وساطات لمسلحي الزبداني بعد التقدم الكبير للجيش السوري
كثف الجيش السوري مدعوماً بمجموعات من حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي عملياته العسكرية في مدينة الزبداني وسط اشتباكات عنيفة مع المسلحين، في حين تتواصل جهود الوساطة مع المسؤولين الأمنيين لإنهاء الوجود المسلح وصولاً إلى تسوية في المدينة.
الوساطات جاءت بعد الضغط الكبير الذي سببه تقدم الجيش السوري وسيطرته على عدد من المناطق الاستراتيجية داخل المدينة كان آخرها يوم أمس من خلال سيطرته على مدرسة تعليم القيادة ومحيطها في منطقة المراوح على طريق بردى الزبداني، في حين دمرت وحدات الهندسة نفقاً للمسلحين بطول 70 متراً وعمق مترين يمتد من سهل الزبداني باتجاه مضايا كان يستخدمه الإرهابيون للتسلل ونقل الإمدادات.
وجهاء الزبداني ممن يواصلون لقاءاتهم مع مسؤولين سياسيين وأمنيين سوريين، أكدوا استعداد الحكومة السورية للدفع باتجاه التسويات والمصالحة في المدينة، شرط التزام المجاميع المقاتلة هناك بالشروط العامة التي تؤسس قاعدة لإنهاء الوجود المسلح في المدينة.
مصادر ميدانية مشاركة في العملية أكدت لـ «البناء» أن مسألة السيطرة على الزبداني باتت مسألة وقت بعد سيطرة الجيش والمقاومة على أغلب التلال الاستراتيجية في محيط المدينة وتثبيت نقاط إسناد وهجوم في الأحياء التي سيطر عليها داخل المدينة.
وفي سياق متصل، أعلن «البنتاغون» الأميركي مقتل العضو البارز في تنظيم «القاعدة» والقيادي في جماعة «خراسان» محسن الفضلي في ضربة جوية أميركية في بلدة سرمدا بريف إدلب في سورية في الثامن من تموز الجاري.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» جيف ديفيس إن الفضلي الذي يعدّ مؤسس تنظيم «خراسان» كويتي الجنسية، وكان داعماً بارزاً لـ«القاعدة» وضمن المجموعة الصغيرة الموثوق بها من زعماء «القاعدة» الذين تلقوْا إخطاراً مسبقاً بهجمات الحادي عشر من ايلول عام 2001 في الولايات المتحدة الأميركية.
وتعتبر أجهزة الاستخبارات الأميركية إن مجموعة «خراسان» تشكل تهديداً خطيراً، ووصفت أعضاءها بأنهم مجموعة من عناصر «القاعدة» المخضرمين الذين اتخذوا من سورية ملاذاً للتخطيط وصناعة المتفجرات وتجنيد الغربيين لشن هجمات.
يذكر أن محسن الفضلي الذي يحظى بثقة كبيرة لدى قادة تنظيم «القاعدة» تم اختياره ليكون ممثلاً شخصياً لزعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري بدلاً من «أبو خالد السوري» الذي اغتاله تنظيم «داعش» بسبب انحيازه إلى «أبو محمد الجولاني» زعيم «جبهة النصرة».