أمل حجازي عيسى توقّع ديوانها الأوّل… «تدلّت من عيني قصيدة»
لمى نوّام
الشاعرة أمل حجازي عيسى، من قرية حومين الفوقا، ولدت في بيروت لعائلة متوسطة الحال، وتزوّجت في سنّ مبكرة، وأنجبت ستة أولاد، وكانت تتابع التحصيل العلمي من دون توقّف.
نظمت الشعر للمرّة الأولى في المدرسة خلال حصة اللغة العربية، وذلك في الصف الثاني متوسط، وللأسف لم تحتفظ بمؤلّفاتها الأولى، لأن مَن حولها لم يهتموا لموهبتها، فأُجّلت أحلامها لسنينٍ طويلة، لكنّها تابعت الكتابة من وقت إلى آخر، إلى أن نظمت ديوانها الأوّل بعنوان «تدلّت من عيني قصيدة»، الصادر عن «دار الفارابي».
وقّعت أمل ديوانها مساء الأربعاء الماضي في منتجع «فانتزي وورلد»، برعاية جمعية «حواس» الثقافية الفنية. ويضمّ الديوان مختارات من قصائد كثيرة نظمتها أمل، تتناول الحبّ والنقمة والغيرة والإنسان والوطن، حالات عاشتها أمل أو ترجمتها من تجربة امرأة أخرى تعاطفت معها.
الديوان مؤلّف من مئة وخمس صفحات، ونال إعجاب كلّ من وقع بين يديه.
«البناء» التقت أمل حجازي عيسى، وكان هذا الحوار المقتضب حول ديوانها الجديد. تقول أمل: «أنا لا أفرّق بين القصائد، فكلّها غالية لديّ، وأترك لكم الاختيار أيّها أقرب إلى قلوبكم وأيها الأجمل».
وعن تعاونها مع جمعية «حواس» تقول: «تجربتي مع حواس مشرقة وجميلة، تضجّ بالأمل والدعم والإبداع… زملاء رائعون وبإدارة الأستاذ الصديق والفنان عبد الحليم حمود، المثقف والمبدع الذي يوجّهنا بحكمة ويحفزنا لنكتشف خبايا أنفسنا ليخرج منّا الأفضل، ولا يبخل علينا بالنصيحة».
أما عن تفاعل الجمهور في حفل التوقيع فتقول: «كان حفل التوقيع أكثر من رائع، لا يخلو من الفرح والحماسة. تجاوزنا الزمن المقترح لحفل التوقيع من ساعتين إلى ثلاث ساعات وربع الساعة، لم يرغب الحضور بالمغادرة والكل كان راضياً وفرحاً. حضر الحفل جمع من المثقفين والأدباء والصحافيين، وزملائي في حواس وأهلي وعائلتي. تحدث الأستاذ عبد الحليم والشيخ علي ضاهر مسؤول الأنشطة الإعلامية. كان حفل التوقيع ناجحاً بكل المقاييس بشهادة الجميع، وحرصنا أنا وزوجي على كل التفاصيل لتكريم المشاركين».
وتؤكّد حجازي: «تجربتي كشاعرة وأمّ أولاً تجعل مفرداتي أرق وأعمق، وتنبع من الروح والوجدان. كلّما كتبت قصيدة أطلع أسرتي عليها، وآخذ برأيهم ويهمني ذوقهم. المشاريع والأحلام لا تتوقف ما دام القلب يضج بالنبض. كل يوم أكتب قصصاً، قصة للأطفال سأطرحها قريباً. طموحي أن تصل كلماتي ونسجي وبوحي لكل روح تشبهني وتؤمن بالإبداع والتمييز والخلق، وأتمنى لقصصي أن تصل إلى كل الأطفال بعمر طفلتي آية خمس سنوات التي تنام على قصص أؤلفها لها كل ليلة، وتفرح بها وتحفظ شخصياتها وتحدّث الجميع عنها».
وتختم حجازي حديثها: «حين يطّلع القارئ على إهداء ديواني، سيعلم أن الرجل عندي ـ أي زوجي ـ هو الملهم والملاك الحارس والمحفّز والداعم، وكل ما أكتبه بحقه قليل».
جاء في الإهداء:
إلى أصدق نبضٍ سكنني
إلى أنبل قلبٍ احتواني
إلى من كفيه عالمي، لهما
لعيونه، لروحه التي أعشق
لمن خلق ليمنح ويساند
ويعشق حتى الانصهار
لحبيبي وزوجي وقدّيسي
أهدي باكورة كتبي…
أبيات
ومدينتي التي أغفو على خاصرتها
زجاجها عطر
شوارعها مسافات الحنين
بيوتها قُبَلٌ ملتهبة
سماؤها حُلم هارب
ناسها وردٌ ثرثار
زقاقي الذي ألهو بحصاه
صوَر وعقدٌ من أمنيات…
اعتنقتُ الحرف قلادة
وشمت الياء على عنقي
سافرت بالهاء هوية
عبرت بالهمزة حبر المستحيل
تدلّت من عيني قصيدة
دسستها في صوتي سنبلة
سبحت مع جريان النهر
ارتشفتُ أسماك السين
امتطيتُ سفن الأبجدية
أبحرَتْ بنا أشرعة غين الغواية
تضوع في صدري اليراع
بشذا السطور أحصيت أيامي
ما عدت أخشى الحرف
العشق آخر كلامي!