أميركا اللاتينية تنتفض ضد «إسرائيل» وتنتصر للقضية الفلسطينية

ناديا شحادة

بعد فشل السياسة الخاصة الأميركية و«الإسرائيلية» وتراجع تأثيرها على ساحة اميركا اللاتينية ومع تزايد الوعي لدى الرأي العام الاميركي اللاتيني ولدى الاوساط السياسية ازدادت مناصرة الحق العربي الفلسطيني ولجميع قرارات الشرعية الدولية القائمة على رفض الاحتلال وانسحاب «اسرائيل» من جميع الاراضي العربية المحتلة، حيث خسرت «اسرائيل» تكتلات كبرى من العالم بسبب سياستها وعدوانها الغاشم على قطاع غزة وخلفت الاعتداءات اللانسانية التي يتعرض لها مدنيو القطاع مواقف سياسية، فقد انتفضت تكتلات سياسة اقليمية كبرى ضد سياسة «اسرائيل» وتزعمت منطقة اميركا اللاتينية هذه السياسة الصارمة بإقدام الغالبية من دولها على سحب سفرائها المعتمدين في «تل ابيب»، واستطاعت تلك الخطوة التي اتخذتها دول اميركا اللاتينية الخمسة البرازيل وسلفادور وتشيلي وبيرو والاكوادور بسحب سفرائها من «اسرائيل» احتجاجاً على العدوان «الاسرائيلي» الأخير على غزة ان تشكل نكسة دبلوماسية حقيقية لـ «اسرائيل»، وبالذات بعد ان كان الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز الذي حظي بشعبية كبيرة في العالم العربي بسبب مناصرته للعديد من القضايا العربية قد أقدم في كانون الثاني من عام 2009 على خطوة مماثلة لم تقم بها دول عربية تربطها علاقات دبلوماسية بـ «اسرائيل» حيث قام بطرد السفير «الاسرائيلي» لدى فنزويلا وجميع العاملين في السفارة رداً على العدوان «الاسرائيلي» على غزة واعتبر ما تقوم به «اسرائيل» في غزة ارهاب دولة وجريمة ضد الانسانية كما وصف جيش الاحتلال بأنه جبان.

وكشفت هذه الخطوات عن حجم ما يتمتع به الحكام العرب من عجز وخنوع وادمان للتطبيع، فـ»إسرائيل» بسياستها العدوانية خسرت جزءاً من العالم ولكنها في المقابل ربحت جزءاً من العالم العربي المتمثل في بعض الانظمة الخليجية، وبينما توافرت الظروف للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي «الاسرائيلي» لممارسة ضغط حقيقي على «اسرائيل» ومحاصرتها دبلوماسياً على المستوى الدولي بسبب الجرائم التي ترتكبها يؤكد المراقبون ان «اسرائيل» وجدت سنداً ومخرجاً في دعم بعض الدول العربية لها، حيث وصف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ما يحدث في غزة حالة من الاقتتال والعنف ليس الا، وحمّل الطرفين المقاومة والاحتلال مسؤولية ما يحدث كما أعلن مبادرة مشروطة باستمرار الحصار على غزة ووقف العدوان، وأغلقت السلطات المصرية معبر رفح الحدودي بعد يوم واحد من فتحه امام الجرحى، ومن جانبه اكد الكاتب البريطاني ديفيد هيرست ان العدوان «الاسرائيلي» على غزة جاء بمباركة دولية واقليمة من دول على راسها مصر والولايات المتحدة والسعودية، حيث أكد الكاتب في مقالة نشرت بصحيفة «هيفنتكون بوست» الاميركية ان العدوان الأخير على غزة جاء بموافقة السعودية التي اردات مع مصر ان تلحق بالمقاومة ضربة كبيرة تجبرها على الاستسلام والقبول بشروط التسوية في وقف اطلاق النار والسلام مع العدو الصهيوني مستقبلاً.

ويؤكد المتابعون ان وحدة القضية بمواجهة الاستعمار والتسلط انتماء يوحد اكثر من اللغة والجغرافيا ففي خطوة لم تكن مستبعدة على رئيس فنزويلا التي كانت وما زالت تدعم وتناصر حقوق الشعوب العربية ومهتمة بالإبقاء على العلاقات الودية مع دول الشرق الاوسط، صرح رئيسها مادورو ان الرئيس الراحل هوغو تشافيز علّم الفنزويليين دعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعا الفلسطينيين الى مواصلة نضالهم حتى تحقيق النصر، وأكد ان المجموعات الارهابية التي تدمر سورية والعراق شكلها الغرب بغية اخضاع الشعوب العربية وإقعادها عن نهوضها.

فمع الصراع العربي «الاسرائيلي» الذي تشهده دول الشرق الاوسط ومع المواقف والخطوات المتناقضة التي تتخذها كل من دول اميركا اللاتينة والدول العربية يؤكد المتابعون ان التشابك مع دول اميركا الجنوبية ودول البريكس سيكون اكثر خدمة للقضايا العربية من التعويل والاعتماد على دول تدعي العروبة، وبالذات بعد البيان الذي صدر عن نواب وزراء خارجية دول البريكس في 22 ايار من العالم الحالي وأكدوا فيه دعمهم الثابت لسيادة ووحدة الدول العربية المتأزمة ومنها سورية حيث جددوا دعوتهم لحل الازمة سلمياً من قبل السوريين انفسهم، وأعربوا عن أملهم في استئناف العملية السياسة في اليمن من قبل اليمنيين انفسهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى