بريطانيا تعلن الحرب على رموز «داعش»
بشرى الفروي
عبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن التزام بلاده بالعمل مع الولايات المتحدة لتدمير «الخلافة» التي أعلنها مسلحو تنظيم «داعش « في العراق وسورية.
وأعرب كاميرون في مقابلة مع شبكة تلفزيون «أن بي سي» الأميركية، إنه يريد أن تقدم بريطانيا المزيد، ولكنه أوضح أنه بحاجة إلى «دعم البرلمان».
اما هاريت هارمن، زعيمة حزب العمال الموقتة فقد دعت، الأسبوع الماضي، الى اجتماع مجلس الأمن القومي، لمناقشة التهديدات في سورية، وهو ما قد يفضي إلى مصادقة البرلمان على توسيع الغارات الجوية لتشمل سورية الخريف المقبل.
ولكن حزبي العمال والديمقراطيين الأحرار طلبا استفساراً بعدما تسرب أن مقاتلات بريطانية شاركت في غارات على سورية، على رغم أن النواب وافقوا على عمليات عسكرية في العراق فقط.
ووصف وزير الدفاع، مايكل فالون، الذي حض النواب على دعم العمليات العسكرية في سورية، مشاركة القوات البريطانية بأنها «عمل اعتيادي».
يبدو ان هدف إعلان ديفيد كاميرون لهذه الخطوة هو لكي يتمكن من امتصاص غضب الشارع البريطاني بعد مقتل اكثر من 30 سائحاً بريطانياً في تونس في منطقة سوسة بطريقة دموية وبشعة والتي تزامنت مع احداث عام 2005 قتل فيها أكثر من 50 شخصاً في تفجيرات مترو الانفاق بلندن.
ويتوقع أن يلقي كاميرون خطاباً الجمعة يحذر فيه الشباب البريطانيين، من أنهم سيتم التضحية بهم في حرب خاسرة. وبخاصة بعد الإعلان عن أن 700 بريطاني على الأقل سافروا للمشاركة في القتال في صفوف تنظيم «داعش».
يرى محللون أن ديفيد كاميرون ارتكب خطأ كبيراً عندما حمّل الجالية الاسلامية مسؤولية المتطرفين الذين يلتحقون بتنظيم «داعش» على رغم ان الحكومة البريطانية كانت تشجع على الانضمام الى المجموعات المعارضة المسلحة لإسقاط النظام السوري وذلك عندما ذهب كاميرون الى قمة بروكسيل ليطالب برفع الحظر عن تمرير وتزويد السلاح الى سورية لكي تتمكن الجماعات المسلحة المعارضة من امتلاك السلاح، وبعدها ادرك ان هذه الأسلحة قد وقعت في الايدي الخطأ.
التدخل الاميركي والبريطاني الاوروبي في الشرق الاوسط وبعده الناتو في ليبيا هو الذي هيأ الحاضنة «لداعش»، بالاضافة الى ان قيادات ومنظري الجماعات الراديكالية التي تحتضنها بريطانيا وتعمل على ادماجهم بالمجتمع من أمثال هاني السباعي الذي اتهمته صحيفة «الدايلي تلغراف» بأنه يقف وراء الهجوم الإرهابي على مدينة سوسة والذي رد على تلقيه مساعدات ودعم كبير من الدولة بقوله: «اسألوا ديفيد كاميرون، لا تسألوني»؟