تقرير
كتبت إيزي لبلار في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية:
وُصف الاتفاق مع إيران بأنه الاسوأ في تاريخ دبلوماسية الولايات المتحدة. وسيتم تذكره على اعتبار أنه تهديد على وجود «إسرائيل» والدول العربية المعتدلة. إيران، الرديفة الاسلامية لألمانيا النازية، تحوّلت بفضل الرئيس أوباما إلى دولة على شفا السلاح النووي، إذ ستحصل على 150 مليار دولار في أعقاب رفع العقوبات، وكذلك رفع الحصار المفروض عليها، سواء في مجال السلاح أو مجال الصواريخ البالستية.
على المدى القريب، مطلوب من «إسرائيل» إقناع الكونغرس والجمهور الأميركي بالتأثيرات المدمرة والشيطانية الدولية لهذا الاتفاق إذا نُفّذ. واحتمال أن تُضاف الرقابة على الاتفاق بدل الثقة العمياء بالالتزام الإيراني، ضعيف. لذلك علينا فعل ما في استطاعتنا من أجل إقناع مجلسَي الشيوخ برفض الاتفاق والحصول على ثلثي أصوات الشيوخ من أجل التغلب على الفيتو الرئاسي إذا لزم الامر. تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى انضمام عدد كبير من الاعضاء الديمقراطيين إلى الغالبية الجمهورية وخروجهم العلني ضد رئيس من حزبهم. هذا العمل يتطلب من الساسة «الإسرائيليين» وضع المصالح الضيقة جانباً، والتحدث بصوت واحد وواضح. ويمكن القول بحق رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ إنه أعلن تأييده الكامل لجهود نتنياهو في معارضة الاتفاق.
الرد الضعيف والهزيل للقيادة اليهودية في الولايات المتحدة كان السبب الرئيس في فشل منع تنفيذ السياسة المعادية لـ«إسرائيل» من قبل الرئيس أوباما، ومع ذلك هناك رد موحد يستحق الاشارة اليه. مدير عام «آيباك»، هوارد كور، طرح مبادرة تهدف إلى إقناع الكونغرس بمعارضة الاتفاق. مالكولم هونلاين أعلن عن معارضته الشخصية للاتفاق اثناء زيارته «إسرائيل» مع الرئيس الجديد للجنة الرؤساء. لكن يجب القول إن لجنة الرؤساء التي هي منظمة تعمل على أساس الاجماع، لم تصدر بعد استنكاراً قاطعاً للاتفاق. ومن جهة أخرى يمكن القول في مصلحة آيب فوكسمان، مدير عام اتحاد مناهضة الاساءة، إنه خرج ضد ادارة أوباما في ما يتعلق بهذا الامر، ومنظمات يهودية صغيرة كثيرة بقيادة تنظيم صهاينة أميركا، استنكرت بشدة افعال أوباما، لكن جهات أميركية كثيرة ردت حتى الآن بشكل هزيل، هذا على رغم استنكار هرتسوغ القاطع للاتفاق. اللجنة اليهودية الأميركية برئاسة دافيد هاريس أعربت عن قلقها من الصيغة التي تم تقديمها في فيينا، لكنه امتنع حتى الآن عن مطالبة اصدقاءه إقناع الكونغرس التصويت ضد الاتفاق.
إذا لم تنجح «آيباك» في إعادة العجلة إلى الوراء، فإن احتمال إقناع العدد المطلوب من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ من أجل قلب الوضع، يبقى ضعيفاً. قرار الرئيس أوباما تجاوز الكونغرس وطرح الاتفاق لمصادقة مجلس الامن التابع للامم المتحدة قبل مرور ستين يوماً، حيث يكون من حق الكونغرس الاطلاع عليه، أدى إلى الغضب. السيناتور بوب كوركر وصف هذا الامر بالاساءة للشعب الأميركي الاساءة للكونغرس ومجلس الشيوخ.
المعركة ستكون صعبة، لكن يجب عدم الخضوع، وحتى اذا تم تطبيق هذا الاتفاق الكارثي فنحن لسنا شعباً عاجزاً. غالبية الإيرانيين ليسوا اسلاميين هستيريين يريدون الوصول بسرعة إلى جنة عدن، وستردعهم قدرتنا على توجيه الضربة الثانية.
يمكن تنفس الصعداء لأن فترة ولاية أوباما ستنتهي بعد 18 شهراً. ويمكن الأمل بأن أي رئيس جديد سيكون بمثابة تحسن حقيقي ويمنع نظام آية الله من توسيع البنية الارهابية العالمية، وإعادة التوازن إلى المنطقة وإعادة ثقة حلفاء الولايات المتحدة بها ومنهم «إسرائيل».
في هذه الاثناء، على «إسرائيل» الاتحاد وأن تكون على ثقة بقدرتها على ردع أعدائها وقدرتها على الدفاع عن نفسها وعلى التغلب على تحديات المستقبل، كما تغلبنا على تحدّيات الماضي.