إيران… ودورها المقبل في المنطقة
لا يزال موضوع توقيع الاتفاق حول برنامج إيران النووي يشغل حيّزاً واسعاً من اهتمام كبريات الصحف الغربية. لكننا في هذا التقرير اخترنا مقالاً واحداً عن إيران والاتفاق حول النووي، فيما ارتأينا إيلاء مواضيع أخرى بعض الاهتمام أيضاً.
نبدأ من صحيفة «غارديان» البريطانية التي نشرت أمس مقالاً لإيان بلاك، عن الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في المنطقة بعد الاتفاق. وتطرّق الكاتب إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران إلى جانب الولايات المتحدة بعد التوصل إلى الاتفاق النووي والأمل في عودة العلاقات مع الولايات المتحدة إلى طبيعتها.
صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نقلت عن مسؤول أميركي بأن الدفعة الأولى من الإرهابيين الذين تشرف الولايات المتحدة على تدريبهم في معسكرات خاصة تحت مسمى «المعارضة المعتدلة» تسللت إلى الأراضي السورية عبر الحدود مع الأردن هذا الأسبوع. وتؤكد التقارير والمعلومات الاستخباراتية والوقائع أن الأردن يقيم مع تركيا والسعودية معسكرات لتدريب الإرهابيين بتمويل من النظام السعودي وإشراف من الاستخبارات المركزية الأميركية، ومساعدتهم في التنقل والعبور إلى داخل الأراضي السورية. كما يقوم بتسهيل تمرير الأسلحة والأموال إلى التنظيمات الإرهابية في سورية لدفعها إلى الاستمرار بجرائمها بحق السوريين.
أما صحيفة صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فذكرت أن ثورة الغضب التي اجتاحت أعضاء حزب «سيريزا» اليوناني في شأن تمرير تدابير الإصلاح التي تم الاتفاق عليها مع الاتحاد الأوروبي، كشرط لحصول البلاد على خطة إنقاذ ثالثة، تشكل اختباراً لقدرة رئيس الوزراء آلِكسيس تسيبراس على إبقاء بنية الحكومة متماسكة في ظل مساعيه الرامية إلى اتمام اتفاق مع الأوروبيين يجنّب البلاد شبح الإفلاس. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يعلن تسيبراس عن تعديلات وزارية، بعد اندلاع «ثورة غضب» داخل حزب «سيريزا»، على خلفية موافقة البرلمان اليوناني على إجراءات التقشف المتفق عليها مع مجموعة اليورو.
«غارديان: ما دور إيران في الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي
نشرت صحيفة «غارديان» في عددها الصادر أمس الخميس مقالاً عن الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في المنطقة بعد الاتفاق. ويرسم كاتب المقال، إيان بلاك، صورة عامة للمدن الإيرانية: مصلون يزورون المساجد بالآلاف، صناديق تجمع زكاة الفطر لصالح المنكوبين في فلسطين واليمن، بما يذكر بعلاقة إيران بالمنطقة التي تفتقر إلى الاستقرار.
ثم يتطرق الكاتب، إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران إلى جانب الولايات المتحدة بعد التوصل إلى الاتفاق النووي والأمل في عودة العلاقات مع الولايات المتحدة إلى طبيعتها.
يقول الكاتب إن العراق، يمثل الدولة المرجح أن تلعب فيها إيران دوراً إيجابياً، إذ لها وجود فعلي في الوقت الحالي، من خلال فيلق بدر الذي يدرّب الميليشيات الشيعية العراقية، لكن لم يحدث تعاون مع الجانب الأميركي في العراق حتى الآن.
ويقول الكاتب إن هناك إشاعة تقول إن الجنرال قاسم سليماني قد جرّد من شيء من نفوذه، على خلفية الإشاعات التي تشير إلى ارتكاب الميليشيات الشيعية التي يقوم بتدريبها من خلال فيلق بدر انتهاكات ضد السنّة.
وإذا كانت إيران تريد أن تلعب دوراً في العراق في مواجهة تنظيم «داعش»، وإن كانت توجّه اللوم للدولة السعودية بسبب احتضاتنها الفكر التكفيري الوهابي الذي يعتمده التنظيم الإرهابي، فيستحسن أن تسعى لأن لا تكون صورتها شبيهة بصورة تنظيم «داعش» من حيث الانتهاكات ضد حقوق الإنسان. كما يقول الكاتب.
وتقول الصحيفة إن إيران ينظر إليها الآن على أنها أثبتت مقدرة على حلّ المشاكل المعقدة من خلال الحوار الدبلوماسي، ما يشجع على التفكير فيها كشريك في حل مشاكل المنطقة، حيث الدول العربية مشلولة بمعظمها.
«واشنطن بوست»: واشنطن تقرّ بتسلل الدفعة الأولى من «المعارضة المعتدلة» إلى الأراضي السورية
أقرّ مسؤول أميركي بأن الدفعة الأولى من الإرهابيين الذين تشرف الولايات المتحدة على تدريبهم في معسكرات خاصة تحت مسمى «المعارضة المعتدلة» تسللت إلى الأراضي السورية عبر الحدود مع الأردن هذا الأسبوع.
وتؤكد التقارير والمعلومات الاستخباراتية والوقائع أن الأردن يقيم مع تركيا والسعودية معسكرات لتدريب الإرهابيين بتمويل من النظام السعودي وإشراف من الاستخبارات المركزية الأميركية، ومساعدتهم في التنقل والعبور إلى داخل الأراضي السورية. كما يقوم بتسهيل تمرير الأسلحة والأموال إلى التنظيمات الإرهابية في سورية لدفعها إلى الاستمرار بجرائمها بحق السوريين.
وفي تصريح نقلته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أوضح المسؤول المقرب من البرنامج الأميركي لتدريب الإرهابيين المتلطين وراء تسمية «المعارضة المعتدلة» في سورية إن الإرهابيين الذين يقدر عددهم بالعشرات، هم جزء من «الفرقة 30» لإرهابيي ما يسمى «الجيش الحرّ».
ولفتت الصحيفة إلى أن لقطات لم يتم التحقق منها نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اظهرت قافلة من الشاحنات الصغيرة من نوع «تويوتا» تحمل رشاشات ثقيلة أميركية الصنع وصفائح وقود وهي في طريق العودة إلى سورية.
بدورها، رفضت وزارة الدفاع الأميركية التعليق على مكان وجود الإرهابيين الذين انتهت مؤخراً من تدريبهم. في حين قالت المتحدثة بِاسم الوزارة إليسا سميث إنه من المتوقع أن تقوم القوة الجديدة بالتنسيق مع مجموعات «المعارضة» الأخرى والاندماج معها لزيادة القدرة القتالية.
وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا في أيار الماضي أن الجيش الأميركي بدأ بتدريب ارهابيي ما يسمى «المعارضة المعتدلة» في سورية في معسكرات خاصة في الاردن. وأقر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر آنذاك انه سيتم استكمال برنامج التدريب في تركيا وقطر لاحقاً. وهو ما أقر به المتحدث بِاسم الحكومة الأردنية محمد المومني.
«وول ستريت جورنال»: ثورة غضب في اليونان من جرّاء تمرير تدابير الإصلاح
ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن ثورة الغضب التي اجتاحت أعضاء حزب «سيريزا» اليوناني في شأن تمرير تدابير الإصلاح التي تم الاتفاق عليها مع الاتحاد الأوروبي، كشرط لحصول البلاد على خطة إنقاذ ثالثة، تشكل اختباراً لقدرة رئيس الوزراء آلِكسيس تسيبراس على إبقاء بنية الحكومة متماسكة في ظل مساعيه الرامية إلى اتمام اتفاق مع الأوروبيين يجنّب البلاد شبح الإفلاس. ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين حكوميين يونانيين أنه من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء اليوناني عن تعديلات وزارية، بعد اندلاع «ثورة غضب» داخل حزب «سيريزا» الحاكم، على خلفية موافقة البرلمان اليوناني على إجراءات التقشف المتفق عليها مع مجموعة اليورو.
وكان البرلمان اليوناني قد وافق بغالبية أصوات، بلغت 229 من إجمالي 300، على تدابير الاصلاح التي اقترحها تسيبراس وتتضمن زيادات ضريبية وخفض حاد في الإنفاق، في حين صوّت 38 عضواً من حزب «سيريزا» بين رافض تلك الإجراءات أو ممتنع عن التصويت.
ونقلت الصحيفة عن متحدث حكومي قوله: لقد أحدث هذا التصويت انقساماً خطيراً داخل كتلة حزب «سيريزا» البرلمانية، فبات جلياً أن أولوية رئيس الوزراء والحكومة إتمام الاتفاق مع مجموعة اليورو خلال الفترة المقبلة. فيما أعرب مسؤولون حكوميون عن توقعهم بأن يعمد تسيبراس إلى استبدال عدد من الوزراء ـ ممّن صوّتوا بـ«لا» ضد إجراءات التقشف ـ ليساعده بدلاؤهم في تنفيذ تدابير الإصلاح.
ولفتت «وول ستريت جورنال» إلى أن الانشقاقات داخل حكومة تسيبراس بدأت تطفو على السطح، بعدما قدّمت نائب وزير المالية اليوناني ناديا فالوفاني استقالتها، على رغم أنها كانت من داعمي جهود تسيبراس التي تستهدف حصول أثينا على حزمة إنقاذ جديدة، قائلة: هناك فرق بين أن تواجه واقعاً مريراً وكارثة وشيكة بأمل وتفاؤل، وبين أن تعيش مستقبلاً من دون كرامة أو استقلالية».
وأوضحت الصحيفة أنه بات من غير الواضح إلى أيّ مدى سينجح رئيس الوزراء اليوناني في الحفاظ على دعم الحزب الحاكم له، مشيرة إلى أن إتمام الاتفاق حول حزمة الإنقاذ قد يستغرق أسابيع وأن إقناع اليونانيين بإجراءات التقشف المصاحبة له ستكون الاختبار السياسي الأصعب أمام تسيبراس منذ فوزه الكاسح في الانتخابات اليونانية العامة التي أجريت في كانون الثاني الماضي.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: شينزو آبي لم يتخذ عبرة من أخطاء جدّه
نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية موضوعاً في شأن مشاريع القوانين التي تسمح بمشاركة القوات المسلحة اليابانية في مهمات قتالية خارج حدود البلاد، والتي تدعمها حكومة شينزو آبي الحالية.
وجاء في المقال: يحتمل أن يعتمد مجلس النواب في البرلمان الياباني، الذي غالبية أعضائه يمثلون الائتلاف الحاكم، مشاريع القوانين التي تسمح بمشاركة القوات المسلحة اليابانية في العمليات القتالية خارج حدود البلاد.
اعتمدت اللجنة المختصة في مجلس النواب مشاريع هذه القوانين. ويشير وزير شؤون مجلس الوزراء إلى ان مناقشة مشاريع القوانين استمرت 100 ساعة. مع ان المعارضة حاولت منع رئيس لجنة الأمن القومي ياسوكازو هاماده من إجراء عملية التصويت، رافعين شعارات «سياسة آبي لا تغتفر» و«لا لفرض مشاريع القوانين».
من جانبها، تعتبر الحكومة اليابانية هذه الاجراءات التي تدعمها واشنطن الحليف الرئيسي لطوكيو، حيوية جداً للمحافظة على هذه العلاقات وردّاً على التهديدات الصادرة من الصين وكوريا الشمالية.
أما النقاد فيؤكدون ان المقصود هنا إعادة النظر بمواد الدستور السلمي لليابان، ما سيؤدي إلى زجّ القوات المسلحة اليابانية في العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة في مختلف مناطق العالم.
وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قد ذكر بأن القوات اليابانية ستقوم بعد اعتماد مشاريع هذه القوانين بالمساهمة في قوات حفظ السلام الدولية أو حماية السفن الحربية الأميركية التي تحمل مواطني اليابان.
تلاقي مشاريع هذه القوانين معارضة 80 في المئة من جانب الشعب الياباني، لأنها تتعارض مع مواد دستور البلاد، كما يعارضها 90 في المئة من خبراء القانون الدستوري في اليابان. كما يعارض اليابانيون إعادة عمل المحطات الذرّية لتوليد الطاقة الكهربائية. المسألة الأخرى التي أثارت غضب الشارع الياباني، كلفة انشاء الملعب الجديد لاستقبال الالعاب الأولمبية عام 2020، وكذلك الصراع بين آبي ومحافظ أوكيناوا في شأن القاعدة العسكرية الأميركية.
يقول كبير الباحثين في مركز الدراسات اليابانية في معهد الشرق الأقصى الروسي، فيكتور بافلياتينكو ان شينزو آبي يسير على نهج والده سينتارو آبي وزير خاريجة اليابان 1982 1986 ويحاول تحقيق حلمه، بتحويل اليابان إلى لاعب مهم في المحافل الدولية ليس فقط في مجال الاقتصاد، لا بل في المجالات العسكرية والسياسية. ضمن هذا النهج اعتمد استراتيجية الأمن القومي، وشكل مجلس الأمن القومي، وأجرى تغييرات في قواعد تصدير السلاح وتشريع واعتماد قانون أسرار الدولة، وأخيراً رفع شعار الأمن الجماعي.
الجماهير اليابانية دعمت غالبية هذه الاجراءات ولكنها تعارض النقطة الأخيرة.
ويضيف بافلياتينكو: المسألة تكمن في ان الحكومة لم تتمكن من توضيح الهدف من هذه القوانين للشعب. وكانت طوكيو سابقاً تساهم في بعض العمليات الدولية، فمثلاً أوفدت إلى العراق 660 يابانياً لمدة ثلاث سنوات لترميم المنشآت النفطية وغيرها، تحت حماية القوات الأسترالية. أما الآن فالمعارضة تخشى ان تنجرّ اليابان بالقوة إلى حملات مشكوك بها تقوم بها الولايات المتحدة في المحافل الدولية، لا علاقة لها بعمليات حفظ السلام.
وبحسب قول بافلياتينكو، فإن شينزو آبي يريد بذلك عرض ولائه للولايات المتحدة، فالحلف الياباني الأميركي مبني على اساس السياسة العسكرية الخارجية لطوكيو. واشنطن مرتاحة من السياسة التي تنتهجها اليابان في المنطقة، لأنها موجهة أساساً لردع الصين. بهذا الشكل تحصل طوكيو على تفويض مطلق من الولايات المتحدة. ولكن إذا تبع هذه الاجراءات إعادة النظر بمواد الدستور، فإن هذا السيناريو لا يعجب الولايات المتحدة.
نتيجة لهذا، انخفضت شعبية شينزو آبي جدّاً، إذ يتهم بالسلطوية وبتجاهل رغبات الشعب. يقول ساسة اليابان القدامى، إن آبي يسير على خطى جده نوبوسوكي كيشي: تحقيق الهدف، ثمّ الاستقالة. كان كيشي رئيساً لوزراء اليابان بين عامَي 1957 1960، واضطر إلى الاستقالة بعد توقيع اتفاقية التعاون وضمان الأمن بين الولايات المتحدة واليابان. وكان مبادراً في طرح فكرة إعادة النظر في الدستور السلمي لليابان، لكي يكون من حقها امتلاك جيش متكامل.
يبدو أن آبي لا يأخذ العِبر من التاريخ. لذلك يراهن على ضعف المعارضة ودعم الحزب الديمقراطي الليبرالي، وكذلك على النجاحات التي حقّقها في مجال الاقتصاد.