بو صعب يرعى تخريج تلامذة الـ«إنترناشونال سكول» ـ بترومين: ما دام العلم أمامنا يجب ألّا نعود إلى الظلمة

احتفلت مدرسة الـ«إنترناشونال سكول» ـ بترومين في الكورة، بتخريج تلامذتها للصفوف الثانوية من العام الدراسي 2013 ـ 2014، برعاية وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب وحضوره، كما حضر عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور وليد العازار، ورئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء الدكتورة ليلى مليحة فياض، ورئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي نعمة، ورئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، والمفتش العام فوزي نعمة، ومديرة المدرسة ريما نصر عياش، ورئيس مجلس الإدارة الدكتور عارف عكر وأفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية، إضافة إلى نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر، ورئيس قسم التسجيل والقبول في جامعة البلمند الدكتور وليد مبيض، ورئيس بلدية بترومين لويس قبرصي، والعميد الدكتور أمين صليبا، ورئيس لجنة الأهل الدكتور جوزيف حنا والاعضاء، ولجنة الامهات في المدرسة وشخصيات والمتخرّجين وذويهم.

استهل الحفل بكلمة ترحيب من نورما الأخرس، ثم دخول موكب المتخرّجين والنشيد الوطني. وتوالى على الكلام كل من الطلاب: كيانا أنطوان سعادة، سامر هيثم عدرة، نورا أنطوان سابا وسالي غسان فرح، وأجمعوا فيها باللغة الانكليزية على شكر إدارة المدرسة وأساتذتها بما قدّموه لهم من علم ومعرفة ورعاية، كما أهلهم الذين واكبوهم في مسيرتهم لتحصيل النجاح.

وألقت نصر كلمةً استهلتها متوجّهة إلى المتخرّجين قائلةً: «لأن الخوف يولّد الهزيمة، ما عليكم إلا المواجهة، تشقّون في الوعر درباً وتنبتون في الصخر عشباً».

ثمّ توجّهت إلى بو صعب قائلةً: «أنت من بلدة اشتهرت برجالها، بناة بيوت الحجر، حتى إنكم اشتهرتم في لبنان والجوار وهنا في الكورة تحديداً ببناء البشر. أنت المؤسّس الحقيقي للجامعة الاميركية في دبي، التي كما أعرف تضمّ في كلّياتها أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة من جنسيات مختلفة. وقد استوقفتني جرأتك وقد خاطبتهم، عندما اعتليت المنبر، لتصحيح ما نسبه خطيب حفل تخرّجكم هذه السنة السيد براون ـ رئيس الوزراء البريطاني السابقـ إلى جون كنيدي، بينما هو لعظيم من بلادي اسمخ جبران خليل جبران. هذه الشجاعة فعلاً تتوازى مع ما أنجزت، والذي يعجز عنه أكثر من وزير».

وعبّر بو صعب عن فخره واعتزازه لوجوده في بترومين عموماً، وفي الكورة خصوصاً، وقال: «أحمل تحية من ضهور الشوير للكورة، فقد لفتني عند دخولي المدرسة وجود شجرة زيتون وإلى جانبها شجرة صنوبر. شجرة الزيتون التي ترمز للكورة الخضراء، وشجرة الصنوبر التي ترمز للشوير، ولهما معانٍ كبيرة. إذ من المعروف أن شجرة الزيتون تترسخ في الارض وجذورها تتشابك، وشجرة الصنوبر رأسها شامخ ومرفوع، بالتالي فإن وجود الزيتون إلى جانب الصنوبر يعني أمرين: تشبثكم بالأرض ورأسكم مرفوع. وأنتم متخرّجون من هذه المدرسة، من المؤكد ـنكم تربيتم على هذه المبادئ الوطنية اللبنانية الحقيقية».

ثم توقف عند كلمات التلامذة، إذ توجه إلى التلميذة كيانا، بالقول: «هذه الكلمة هي لعظيم من بلدتي اسمه على اسم والدك أنطون سعاده»، وإلى نورا سابا التي اعترضت على وجود 12 مادة للدراسة ضمن المنهاج المخصّص للامتحانات الرسمية، قال: «بالصدفة أنّ الدكتورة ليلى معنا، وهي رئيسة المركز التربوي الذي يضع المناهج في وزارة التربية، وقد أبلغتني الآن أنها كانت قد رفعت توصيات إلى وزراء التربية السابقين لتخفيض المواد إلى سبع تقريباً بدلاً من 12».

وردّد الكلمة التي قالها الزعيم أنطون سعاده إذ تحكي عن حقيقة وضعنا في التعليم، ما دام العلم أمامنا فيجب ألا نعود إلى الظلمة، يجب ألا ندفع من جديد ثمن اختبارات دفع ثمنها غيرنا وأوضحها العلم، يجب أن نسير في النور ما دام لنا النور، بما معناه إن تعلمنا من الاخطاء، وأدركنا أن العالم يتطور، يجب ألا نبقى متمسكين بالمناهج القديمة التي تتطوّر، ولا تجعلكم ملزمين باثني عشر مادة دراسية بينما العالم كله تطورّ وغيّر مناهجه. والدليل على ذلك كتاب التاريخ الذي أصبح تاريخاً ونحن نتكلم عنه. بحيث إنه منذ عام 1943 لم يتطوّر منهاج كتاب التاريخ في وزارة التربية. والدكتورة ليلى التي مر عليها وزراء كثر قبلي عملت مع فريق كبير لوضع أسس لكتاب التاريخ. وأعتقد أننا بدأنا الان نسلّط الضوء عليه بشكل أكبر».

وشدّد على إنه في كتاب التاريخ الذي وقف عنده الزمن منذ عام 1943، لا يوجد محتل يهوديّ لفلسطين، والبعض ما زال يفكر أن الفلسطينيين ما زالوا في فلسطين. وكتاب التاريخ حتى اليوم إن أراد أولادنا ان يتابعوه عبر الانترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة لن يعرفوا من خلاله أن هناك شعباً فلسطينياً تهجّر، وأننا فقدنا أرضاً عربية، وأن هناك أرضاً عربية محتلة. هذا بحدّ ذاته معاكس للعلم والتطور، لذلك أعدكم أن الدكتورة ليلى سترفع لي التوصية التي رفعتها للوزراء السابقين لمحاولة إلغاء الامتحانات باثنتي عشرة مادة، والعمل لتطوير مناهجنا إلى الأفضل».

وتوجّه إلى التلميذين سامر وسالي قائلاً: «فرحت كثيراً بكلماتكما وبطلاقتكما باللغة الانكليزية، إنما يؤسفني أن أقول إننا في لبنان بشكل خاص نفقد شيئاً فشيئاً لغتنا. وأريد أن أقول إن لغتنا هويتنا، يجب ألا ننسى أهمية اللغة العربية. وآمل منكما ألا تنسيا اللغة وأن تحافظا عليها».

ثم خاطب المتخرّجين: «أنتم جيل المستقبل، فكونوا على قدر الآمال المعقودة عليكم، لا سيما أنكم على قاب قوسين أو أدنى من النجاح في الامتحانات الرسمية، وفي الحياة الجامعية التي أنتم مقبلون عليها. نجاحكم فيها سيساهم في نجاح مهمة بناء الوطن، والانطلاق قدماً نحو لبنان متطوّر. فلا تنسوا فضل أهاليكم وسهرهم على نجاحكم وحُسن تربيتكم، ولا تنسوا أيضاً جهود معلميكم وأساتذتكم الذين أوصلوكم إلى هذا المستوى المرموق علماً وثقافة وانفتاحاً على الحياة وعلى تحمل المسؤولية مستقبلاً».

وختم قائلاً: «اعلموا أن العلم العاديّ أصبح متوفراً للجميع ، لكن المطلوب منكم العلم المتميز لتكونوا جاهزين لفرص العمل أنى لاحت».

وقُدّمت خلال الحفل باقة ورد ودرع تذكارية لبو صعب، ووُزّعت شهادات تقدير عاى المتفوقين، والشهادات على المتخرّجين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى