زيارة جعجع للرياض: رهان وأدوار…

يوسف المصري

زيارة رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى الرياض تكتسب هذه المرة بحسب مطلعين على أجواء «القوات» مزايا وأهمية خاصة، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أنها تأتي بعد لقاء كسر القطيعة بين الحكيم والجنرال ميشال عون. وبدا واضحاً الآن أن جعجع كان خلال تخطيطه لتحديد توقيت لقائه بعون، يخطط لاستثماره في تقوية أوراق حاجة الرياض له، وذلك بعد أن كان جعجع لمس إهمالاً في الفترة الماضية من السعودية له، خصوصاً في الفترة الأخيرة من عهد الملك عبدالله امتداداً حتى بدايات عهد الملك سلمان. وساد في معراب طوال هذه الفترة تنظير يفيد بأن العهد الجديد في السعودية مهتم بعلاقاته مع السنّة في لبنان أجندته تريد استقطابهم في ظل تعاظم انتشار الخط السلفي التركي المدعوم من قطر داخل الشارع الإسلامي اللبناني وبخاصة في الشمال.

وتفيد هذه الأجواء أن الحكيم عاد راضياً من السعودية، لأنه بالشكل تم إعداد برنامج لقاءات حافل له، شمل الملك ونزولاً حتى أهم شخصيات السعودية المطلة على القرار اللبناني وبينها رئيس الاستخبارات. ويراهن الحكيم على أن تعود علاقته بالسعودية للفترة الذهبية التي مرت بها خلال مرحلة ما بين تولي الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة وحتى فترة من ما بعد سقوطها لحين غير قصير.

في تلك الفترة كان للحكيم خط خاص به مفتوح على السعودية، وظل التمويل السياسي السعودي له، قائماً على رغم انقطاعه عن الآخرين.

ولكن السؤال الذي لا يزال محل تكهن بخصوص الإجابة عنه، هو عن دور جعجع الجديد داخل المرحلة السعودية في لبنان؟

مصادر مقربة من القوات تحدده بثلاث نقاط:

١- الوقوف بوجه حراك عون في الشارع المسيحي، على اعتبار أن مواجهة عون في معركته الجديدة التي يرفع فيها شعارات الحقوق المسيحية لا يمكن مواجهتها بشارع أو بقوى سياسية سنية بل الأفضل مواجهتها بشارع وقوى سياسية مسيحية لإسقاطها في معقلها.

ومطلوب من جعجع القيام بهذا الدور. وتلاحظ هذه المصادر أن جعجع اثبت ذكاء عندما فضل الصمت بمواجهة حركة عون في الشارع خلال خميس الجلسة الحكومية الأخيرة، وظل معتصماً به عن قصد، منتظراً التفات الرياض له. ويبدو أنه كسب الرهان.

الدور الثاني هو البقاء متموضعاً في نفس خندقه السياسي ضد إيران في لبنان، وأكثر من ذلك إظهار المزيد من التصعيد ضدها وضد حزب الله.

وهذا الدور لجعجع هو ضمن دور لكل حلفاء الرياض في المنطقة، وهدفه إرسال رسالة سعودية للغرب تقول إن التوقيع على الاتفاق مع إيران لن تكون له أية نتائج انفراجية على أزمات المنطقة.

الدور الثالث هو الصمود بوجه عون في موضوع ترشحه لرئاسة الجمهورية، وعدم الذهاب معه في الحوار إلى أي تلاقٍ حول هذا الموضوع. ولا بأس من الاستمرار فيه ولكن على قاعدة انه تضييع للوقت بانتظار ما ستفرج عنه المعادلات الإقليمية في المرحلة المقبلة.

يوسف المصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى