والتي شهدت ازدحاماً غير مسبوق.

وليل السبت ـ الأحد، انطلقت مسيرات سيارة استمرت حتى ما بعض ظهر أمس، رافعة صور الشهيد، وبثّت عبر مكبّرات الصوت كلمات ومواقف للرشيد قبيل اغتياله، وتدعو إلى المشاركة في المهرجان المركزي، وجابت هذه المسيرات شوارع طرابلس والميناء والقلمون والبداوي.

وبالانتقال إلى المهرجان الخطابي، الذي شاركت فيه حشود قدّرت بعشرات الألوف، بحضور ممثلين عن: الرئيسين إميل لحود ونجيب ميقاتي، رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون وعن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وعن النواب: محمد الصفدي، طلال أرسلان، سليمان فرنجية وأحمد كرامي، الوزير السابق عبد الرحيم مراد وعدد من النواب السابقين، إضافة إلى حضور رؤساء بلديات ومختارين، ورجال دين مسلمين ومسيحيين، وفاعليات وحشود من أبناء طرابلس والشمال.

عرّف الاحتفال المحامي رشيد كركر، ثمّ اعتلى المنبر الوزير السابق فيصل كرامي، الذي قوطع خلال إلقاء كلمته عشرات المرات بالهتافات والأهازيج التي تذكّر بأيام الرشيد.

وقال كرامي: «ها هو رشيد كرامي يجمعنا مجدداً في داره، يصافح رفاق الأمس المكللين بالشيب والوفاء، ويصافح الأجيال الجديدة المتوّجة بالأمل والكبرياء، ويسأل عن أحوال البشر والشجر والحجر، يسأل عن البيوت المسكونة بالخير والمحبة والبساطة والشهامة، يسألنا عن حبيبته التي افتداها بالروح، ولا حبيبة له إلا طرابلس».

وأضاف: «يعزّ علينا الجواب، حبيبتك يا رشيد طرابلس وشهيدها، حبيبتك مظلومة مقهورة، حبيبتك مخطوفة، حبيبتك نالوا من مجدها ومن كرامتها ومن طيبة أهلها، حبيبتك جوّعوها وحرموها و«استوطوا حيطها»، حبيبتك سفكوا فيها الدماء، وهدموا الأرزاق، وهجّروا الشباب، وهتكوا الوجدان، لكنها طرابلس التي تعرفها يا رشيد، طرابلس التي صبرت على جراحها طويلاً، ولكنها: من القبة، قبة النصر، من باب التبانة باب الذهب، من جبل النار، من الحدادين والنجمة والتل والبازركان، من الزاهرية والميناء، من قلعة أبو سمرا، من نهر أبو علي، من عزمي والمئتين وطريق الميناء والمعرض والثقافة والمنلا ومار مارون، من كل الشمال، من عكار والضنية والبداوي ومرياطة والقلمون والكورة والبترون، من كل شباك مفتوح إلى السماء، طرابلس هذه لم تفقد صوتها الهادر، اسمعه، اسمعه يا رشيد: عزّ البلاد رجالها! أنتم عزّها وأنتم رجالها، أنتم شرفها وكرامتها وعنفوانها…».

وتابع: «لكلّ من نسي لماذا قُتل رشيد كرامي، لا بدّ من إنعاش ذاكرته، بل لا بدّ من منع هذا التزوير الفاضح للتاريخ، والذي يُروّج له كمقدّمة لهدر دم رشيد كرامي مجدداً. رشيد كرامي قتلوه لأنه وقف صخرة منيعة في وجه تقسيم لبنان. نعم، كان رشيد كرامي العائق الكبير أمام أحلام ومشاريع مجنونة ترفع شعارات الفديرالية، وتنفذ أجندة إسرائيلية تريد تحويل لبنان إلى مجموعة دويلات طائفية. بكل بساطة، قتله التقسيميون. قتله عملاء إسرائيل بأمر عمليات من إسرائيل. وهؤلاء القَتَلة لا يزالون في واجهة المشهد اللبناني، ومشاريع التقسيم لم تمت، وإن كانت اتخذت أشكالاً أخرى ومسمّيات جديدة. ومع ذلك، وبعد 27 سنة على استشهاد رشيد كرامي، أقول ما قاله الرئيس عمر كرامي: «ما أقوى القتيل وما أضعف القاتل، حين يكون القاتل رمز تقسيم لبنان، وحين يكون القتيل شهيد وحدة لبنان»».

وأردف: «إنّ ترشيح جعجع إلى رئاسة الجمهورية مسرحية مملة وتافهة، وخطورة هذا الترشيح أنه جرى بموافقة الطبقة السياسية اللبنانية تحت حجة الديمقراطية. إن مجرد وجود جعجع في الساحة السياسية عار على الديمقراطية وعلى العدالة في لبنان. الأهم أن طرح هذا المجرم رئيساً للبلاد نسف لمواثيق العيش المشترك وهذا ما قلناه لأعلى مرجعية مارونية، وطبعاً الطائفة المارونية الكريمة فيها الكثير من الشخصيات التي تصلح لهذا الموقع الوطني الكبير، ولم يكن ضرورياً ترشيح مجرم قاتل».

وقال: «مهما دافعوا عن جعجع، ومهما حاولوا تلميع صورته، ومهما أغدقوا عليه الأموال والقصور، سيبقى مجرماً أدانته أعلى هيئة قضائية في الدولة اللبنانية، وصدرت في حقه أحكام واضحة تستند إلى كل ما يلزم من قرائن وإثباتات».

وأضاف: «لا بدّ من التطرق إلى توزير جعجع في حكومة الرئيس عمر كرامي عام 1992. لقد صرعونا في الإعلام بأننا وزّرنا المجرم. باختصار شديد: الرئيس عمر كرامي عيّن سمير جعجع وزيراً في حكومة نزع سلاح الميليشيات قبل سنتين من قيام حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بحلّ حزب القوات اللبنانية وإلقاء القبض على جعجع، ثمّ إدانته باغتيال رشيد كرامي، والحكم عليه بالإعدام المخفّف إلى السجن المؤبد.

على رغم كلّ المرارة التي عشناها في مسرحية ترشيح القاتل، ولكنها كانت مناسبة لكي يرى بعينه، ولكي يرى داعموه أيضاً، أنّ طرابلس أوفى وأشرف وأكبر من أن تقفز فوق دم رشيد كرامي».

ثم انتقل إلى الوضع السياسي في لبنان والمنطقة قائلاً: «بالنسبة إلى الفراغ في سدة الرئاسة، نحن لا نوافق على هذا التوصيف، وفي الدستور هو «شغور» وليس فراغاً، لأنّ مجلس الوزراء تناط به في هذه الحالة التي حددها الدستور صلاحيات رئيس الجمهورية ومسؤولياته. المهم، ألا يكون هذا الشغور مقدّمة لفراغ سياسي يعطل البلاد والمؤسسات وينقل النزاع مجدداً إلى الشارع، وهذا يتطلب حكمة القوى السياسية ورؤساء الكتل النيابية ومكونات الحكومة الحالية، لكي يحافظوا على الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، لأن الشعب لم يعد يحتمل أيّ معاناة جديدة».

عن الوضع الأمني قال: «في طرابلس على وجه الخصوص، نحن نبارك الخطة الأمنية الأخيرة مهما قيل فيها، ويكفي أنها أنهت جولات القتال العبثي وأوقفت هذا الفجور السياسي الذي استعمل دم الناس وأرزاق الناس في لعبة دموية مفتعلة. وهنا نوجّه التحية إلى الجيش اللبناني الذي حمّلوه أكثر مما يحتمل، ولكنه صمد ووقف في وجه العواصف، وأثبت مجدداً أنه، المؤسسة الوطنية التي ترمز إلى وحدة الوطن. والتحية أيضاً إلى كل المؤسسات الأمنية الشرعية التي لم تقصر في القيام بما يمليه عليها الواجب. ولكن، لدينا اعتراض كبير على هذه الخطة الأمنية يتعلق بالشأن القضائي، وتحديداً بملف جريمتَيْ التفجير في مسجدي السلام والتقوى. وهنا أيضاً، لن نسامح ولن ننسى، لن ترضى طرابلس بأقل من العدالة إزاء دم أهلنا الذين استشهدوا في وضح النهار».

وعن الوضع المعيشي قال كرامي: «في ملف سلسلة الرتب والرواتب وإنصاف الموظفين وإعطائهم حقوقهم، موقفنا معروف، ونحن نعتبر أن إقرار السلسلة أولوية وطنية لأنها الخطوة الأولى نحو إنقاذ الطبقة الوسطى في المجتمع اللبناني وترميمها».

وختم مذكّراً «بالثوابت الوطنية والقومية التي لا نحيد عنها. لم نضيّع البوصلة ولن نضيعها. لدينا عدو واحد هو عدو هذه الأمة، الكيان الإسرائيلي الغاصب الذي يحتل الأرض وينتهك الحقوق».

«القومي»: أرادوا باغتياله إفراغ لبنان من قاماته الوطنية الكبيرة

اعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي، أنّ ذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي تحلّ هذه السنة، حاملةً معها المزيد من المعاني والأبعاد والدلالات المستقاة من سيرة الرجل الكبير الذي قدّم أغلى التضحيات في سبيل قناعاته وخياراته التي لم يتنازل عنها ولم يساوم عليها مطلقاً.

وفي بيان أصدره أمس، أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ البوصلة الوطنية والقومية التي سار على هديها الرئيس الشهيد لا تزال هي هي، ولا يزال الهدف هو هو، على رغم كلّ الصعوبات والتحدّيات التي يواجهها لبنان وتواجهها الأمة، خصوصاً أنّ المثال الذي جسّده الراحل جدير بأن يقتدي به كلّ الوطنيين الشرفاء الذين لا يقبلون أيّ مساومة أو تهاون، مهما كان حجمهما إزاء كلّ ما يتعلق بالحقوق الوطنية والقومية.

وأضاف البيان: إنّ استعادة سيرة الراحل الكبير ومسيرته في الظروف الراهنة التي تمرّ بها الأمة، تؤكد كم كانت مواقفه صائبة وكم كانت ثوابته صلبة، لا سيما إذا أمعنّا النظر في ما يحصل في سورية، وهي قلب الأمة النابض كما آمن ونؤمن.

وتابع البيان: «إنّ المؤامرة التي دفع الراحل حياته ثمناً لها، لا تزال فصولها تتوالى وتتكرّر، ولكن بوجوه وأساليب مختلفة، إنما الجوهر واحد لا يتغيّر، وهو استهداف كلّ الأمة بمكامن قوتها، فتارة يوظفون الأدوات الصغار لاستهداف رجال الأمة الأشداء من ذوي القامات الكبيرة كصاحب الذكرى، وتارة يشنّون الحروب ضدّ المقاومة، واليوم يستهدفون سورية بهجمة كونية شرسة لأنها لم تخضع لشروط ولا لترغيب أو ترهيب، واستمرّت صامدة ثابتة على مواقفها، مدافعة عن موقعها القومي ودورها في قيادة خط المقاومة والممانعة».

وقال البيان: «إنّ قَتَلة الرئيس الرشيد أرادوا باغتياله إفراغ لبنان من قاماته الوطنية الكبيرة، وهم أنفسهم يدفعون اليوم لتقويض الدولة عبر إحداث الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وعبر الإصرار على تعطيل مؤسسات الدولة، لأنهم لا يريدون أن يكون لبنان على صورة الشهيد رشيد كرامي، بلداً قوياً بمقاومته، بل يريدونه بلداً ضعيفاً محكوماً بـ17 أيار الصهيوني».

وشدّد البيان على أنّ الاقتصاص من قَتَلة الرئيس الرشيد، يكون بالحفاظ على لبنان ومؤسّساته، وبانتخاب رئيس للبنان مؤتمن على ثوابت لبنان وخياراته ومقاومته، وهي الثوابت التي كان يؤمن بها الرئيس رشيد كرامي.

وختم البيان: «إنّ ذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي ومواقفه ستظل حيّة، خصوصاً أنّ من يحمل لواءها هو الرئيس الكبير عمر كرامي، ومعه نجله الوزير فيصل كرامي، اللذين لهما مكانة متقدمة في الصفوف الوطنية، وثقة عالية في صفوف الوطنيين».

مواقف وشهادات

بمناسبة مرور 27 سنة على استشهاد الرئيس رشيد كرامي، صدر أمس عدد من البيانات والتصريحات، التي أشادت بسمات الشهيد ومواقفه، وطالبت بالاقتصاص من القتلة.

حزب الله

أعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله، أن المعاون السياسي حسين الخليل، اتصل بالرئيس عمر كرامي والوزير السابق فيصل كرامي، وأكد لهما وقوف الحزب إلى جانب هذه العائلة الكريمة والشريفة، مشيداً بمواقفها الوطنية والعروبية المشرّفة.

الخازن

اتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بالرئيس عمر كرامي مواسياً ومستذكراً مزايا الرئيس الشهيد رشيد كرامي. وقال الخازن في تصريح: «نتذكر الرئيس الشهيد رشيد كرامي ونقف بهيبة واحترام إجلالاً لهذا الكبير الذي ترك بصمات دامغة وعلامات فارقة في تاريخ لبنان. كان مدرسة وطنية متميزة في جمع الصف وتوحيد الكلمة والتعالي عن التجاذبات السياسية. لن ينساه اللبنانيون الوطنيون، وسيبقى ماثلاً في ذاكرتهم لما كان له من إنجازات وطنية وحرص دائم على العيش المشترك وسعي دؤوب إلى الحفاظ على عروبة لبنان وعلاقاته الأخوية مع سورية».

عيتاني

وصرّح النائب السابق بهاء الدين عيتاني بما يلي: «نجدّد التزامنا إرث الرئيس الرشيد وتراث العائلة الكرامية، التي يكنّ لها كل اللبنانيون التقدير والاحترام وننحني أمام ضريح الشهيد بكثير من الإجلال والوفاء…. كان دائماً رائداً ضد «إسرائيل» وعدوانها، فوقف إلى جانب المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة هذا العدو، وانخرط في النضال ضده، وأصبح ضمانة للوحدة الوطنية وتجسيداً للاستقرار والعروبة، فسقط شهيداً دفاعاً عن مبادئه الوطنية والقومية».

سعد

وأكّد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أنّ خسارة الرئيس الشهيد ليست خسارة لآل كرامي وطرابلس فحسب، بل هي خسارة للبنان كله. «فالرشيد قدّم حياته دفاعاً عن وحدة لبنان وعروبته».

ورأى أنّ الشعب اللبناني إذ يستنكر اليوم سيرة رجل الدولة والمبادئ، فإنه ينظر بكل حسرة وأسى إلى ما آلت إليه الأوضاع السياسية في لبنان خلال المرحلة الحالية. فالشعب اللبناني بغالبيته يستنكر ترشح قاتل الرئيس الشهيد إلى رئاسة الجمهورية».

لجنة الأسير سكاف

زار وفد من لجنة أصدقاء عميد الأسرى يحيى سكاف ضريح الشهيد في جبانة باب الرمل في طرابلس، وأكد جمال سكاف بِاسم الوفد أنّ الرئيس الشهيد رشيد كرامي هو شهيد الوطن والعروبة التي كان من أبرز رموزها، خصوصاً أنه كان داعماً ومسانداً للقضية الفلسطينية في وجه المشاريع الصهيونية، ومن أجل ذلك اغتالته يد العمالة لـ«إسرائيل».

وأضاف: «لكن نهج الشهيد الرشيد العروبي بقيَ حاضراً من خلال الرئيس عمر كرامي ونجله الوزير فيصل كرامي وكلّ محبّي الرئيس الشهيد، وستبقى طرابلس والشمال وفية لهذا النهج الوطني في معاداة الصهيونية وعملائها في المنطقة».

هيئات المجتمع المدني في طرابلس

وأصدرت هيئات المجتمع المدني وجمعيات أهلية في طرابلس بيانات حيّت فيها الرئيس الشهيد رشيد كرامي في ذكراه السابعة والعشرين، وقالت جمعية «نسائم خير»: «نستذكرك أيّها الرشيد ونشمّ في يوم استشهادك الكرامة والعنفوان، وتهبّ علينا نسائم الخير والعزّة». فيما قال رئيس «رابطة مختاري طرابلس والشمال» ربيع مراد: «كان الرشيد رجل الظروف الاستثنائية، سياسياً وعربياً، وذا حنكة وبعد نظر، ونحن سنشارك في ذكراه احتفاء بمواقفك ومبادئك الوطنية».

وقال عضو «المجلس الشرعي السنّي الأعلى»، رئيس «حركة تجمّع أمان» الدكتور محمد حزوري إنّ طرابلس لم تنس زعيمها المدافع عن حقوقها وعن قضايا فلسطين ولن تنسى دمه أبداً.

فيما قالت لجنة المتابعة لأصحاب الحقوق للمحال التجارية في باب التبانة برئاسة محمد كردوفاكي إن الذكرى تأتي في ظروف صعبة، ولا بدّ من إنصاف الرشيد في يوم استشهاده عبر الحفاظ على دمه وحقوقه وحقوق طرابلس وكل الشمال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى