«القومي» يحْيي ذكرى استشهاد باعث النهضة في الوطن وعبر الحدود النكت: ثقافة شهيد الثامن من تمّوز الردّ الطبيعي على مسار الانهزام
أحيت منفذية ملبورن في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده في قاعة ضاحية برانزويك باحتفال حاشد حضره إلى جانب المنفذ العام صباح عبد الله، ناموس المندوبية السياسية سايد نكت وعدد من أعضاء المجلس القومي والمسؤولين، ورئيسة تجمع النهضة النسائي جنى دياب.
كما حضره قنصل لبنان العام غسان الخطيب، منسق التيار الوطني الحر في أستراليا روبير بخعازي، منسق تيار المرده في ملبورن نبيل حنا، وليد بيطار وسليم وردة عن منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي، محمد كنج وعباس اللاذقاني عن الحزب الشيوعي اللبناني، راسم الباشا عن المركز الإسلامي العلوي الاجتماعي، سامي مظلوم رئيس لجنة حوار الحضارات، نعيم ملحم مدير البنك العربي، كما حضر ممثلون عن وسائل الإعلام، وحشد من القوميين والمواطنين.
وعرض فيلم وثائقي عن سعاده منذ الولادة إلى الشهادة، كما عُرض فيلم حول وصيتَي الشهيدين فيصل جواد الأطرش ورشوان مشرف.
عرّف الاحتفال ناظر الإذاعة والإعلام أدونيس دياب بكلمة عن معنى الشهادة التموزية ووقفة العز، وقدّم المتحدثين بأبيات شعرية وجدانية، ثم ألقت الأديبة والشاعرة مريم شاهين رزق الله قصيدة من وحي المناسبة.
وألقى كلمة أبناء الشام والرابطة السورية رفعت حنا فقال: يشرفني وأنا فرد من هذه الأمة السورية وابن سوريا الشام أن أشارككم الاحتفال بعرس الشهادة والفداء، فالثامن من تموز تاريخ ماضٍ عنوانه الفداء جسّده أنطون سعاده بوقفة عزّ أمام جلاديه، وهذا تاريخ حاضر، وعنوانه البطولة والاستبسال والشهادة، جسّده أبناء النهضة وشباب نسور الزوبعة على أرض سوريا الشام، وهم الذين روت دماؤهم تراب الأمة في فلسطين وجنوب لبنان واليوم في الشام.
بين الماضي وهذا الحاضر تاريخ نضال لا ليبقى مجرّد ذكرى فحسب، لكنه ذاكرة لن تنساها أجيال هذه الأمة وستبقى هذه الذاكرة منارة للإنسانية ووفاء للتاريخ والانتماء والحضارة.
وأضاف نعرف أن في تاريخ الأمم والشعوب ومضات عزّ وفخار، والثامن من تموز ومضة تجسّدت بشموخ وشجاعة سعاده، ليعطينا رسالة نعتز بها، بأنّ هذه الأمة ستبقى حيّة ولو قتلت أجسادنا وستبقى هذه اللوحة الاستشهادية خالدة في وجدان أبناء وأجيال هذا الشعب السوري. فبِاسمي وبِاسم جميع السوريين الشاميين أتوجه بالتحية والتقدير إلى جميع المناضلين والمقاومين والمحاربين في الحزب السوري القومي الاجتماعي والمواقف القومية والوطنية والالتزام بمسيرة انبعاث هذه النهضة السورية القومية الاجتماعية والتضحيات الجسام من أجل الدفاع عن هذه الأمة وعن محور المقاومة والممانعة التي تقودها سورية الشام بقيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد.
وختم كلمته بشكر منفذية ملبورن لما للمسؤولين فيها من مواقف وطنية وقومية على الساحة الاغترابية معبّراً لهم عن اعتزازه وافتخاره بأن يجد نفسه بينهم ومن خلالهم وفرداً فاعلاً بمسيرة مواقفهم ونضالاتهم الوطنية والقومية.
وألقى كلمة تيار المرده نبيل حنا فقال: لا تخافوا الذين يقتلون الجسد، لأنهم لا يستطيعون قتل الفكر والحرية والكرامة، لا يستطيعون قتل المبادئ والعقيدة التي كانت عنوان الرؤية السياسية لمشروع الزعيم أنطون سعاده وحزبه، تلك المبادئ كانت من الثقل بمكان أن اعتبرها حكام بعض الدول العربية تهديداً لكيانهم ووجودهم وتهديداً لأسيادهم المستعمرين من خلفهم. قتلوا الزعيم ظناً منهم بأنها ستكون النهاية لتلك المبادئ والعقيدة، في تلك الليلة الظلماء ظنوا أنها النهاية ولكنها كانت البداية، قتلوه مثل حبة القمح التي زرعت في قلوب الكثيرين فنمت وأزهرت وأثمرت فكراً وعقيدة وحزباً عبر أجيال وأجيال.
أضاف حنا: «أنا أموت أما حزبي فباق»، قالها سعاده الذي كان قائداً لمعلم في ذاته وزعيماً لذواتنا وهادياً للأمة السورية وللعالم العربي، يسير في مسار الزمن ليمسي هادياً وبفلسفته الجديدة الفلسفة المدرحية، هادياً للأمم جمعاء. «لا يهمّني أن أموت بل من أجل ماذا أموت».
لقد كان الزعيم أنطون سعاده إنساناً غير عادي سبق عصره وزمانه وعمل على تغيير الحالة الشعبية في ذلك الزمن الرديء عبر شدّ العصب من أجل بناء دولة معافاة على امتداد سوريا الطبيعية تجابه الأعداء.
ورأى أنّ حالات الاستعمار الذي ما زلنا نعيشه حتى اليوم، هي ذاتها التي ساءها وجود سعاده لأنها عملت على تفكيك الأمة، وقد أسّس حزباً من مبادئه وحدة الأمة ورفض العنصرية والطائفية والمذهبية والعمل لمستقبل أفضل ولبناء دولة حضارية لا مكان فيها لفاسد أو شرّير ونادى بفصل الدين عن الدولة ومنع رجال الدين من التدخل في السياسة، فلو عملنا بهذه المبادئ لكنا وفرنا على أنفسنا رؤية هذا المشهد المأساوي المذهبي الطائفي التكفيري الذي نعيشه اليوم وللأسف والقتل باسم الدين أصبح العقيدة السائدة.
في ذكرى استشهاد الزعيم نردّد معه: «كلنا نموت ولكن قليلين منا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة».
ختاماً، كانت كلمة للنكت قال فيها: تموز لا يحتاج ان نحضّر له كلمة، فقد وضّب لنا سعاده في زوّادة الحياة مناقب البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، زاد الأمم السائرة إلى النصر، ومناقب العزة والشرف الناهض من صدق الانتماء، زاد الشعوب الحية التواقة إلى الحرية، ومناقب رفعة المسؤول في تحمّل مسؤولياته ومواجهة تبعاتها، زاد الأمم الحية بالقادة الذين يسيرون بها إلى النصر.
أضاف: إنّ بقاء الأمم بالعز، والعز لا ينهض إلا بوقفاته، ووقفات العز ما هي إلا الدماء التي تجري في عروقنا والتي هي عينها وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها، لقد كان سعاده على مستوى المسؤولية التاريخية للقادة العظام الذين نذروا أنفسهم للنهوض بأمّتهم وأخذوا على عاتقهم زمام القيادة والريادة حتى الشهادة.
لا شك أنّ الحركة الصهيونية ومحافلها كانت المخطط الأول لاغتيال سعاده، لأنّ سعاده هو واضع الحركة المعاكسة للحركة الصهيونية، ومطلق نهضة الأمة السورية، المجتمع الواحد، القادر على إلغاء مفاعيل التجزئة السياسية والاجتماعية، التي نظمت لمصلحة قيام دولة الاغتصاب في فلسطين، النهضة وحدها قادرة ان توفر قدرة النهوض بالمجتمع المقاوم لحركة جهنمية تفتيتية انقضاضية اغتصابية، تبغي لأخذنا مفرّقين، وسعاده أراد المعاكس لها أرادنا موحدين: «لا ننكر العمل الذي قام به سوريو فلسطين، ولكننا نقول إنّ ذلك العمل لا يكفي، لأنه لا يشمل سورية كلها، وينقصه التضامن الضروري لحياة الأمم التي لا تتجزأ. فما زالت أعمالنا الوطنية مترتبة على فئات قليلة، لذلك لا يمكننا أن نقف في وجه التيارات الغربية التي تريد جرفنا من بلدنا.
وقال النكت: هناك العديد من المستفيدين من اغتيال سعاده، ونفنّدهم بلسانه حين قال: «نهاجم الحزبيات الدينية، نهاجم الإقطاع المتحكم بالفلاحين، نهاجم الرأسمالية الفردية الطاغية، نهاجم العقلية المتحجّرة المتجمّدة، نهاجم النظرة الفردية ونستعدّ لمهاجمة الأعداء الذين يأتون ليجتاحوا بلادنا بنية القضاء علينا، لنقضي عليهم».
سعاده أعلن نهضة تدعو إلى فصل الدين عن الدولة ومنع رجال الدين من التدخل في الشؤون السياسية وإزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب لنهوض الإنسان الواحد بالأخاء القومي وهذا ما لا يتناسب مع تلك المؤسسات. وسعاده وضع مبدأ إلغاء الإقطاع وتوزيع الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل وصيانة مصلحة الأمة والدولة.
لقد أثبت مسار الزمن بعد الاغتيال مصداقية سعاده وحقيقته الإنقاذية، وتبيّن أنّ القتلة ومشاريعهم ما كانت إلا مشاريع حرق إنساننا ومجتمعنا لمصلحة نشوء وتمدّد دولة الاغتصاب، في فلسطين ومنها، لتصل إلى مرتفعات الجولان ولتدخل بيروت أمّ الشرائع حيث اصطدمت بثبات الإرادة القومية، نعم إنّ ثقافة شهيد الثامن من تموز باتت الردّ الطبيعي على ثقافة الانهزام، فثقّفت الأجيال الناهضة على مبدأ الفداء وسارت مواكب العز أبطال تحرير بيروت والجبل الناهضة من رحم نواة المقاومة القومية التي نهضت مع سعاده والمجاهدين الأوائل من أجل فلسطين، واستمرّت مع تواكب الأجيال نسوراً للزوبعة الحمراء تذود اليوم عن أرض الشام وتقدّم قوافل الشهداء جنباً إلى جنب مع حماة الديار والمقاومين من أبناء شعبنا الأشداء لعز سوريا ومجدها.
أرادوا الحرب الكونية على الشام، نيابة عن دولة الاغتصاب المهزومة المغلوبة ليفككوا عنها الطوق الذي فرضته دمشق ومحور المقاومة على رقبتها وليقدّموا لها الأرض المحروقة لتحقيق إيديولوجية حلمها التلمودي في بناء «إسرائيل» من الفرات إلى النيل على حساب وجودنا القومي.
أرادوا كلّ هذه الحرب الكونية على الشام بعد أن نجحوا في تفكيك العراق ونهب خيراته وتدمير معالم حضارته والإنسانية الإشعاعية الرسولية الأولى، وطمعاً بوضع اليد على ثروات أمتنا النفطية والغازية والتحكم بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، الذي يوفر لهم الموقع المتقدّم للتحكم بالعالم في مسار الزمن الآتي وإلغاء هويتنا الحضارية الإنسانية الرائدة.
الأحلام الأوروبية في الاستعمار القديم الجديد استنهضت على أنغام هذه الحرب، أحلام الامبراطورية العثمانية استيقظت على وقع ونغم المدبّر من هذه الحرب، أحلام دولة الخلافة استيقظت على وقع ونغم المدبّر لأمتنا، لكن استيقظ عندنا نبض قاسيون من خفق ميسلون، واستيقظ عندنا خفق النسور من توهّج تموز، واستيقظ عندنا إرادة مقاومين من خفق الحق لأبناء الحق، واستيقظ العالم الحرّ على وقع نفير دمانا لنقول للعالم أجمع، دمشق لن تهوى، دمشق منتصرة وأمتنا، سوريانا، ستبقى…
أوتاوا
أبو عباس: لا خلاص لأمتنا إلا بالفكر النهضوي الجامع الذي أطلقه سعاده
أحيت مديرية أوتاوا في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، باحتفال أقامته في مكتبها، حضره المدير يوسف الغريب وأعضاء هيئة المديرية، أعضاء المجلس القومي عيسى حاماتي، نور القادري، حبيب حجار، وجمع من القوميين والمواطنين.
وألقى حجار كلمة تحدّث فيها عن شخصية سعاده، الذي يرى فيه الإجماع العام صاحب شخصية صافية بلا شوائب، وحضور فذّ، وذكاء خارق وكبرياء عالية من دون تكبر. منزّه عن التأثيرات التي شوّهت نفسية مجتمعنا، مؤهّل لبعث القيم الكبيرة العالية المخزونة في وجدان الأمة. وجوده مشحون بالزخم والقوة والنشاط، صادق مع نفسه ومع رفقائه والمواطنين، في ما يتعلق بمصلحة قضيته وأمته، واثق بصوابية فكره، يحرص على تأمين الحوار العقلاني المسؤول.
وأضاف حجار أنّ الذين شعروا بخطر أفكاره على مصالحهم تنادوا للوقوف في وجهه، واتفقوا على النيل منه، كان يكيدهم أنه أكبر من المآرب السياسية، وزعامته ارتفعت فوق سطحية الأساليب المتبعة آنذاك. أطلق نهضة فكرية وجدانية، تعطي للحياة السياسية معناها الراقي. لقد أعاد الثقة إلى الشعب الذي كان يفتّش عن طريق الخلاص، لكنه يحتاج إلى من يخرجه من كبوته بالوعي والعمل الصادق الدؤوب.
كما أنّ سعاده كان يجلّ المرأة، وكان يزعجه أنها ضحية تقاليد متخلّفة في مجتمع ينحرف عن القيم الاجتماعية الراقية.
وألقى الطالب الياس عبود كلمة باللغة الانكليزية رأى فيها أنّ التآمر على أنطون سعاده ومحاولة التخلص منه ومن حزبه أمر طبيعي، فهو الذي حذّر منذ عشرينات القرن الماضي من خطر الحركة الصهيونية، وبعث نهضة الأمة السورية من أجل توعية المجتمع وتوحيده ليقف صفاً واحداً في مواجهة هذا الخطر الصهيوني ومنعه من تحقيق أهدافه.
وألقى كلمة المديرية الناموس أحمد أبو عباس بدأها بنصّ وجداني عن سعاده، وعن معاني تموز في اللغات السورية القديمة وأساطيرها، ليرى أنه صراع منقطع النظير على مدى العصور بين قوة الحياة المتجدّدة والموت الذي يهدّدها دائماً بالفناء، فلتموز في أدبياتنا الاجتماعية معنى آخر في الحياة والتجدّد… إنه يوم للفداء القومي، يوم وقف الزعيم على نفسه مسؤولية الدفاع عن هذه الأمة ووحدتها، بدفاعه عن الحزب ومؤسساته في وجه المتآمرين من إرادات داخلية وخارجية… إرادات أخذت على عاتقها الانصراف للتخلص من هذه النهضة العظيمة وباعثها.
وقال: مجموعة من لصوص الهيكل المتربصين بحركة الحزب وفاعليته ممن باعوا فلسطين بثلاثين من الفضة، المرتوين من ينابيع الكراهية، يجتمعون ويقرّرون وينفذون… فكان اغتيال للحقوق الشخصية والإنسانية، وضرب بعرض الحائط لجميع المواثيق والأعراف القانونية والدولية في عملية تآمر واضح واعتقال ومحاكمة صورية وتنفيذ حكم في أقلّ من 24 ساعة.
وأضاف: إنّ السياسة الانتقامية التي مورست بحق الحزب، شاء مقرّروها أن ينطلقوا من اغتيال سعاده إلى تغييب الحزب السوري القومي الاجتماعي من الساحة المحلية اللبنانية واستطراداً من الساحة القومية، وفي القانون إنه لوصمة عار وجّهت إلى العدالة.
وقال أبو عباس: يجمع الكثير من المحللين في التاريخ الحديث على أنّ اغتيال سعاده قرار اتخذته مجموعة من أجهزة الاستخبارات الأجنبية والمحلية، بالاشتراك مع مجموعة من اللصوص السياسيين في لبنان والشام، وذلك لوضع حدّ لذلك الشاب الذي أخذ على عاتقه محاربة المشاريع الأجنبية والاستعمارية التي تستهدف الهلال السوري الخصيب وعلى جميع الصعد. فهو أول من حذّر من مطامع الصهيونية العالمية وحاربها في فلسطين. حارب «سايكس ـ بيكو» الكيانية، إلى جانب محاربته الطائفية والمذهبية.
لقد اعتبر سعاده أنّ إجراءات الحماية في المجتمعات الحديثة في وحدتها الاجتماعية والابتعاد عن التفسّخ الاجتماعي بأشكاله وألوانه… فأشكال التفكك الاجتماعي تساهم سلباً في تطوّر المجتمعات. وبالتالي تلاشي القومية. وتبرز العصبيات الذاتية والأنانية، وتظهر أمراض المجتمع وعلله البغيضة، التي تساهم في تراجعه وتقهقره وعدم مجاراته سياق التطور الإنساني.
وأضاف: ما أقرب الأمس إلى اليوم، إنّ تسلسل الأحداث الحالي بشكل منطقي يشير إلى أنّ الخطر الوجودي الذي يتهدّد الأمة ما زال قائماً، وهو خطر يطاول معظم المكونات الاجتماعية في سورية الطبيعية، إذ إنّ هناك فئة امتهنت فنون القتل والذبح، لا تملك مشروعاً أو رؤى سياسية، بل تُسخّر لها كلّ الإمكانات وأشكال الدعم الإعلامي والمالي والتسلحي، وتثير أينما حلت الفتن الطائفية والمذهبية، وتقوم بحرب على كلّ ما هو إنساني وتاريخي، إنّ حرباً بهذا المعنى لا تمتّ إلى الثورة بصلة. بل هي حرب تستهدف الهوية الوطنية والقومية.
سدني
عشيّة الثامن من تموز، ذكرى استشهاد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، نظّمت منفذية سدني في الحزب السوري القومي الاجتماعي وقفة أدّى خلالها القوميون الاجتماعيون التحية الحزبية، ووقفوا دقيقة صمت تكريماً لروح صاحب المناسبة.
شارك في الوقفة المنفذ العام أحمد الأيوبي وأعضاء هيئة المنفذية، وجمع من القوميين والمواطنين. وتخلّلتها كلمات تناولت معنى المناسبة، وفليم وثائقي عن عودة الزعيم من مغتربه القسري.
وتخلل الوقفة تسليم «وسام الثبات» لأحد القوميين ممّن أمضوا نصف قرن ونيّف من حياته ثابتاً على انتمائه إلى الحزب.
ألمانيا
أحيت منفذية ألمانيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، باحتفال أقامته في أحد مطاعم مدينة بون، وحضره المنفذ العام د. بسام قنديل وأعضاء هيئة المنفذية وجمع من القوميين والأصدقاء.
وألقى قنديل كلمة من وحي المناسبة مذكّراً ببعض مواقف سعاده خلال الثورة وقبل استشهاده بأيام.
وبعد الكلمة، أقيمت مأدبة عشاء شهدت حوارات حول الأوضاع في كيانات الأمة.
لوس أنجلوس
تكلي: بوحدتنا القومية نصدّ الأخطار المحدقة بالأمة
أحيا السوريون القوميون الاجتماعيون في لوس أنجلوس، ذكرى استشهاد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده في منزل مذيع المديرية رامي بركات، الذي ألقى كلمة من وحي المناسبة، كما تحدّث في الاحتفال ممثل لجنة العرب الأميركيين للدفاع عن سورية يوسف اسماعيل.
وألقى رودولف تكلي كلمة بِاسم القوميين في لوس أنجلوس وأورانج كاونتي، قال فيها: سعاده انتصر في عقول الكثيرين من أبناء أمته، ولذلك نرى القوميين الاجتماعيين، خصوصاً في الملمّات الصعبة، يقفون وقفات العزّ، ويسيرون إلى الموت مؤمنين مثلما آمن زعيمهم بأنّ استشهادهم في سبيل أمتهم هو الطريق الحقيقي إلى الحياة الحرّة.
وأضاف: إنّ المؤامرة على أمتنا أضحت واضحة وضوح الشمس، ولم يعد خافياً على أحد أنّ خيوطها قد حيكَت في سراديب البيت الأبيض على أيدي الصهاينة. ومنفّذو هذه المؤامرة ليسوا سوى العثمانيين الجدد والوهابيين، وبالطبع الدولة العبرية الحاقدة، الطامعة بكلّ حبة تراب من أرض أمتنا العريقة.
وتابع: إنّ ما يزيد عن 85 دولة ترسل في مطلع كلّ يوم إلى بلادنا الآلاف المؤلفة من الإرهابيين القتلة، وهذه الدول لم تبقِ على مجرم في سجونها الا وأطلقت سراحه ليتمّ إرساله إلى بلادنا كي يقتل أهلنا في كلّ زاوية من زوايا الوطن، وها هم اليوم يعيثون قتلاً وتدميراً وإجراماً بحضارتنا وإنساننا. إنّ المؤامرات على بلادنا لم ولن تتوقف لحظة واحدة… والدمار الذي يطاول كلّ زاوية من زوايا هذه الأمة ليس دماراً للبنى التحتية والاقتصادية والعمرانية فقط، بل هو دمار يطاول إنسانية الأمة وتشويه رقيّ الإنسان السوري من لبنان إلى فلسطين مروراً بالشام وصولاً إلى العراق. كفانا هروباً إلى الأمام، إنّ أمتنا اليوم تعيش خطراً حقيقياً يهدّد وجودها، خطر يتغلغل في سهولها وجبالها ومدنها وكم هي بحاجة ماسّة إلينا إلى قدراتنا وجهودنا وإلى تماسكنا واتحادنا.
وتخللت الاحتفال قصائد بالمناسبة للشاعر القومي معدّى العريضي، وقصيدة زجلية للشاعر جوزف دانيال. وفي الختام، شارك الجميع في إنشاد الأغاني الوطنية مع الفنان المحترف حنا دهيني حتى ساعات الفجر الأولى.