نهاية الحرب في سورية تهدّد أمن بريطانيا والأجانب يلتحقون بالجماعات المتطرفة في خطوة هي الثالثة سلاح الجو «الإسرائيلي» يوقف طلعاته التدريبية بسبب العجز في الميزانية
حسن حردان
بات هاجس تعرّض بريطانيا للعمليات الإرهابية يطرق أبواب الدوائر الأمنية البريطانية كما الأوروبية على السواء، بعد انتهاء الحرب على سورية وبدء عودة المقاتلين المتطرفين الأجانب إلى بلدانهم. وما يفاقم القلق في الغرب التحذيرات التي وجهها الإنتربول واعترافه بأن المنظمات غير الحكومية تُستخدم غطاءً لنشر الدعاية للإرهاب وتجنيد الشباب للالتحاق بصفوف الجماعات المسلحة عن طريق تركيا التي أصبحت معبراً للإرهابيين.
ويؤشر ذلك إلى أن دعم الحكومات الغربية للجماعات الإرهابية وإرسالها المسلحين الأجانب للانخراط في القتال مع هذه الجماعات في سورية، بدأ ينقلب عليها سلباً ويهدد أمنها بعد فشلها في تحقيق أهدافها.
فيما الربيع العربي الذي راهنت الإدارة الأميركية عليه لإعادة رسم خريطة المنطقة وتعويم مشروع الهيمنة الأميركي في العالم أصبح مصدر قلق بالنسبة لها، خصوصاً في مصر التي تعتبر أهم بلد في المنطقة من زاوية الاستراتيجية الأميركية. فإدارة أوباما تواجه اليوم معضلة حقيقية في مصر بعد الانتصار الكاسح للمشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة، وهي حائرة ومرتبكة، فمن جهة تريد المحافظة على علاقات الأمن والتعاون مع مصر، ومن جهة أخرى تشعر بالقلق إزاء ما تعتبره تزايد العنف والقمع السياسي، لكن من البيّن أن ذلك ليس مصدر قلق واشنطن، وإنما خوفها من سير السياسة المصرية في اتجاهات تتعارض مع الاستراتيجية الأميركية المتمثلة في المحافظة على أولويات الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب وحمابة مصالح الكيان «الإسرائيلي» وضمان تدفق إمدادات النفط من الخليج وأخيراً منع ايران من امتلاك أسلحة نووية. غير أن توقع حصول توترات في العلاقات بين واشنطن والقاهرة مردّه إلى أن السيسي يريد علاقة بشروطه، وهذا يعني أن على واشنطن احترام رؤيته لمسار مصر السياسي ونهجه في الحكم، وهو ما يتعارض مع استراتيجية أميركا في المنطقة، التي تريد بقاء مصر دولة تابعة للسياسة الأميركية، ولهذا لا تحتمل وجود نظام يتمتع بالاستقلال الوطني. يحصل ذلك فيما السيسي يواجه ضغوطاً داخلية لا سيما من الشباب الذين لا تزال جذوة الثورة متقدة فيهم، ويريدون أن يروا تغييراً في سياسات الحكم يلبي تطلعاتهم في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية وإخراج مصر من دائرة التبعية للغرب.
إلى ذلك فإن الجيش «الإسرائيلي» لا يزال يواجه مزيداً من المصاعب في تأمين الأموال اللازمة للقيام بأنشطته التدريبية للمحافظة على جهوزيته العسكرية، إذ تعاني موازنته من عجز مستمر ما اضطره إلى وقف الطلعات التدريبية لطيرانه الحربي، وهذه الخطوة هي الثالثة من نوعها بعد وقف تدريب جنود الاحتياط والامتناع عن المشاركة في مناورات عسكرية مع الجيش الأميركي في صحراء نيفادا الأميركية بسبب تكاليفها الباهظة. ويعكس ذلك حجم الأزمة التي يعاني منها الكيان الصهيوني والتي يفاقمها تقلص المساعدات المالية العسكرية الأميركية على خلفية الأزمة العاصفة بأميركا منذ عام 2008 والتي دفعتها إلى خفض إنفاقها العسكري بنسبة كبيرة وتقليص عديد جيشها.
من ناحية ثانية تهدد الحكومة «الإسرائيلية» بمقاطعة السلطة الفلسطينية حال الإعلان عن حكومة الوفاق الفلسطينية، فيما يحاول رئيس السلطة محمود عباس تجنب هذا الخيار عبر تأكيده الاستعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات لمدة تسعة أشهر أخرى إذا وافقت «إسرائيل» على إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى وقبلت التركيز في ملف الحدود وأوقفت الاستيطان. وهي أمور رفضتها الحكومة «الإسرائيلية» ما أدى إلى وقف المفاوضات.
«الإندبندنت»: نهاية الحرب في سورية تهدّد أمن بريطانيا
نشرت صحيفة «الإندبندنت» تقريراً عن تحذيرات الانتربول لبريطانيا بتزايد مخاطر تعرضها لعمليات إرهابية بعد انتهاء الحرب الأهلية في سورية، وعودة المقاتلين الأجانب في صفوف المعارضة المسلحة إلى بلدانهم. وقالت: «إن تقرير الانتربول يبيّن أن بريطانيا تعرضت لعشرات المخططات الإرهابية العام الماضي، ولا تزال هدفاً رئيساً في أوروبا، فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد فرنسا في عدد الهجمات الإرهابية».
ونقلت الصحيفة عن مدير الإنتربول روب واينرايت قوله: «إن الظاهرة السورية تعطي بعداً جديداً للتهديدات الموجودة في دول الاتحاد الأوروبي، لأنها تجلب إلى أوروبا مجموعات جديدة بقدرات ونية تنفيذ أعمال إرهابية».
وينبّه تقرير الإنتربول بحسب «الإندبندنت» إلى «أن سورية ستبقى الوجهة المفضلة للذين يريدون الانخراط في صفوف «الجهاديين»، ما دامت الحرب الأهلية مستمرة». وأشار إلى أن «عدد المقاتلين الأجانب في صفوف المعارضة السورية المسلحة ارتفع إلى نحو ألف مقاتل بنهاية عام 2013، من بينهم مئات البريطانيين، قتل منهم 20 شخصاً».
وحذر الإنتربول من أن «بعض المنظمات غير الحكومية تستخدم غطاءً لنشر الدعاية للإرهاب ولتجنيد الشباب للالتحاق بصفوف المعارضة المسلحة في سورية عن طريق تركيا»، التي أصبحت بحسب التقرير معبراً «للإرهابيين».
«صاندي تايمز»: اسجنوا ابني
نشرت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية تقريراً عن أم بريطانية التحق ابنها بصفوف حركة الشباب الصومالية بعد اعتناقه الإسلام.
ونقلت الصحيفة عن الأم قولها: «إنها تفضّل أن يسجن ابنها في بريطانيا على أن يقتل في بلاد أجنبية». وأضافت سالي إيفانس، التي التحق ابنها توماس بحركة الشباب عام 2011 «أن أكثر ما تخشاه أن يتسبب ابنها في قتل الأبرياء إذا تحول إلى انتحاري».
وأضافت صاندي تايمز: «إن الأم أخبرت الشرطة عن نشاطات ابنها وعن اتصالاته الهاتفية على أمل أن يساعد ذلك في منع شبان آخرين على المضي في الطريق نفسه». وتابعت: «إن توماس أصبح أكثر تشدداً بعد إسلامه في 2010 وعمره 19 سنة، عندما ترك المسجد والتحق بمركز إسلامي أنشئ في غرفة خلف محل تجاري». ونقلت عن أمه «أنها في البداية رحبت باعتناقه الإسلام، اعتقاداً منها أن ذلك سينهي تورطه في المشكلات، ويساعده في الخروج من حالته النفسية الصعبة بعد انفصاله عن صديقته. ولكن توماس تغيّر كثيراً في سلوكه، وترك كل اهتماماته ورفض مشاهدة التلفزيون وتناول الطعام في الأواني الموجودة في البيت، لأنها قد تكون مسّتها مأكولات محرمة، ثم سافر إلى مصر ومنها إلى الصومال للالتحاق بصفوف حركة الشباب».
«إذاعة صوت أميركا»: أوباما في موقف صعب بسبب انتخاب السيسي
قالت إذاعة «صوت أميركا»: «إن الانتصار الكاسح الذي حققه عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية هو جزء من معضلة دبلوماسية مستمرة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وسياستها إزاء مصر»، بحسب أبرز الخبراء الأميركيين في شؤون الشرق الأوسط. وأضاف هؤلاء المحللون: «إن أوباما في خطابه بويت بويستن الأسبوع الماضي، قد سار على خط دبلوماسي رفيع». إذ قال: «في مصر نعترف بأن علاقتنا ترتكز إلى المصالح الأمنية بدءاً من معاهدة السلام مع «إسرائيل» إلى الجهود المشتركة ضد التطرف العنيف».
وتابعت الإذاعة: «وعلى رغم احتجاجات منظمات حقوق الإنسان الدولية على القيادة في مصر، فإن أوباما قال إن الولايات المتحدة لم تقطع التعاون مع الحكومة الجديدة في القاهرة، وأشار إلى أن إدارته يمكنها أن تضغط بل وستفعل دائماً من أجل تطبيق الإصلاحات التي يطالب بها الشعب المصري».
ونقلت عن أمى هاوثورن الباحثة بمركز رفيق الحريرى التابع للمجلس الأطلنطي أحد المراكز البحثية الأميركية قولها: «إن الولايات المتحدة حائرة بين تعزيز المثل الأميركية والحفاظ على مصالح أمنها القومي». مضيفة: «إن رسالة واشنطن مرتبكة لأنها تسعى إلى الحصول على كثير من الأولويات المختلفة في مصر، فكانت تحاول أن تقول إن علاقات الأمن والدفاع مهمة جداً، لكن من ناحية أخرى تشعر بقلق شديد إزاء العنف والقمع السياسي».
وتابعت الإذاعة: «لو استأنفت الولايات المتحدة الجزء الأكبر من مساعداتها العسكرية لمصر التي تم تعليقها، فإن هاوثورن تقول إن واشنطن ستقدم انطباعاً بأن العنف السياسي والقمع المستمر ليس على القدر نفسه من الأهمية بالنسبة لها».
إلّا أن بول سالم، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط قال: «إن أوباما كان واضحاً بشأن الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. أولاً محاربة الإرهاب، ثانياً «إسرائيل» باعتبارها الحليف الأهم، وثالثاً تدفق النفط من الخليج، وأخيراً منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية».
ويرى المحللون: «أن السيسي يريد ضمان المساعدات الأميركية، والتي يذهب غالبها لدعم الجيش. وقد عكست حملته الانتخابية لهجة تصالحية إزاء الولايات المتحدة وشدّدت على أهمية العلاقات الاستراتيجية المستمرة بين البلدين». إلا أن هاوثورن توقعت «كثيراً من التوتر بين مصر والولايات المتحدة في ظل قيادة السيسي». ورأت أن «المشير أشار إلى رغبته في أن تكون العلاقة بشروطه وهو ما يعني بالأساس أن تحترم واشنطن رؤيته لمسار مصر السياسي ونهجه في الحكم، وهو ما لا تعتقد أن الولايات المتحدة مستعدة له».
أما تمارا كوفمان ويتس مديرة مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط في معهد بروكنغز فرأت: «أن العلاقات المصرية ـ الأميركية في لحظة تأمل، فكلا الجانبان يعرف أهمية العلاقات الوثيقة، إلاّ أن المشكلة أن كليهما لا يريد التواصل مع الآخر من موقف ضعف». لكن إذاعة صوت أميركا لفتت إلى أن وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى دعا إلى «أنموذج جديد في العلاقات بين البلدين»، وقال إنه يتعين علينا الشروع في دراسة فورية لنوع العلاقة التي يرغب فيها الطرفان، إذ لم يعد بإمكان أميركا أن تقول للرئيس المصري إنها ترغب وتتوقع أن يطيع ببساطة». ودعا موسى واشنطن إلى «ضرورة التوقف عن ربط المساعدات بالتطورات السياسية في القاهرة من أجل تجنب أي توتر آخر في العلاقات الثنائية».