هل سياسة واشنطن الحالية إغراق السعودية في المستنقع اليمني؟

ناديا شحادة

العدوان السعودي على اليمن مستمر مستهدفاً الأراضي اليمنية وكل ما عليها من مقومات للحياة سواء للبنى التحتية او الاسواق الشعبية وسيناريو الحرب طويلة الأمد الذي ينتهجه النظام السعودي سيترتب عليه نتائج معاكسة لآمال نظام آل سعود الذي بات غرقه في المستنقع اليمني واضحاً، وما من شك ان اقدام السعودية على حماقة برية إضافة الى قصفها الجوي المستمر سيزيدان غرقها في المستنقع اليمني ويصبح الخروج منه مستحيلاً، هذا الغرق الذي حذر منه العديد من المحللين الاستراتيجين منذ بداية «عاصفة الحزم»، التي بدأتها السعودية في 26 آذار 2015 لاستعادة الشرعية حسب ادعائها، واستندت السعودية على ضربتها الجوية باعتبار ان هذه العملية كفيلة بتحقيق أهدافها،ولكن مع مرور الوقت بدا ان هذه الاستراتيجية لم تؤثر في الحوثيين وحلفائهم، الأمر الذي دفع بالرياض الى البحث عن مسار عسكري آخر لا يقتصر على الهجمات الجوية وانما يشمل عناصر ارهابية مقاتلة على الارض لاستعادة الاحياء الشمالية من مدينة عدن حيث اكد سكان تلك المدينة ان مقاتلين تدعمهم الضربات الجوية يحاولون استعادة بعض الاحياء من يد الحوثيين.

يؤكد المتابعون ان العناصر المقاتلة ما هي الا جماعة ارهابية تابعة لتنظيم «القاعدة» دخلت عدن بغطاء سعودي، فمن يسمون انفسهم باللجان الشعبية في عدن ما هم إلا عبارة عن انصار الشريعة وقوى تكفيرية أي الجناح العسكري لتنظيم «القاعدة» وهذا ما أكده القيادي البارز في الحراك الجنوبي في اليمن حسين زيد بن يحيى، مضيفاً ان «القاعدة» تنظيم استخباراتي تابع للاستخبارات الاميركية وممول من الرجعية السعودية، ومع تبني تنظيم داعش تفجير مسجد المؤيد غرب العاصمة اليمنية، حيث أعلن التنظيم في اليمن عن مسؤوليته بتفجير سيارة خارج مسجد المؤيد غرب العاصمة صنعاء بات واضحاً على ان هذه الجماعات التكفيرية تأتمر بأجندات سعودية.

ومع استمرار الاشتباكات بين جماعة حركة «انصار الله» والقوات المدعوة من السعودية في عدن تستمر الحملات الاعلامية في محاولة لإسقاط المدينة إعلامياً، فالاشتباكات ما زالت مستمرة في العديد من احياء عدن على رغم ان مؤيدي هادي كانوا اعلنوا منذ ايام عدة عن تحرير المدينة بالكامل حيث أعلنت اللجان الشعبية يوم الاثنين عن بسط سيطرتها على حي التواهي آخر الأحياء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في مدينة عدن جنوب اليمن، وفي 21 تموز أعلنت عن سيطرتها على مواقع عدة تابعة للحوثيين وحلفائهم في محافظة تعز، وذكرت مصادر اعلامية ان تلك اللجان تقدمت باتجاه معسكر اللواء 35 مدرع وتدور اشتباكات في الشوارع المؤدية اليه.

يؤكد المتابعون انه مع استمرار الاشتباكات المسلحة في أغلب المدن اليمنية تتصاعد المأساة الانسانية يوماً تلو الآخر، حيث تسببت الحرب في تدمير البنية التحتية لليمن بسبب الغارات الجوية للتحالف وما تخلفه من أضرار بشرية ومادية، فاتساع رقعة الدمار بات العنوان المشترك لمعظم مدن اليمن وبات اليمن يعيش كارثة انسانية مروعة بسبب استمرار القتال والغارات الجوية، حيث وجهت الامم المتحدة في العديد من المرات نداءات دولية عاجلة لمواجهة كارثة انسانية وشيكة في اليمن معلنة ان هناك حاجة لـ 1.6 مليار دولار لمواجهتها، وأعلنت اقصى حالات الطوارئ الانسانية وحذرت من انهيار وشيك للنظام الصحي والغذائي.

وما زال العدوان السعودي مستمراً على الشعب اليمني ولا يزال يحصد ارواح الابرياء من ابنائه المدافعين عن ارضهم، لتخسر السعودية المعركة ولتكن متورطة في ارتكاب مجازر جماعية، فالسعودية الباحثة عن الزعامة وعن الهيمنة في الشرق الاوسط ارادت ان توجه من خلال عدوانها على الشعب اليمني رسائل لدول اقليمية وللمجتمع الدولي بأنها قادرة ولكنها فشلت وتورطت، وأميركا هي من ورطت السعودية في غزو اليمن، فمنذ بدء العملية العسكرية لم يتجاوز الدعم الاميركي لـ«عاصفة الحزم» تصريحات عدة عن التأييد لحليفة واشنطن الرياض والاستعداد لتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي، وحسب خبراء عسكريين فإن الاستخبارات الاميركية ضللت السعودية وأغرتها في معلومات خاطئة وتمكنت من الدفع بالسعودية الى ورطة لن تستطيع الخروج منها.

فمع التورط والغرق السعودي في اليمن ومع التزام واشنطن الصمت حيال الملف اليمني يبقى السؤال هل سياسية واشنطن الحالية ما هي إلا محاولة منها لإغراق المملكة في المستنقع اليمني اكثر وبالذات بعدما نشرت مجلة فورين بوليس الاميركية مقالاً للكاتب جيمس تروب قال فيه ان اميركا تخلت عن دورها في الشرق الاوسط، مضيفاً ان الولايات المتحدة لا تستطيع ايقاف «عاصفة الحزم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى