شتاينماير وشعبان يؤكدان امكانية حل الأزمة السورية بعد الاتفاق النووي
بعد دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى ضرورة حل الأزمة السورية بالتعاون مع الدول المؤثرة كروسيا وإيران والسعودية وتركيا، اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير أن اتفاق فيينا في شأن البرنامج النووي الإيراني يدفع للأمل في التوصل إلى حل ناجح لبقية القضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة في سورية التي تعد من القضايا الأكثر إلحاحاً للحل.
وقال شتاينماير في مقال له نشر في صحيفة «كوميرسانت» الروسية أمس أن الاتفاق عمل على تقريب صفوف اللاعبين الدوليين والسماح لهم بالدفاع عن المصالح المشتركة بينهم وربما يساهم ذلك في الحد من النزاعات الساخنة الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب وحدة المجتمع الدولي ورغبة قوية منه للعمل وفقاً للمصالح المشتركة وكذلك القدرة على التحمل وعلى الاستعداد لاتخاذ خطوات عملية ولو كانت صغيرة تقرب من الحل ومن التغلب على انعدام الثقة.
وأكد الوزير الألماني أنه من الضروري أن تلعب ايران دوراً بناءً في التسوية السياسية السلمية في سورية، مضيفاً أن دول الجوار وفي مقدمها تركيا والسعودية يجب أن تكون معنية بعدم تفتت سورية في شكل نهائي.
وأضاف شتاينماير أن كل جهود الأمم المتحدة في التوصل الى حل سلمي فشلت بسبب عدم وجود وحدة في مجلس الأمن وبسبب التناقض بين المواقف الأميركية والروسية، معتبراً أن عملية السلام لا يمكن أن تنجح إذا استمر الوضع في سورية على ما هو عليه.
ورأى أن الطريقة الوحيدة للخروج من الطريق المسدود تحتم على المجتمع الدولي أن يتكلم بصوت واحد في اتخاذ التدابير اللازمة على رغم أن هذا الاحتمال قد يبدو الآن بعيداً جداً ولكن التوصل إلى اتفاق في فيينا أظهر أن الحل السلمي للنزاعات ممكن التحقيق حتى عندما يبدو أنه لا يمكن التغلب على حالة انعدام الثقة موضحاً أن العملية شاقة وتتطلب الصبر والمثابرة ولكن الامر يستحق ذلك.
وفي سياق متصل، أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان أن الاتفاق النووي يسمح لها بأن تلعب دوراً أهم في مكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم، وقالت: «نحن مرتاحون جداً لتوقيع هذا الاتفاق لأنه يشكل نقطة جوهرية وأساسية لمستقبل المنطقة والعالم».
وفي مقابلة تلفزيونية ورداً على سؤال حول تأثير الاتفاق على القضايا الإقليمية وبخاصة سورية في المرحلة المقبلة قالت شعبان «بما أن هذا الاتفاق يحقق لإيران الاستقلالية الكاملة عن الضغوط والترهيب الذي تعرضت له لعشرات السنين، فهي أول بلد يفهم أهمية مساعدة الشعوب ضد الترهيب الفكري والعقوبات والإرهاب لذا لن يكون دور إيران إلا ايجابياً في الشرق والغرب وفي التعاون من أجل احلال السلام والعدل والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم».
وعن وجود قلق من وجود صفقات نتيجة للاتفاق النووي بين إيران والغرب قالت المسؤولة السورية «كيف يمكن أن نكون قلقين وإيران أصبحت عضواً في النادي النووي العالمي كما ان التاريخ يشهد على تحالفنا وصداقتنا مع إيران».
وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس عفواً خاصاً عن أكثر من 400 موقوف دعماً لجهود المصالحة الوطنية، يقضي بالإفراج عن موقوفين بتهم الإرهاب، «ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين».
ويتحدث مرسوم العفو عن استبدال عقوبة الإعدام بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة أو الاعتقال المؤبد واستبدال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بعقوبة الأشغال الشاقة الموقتة لمدة 20 عاماً، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وبموجب المرسوم يعفى «عن كامل العقوبة المؤبدة أو الموقتة لمن بلغ السبعين من العمر بتاريخ صدور هذا المرسوم التشريعي. كما تضمن المرسوم العفو عن كامل العقوبة لعدد من الجرائم المنصوص عليها في مواد قانون العقوبات السوري، وأخرى عن نصف العقوبة أو ثلثها.
وفي السياق، قال وزير العدل السوري نجم الأحمد ان هذا المرسوم التشريعي جاء في إطار التسامح الاجتماعي واللحمة الوطنية وعلى خلفية الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في الميادين كافة في مواجهة قوى الشر والظلام.