الشهيدان القوميّان منصور إبراهيم الحوراني وجميل السوقي

ل.ن.

كان منصور الحوراني في السابعة من عمره عندما تجاسر ومجموعة من الأولاد الصغار كانوا يلعبون قرب صهريج ماء يملكه أحد الآغاوات في «خربة غزالة» محافظة درعا فشربوا من ماء الصهريج الذي يأتي به الآغا من دمشق ليغسل فرسه وخرافه، فيما أبناء البلدة يشربون من مياه البرك التي تتجمع في فصل الشتاء، ما أدى إلى شتائم وسباب، فإلى تلاسن مع الشقيق الأكبر لمنصور، خليل الحوراني، الذي دفع من «جريمة» شقيقه الفتى، سوقاً إلى المخفر وإهانة، فتوقيفاً.

تلك كانت البداية لأن يتعرف خليل حوراني على الحزب، فيؤدي قسم الانتماء في 20 نسيان 1946 أمام الأمين الياس جرجي والرفيق الشهيد ميشال الديك، ثم لينشط، والرفقاء، وبينهم الرفيق النشيط خضر النقاوة، فتتشكل مفوضية في «خربة غزالة»، ثم مديرية، فمديريتان، فثلاث.

في إحداها، مديرية الواجب، وكان من الذين تولوا إدارتها الرفيق خليل الحوراني، انتمى أشقاؤه الرفقاء محمد ويوسف ومنصور، ليسيروا جميعهم في درب النضال القومي الاجتماعي تشريداً وسجوناً واستشهاداً، بحيث يندر أن نرى عائلة قومية اجتماعية يتعرّض جميع أفرادها إلى ما تعرضت له عائلة إبراهيم حوراني:

فالرفيق محمد الذي شارك في الثورة القومية الاجتماعية الأولى وعرف السجن في لبنان، استشهد في الحوادث اللبنانية عام 1976 .

والرفيق يوسف ما إن خرج من سجن المزة وانتقل إلى لبنان حتى شارك في الثورة الانقلابية وأسر لمدة تناهز الثماني سنوات .

والرفيق خليل، كبير العائلة، تولى المسؤوليات الحزبية المحلية العديدة في الشام وفي لبنان، وعين في مسؤوليات مركزية وكان من أكثر الرفقاء نشاطاً في مناطق بنت جبيل وعاملاً على بناء الحزب فيها.

أما الرفيق منصور الحوراني فاستشهد على أيدي «المقاومة الشعبية» عام 1958 أمام أنظار والدته المفجوعة التي كانت تنتظر خارج سجن الرمل بلهفة وشوق خروج ابنها، وكانت قوى الأمن أوقفته ذات يوم لأنه كان يحمل سلاحاً حربياً. وعرف ذووه لاحقاً دفن في مقبرة الشهيدين .

في ذاكرة الحزب النضالية تحتل عائلة إبراهيم الحوراني مكاناً ناصعاً استحقته لجهادها المرير ، ونضالها الصادق وتضحياتها المستمرة .

بطاقة هوية

منصور إبراهيم الحوراني .

الأم : عبده الصاغ .

مواليد خربة غزالة محافظة درعا عام 1939 .

اقترن من السيدة لولو الساحلي ورزقا ولداً واحداً أسمياه غسان .

عندما انتقل إلى لبنان التحق بمديرية سن الفيل ، ولم يتول فيها مسؤوليات حزبية إنما كان ناشطاً ومندفعاً ويلبي المهمات العسكرية .

استشهد في 21/8/1958 .

جميل السوقي

في المرحلة الأخيرة من معارك شملان صيف 1958 وهي احتلال قبرشمون، أصيب الرفيق جميل ولم يلبث أن استشهد. يقول الأمين كامل أبو كامل في مخطوطة مذكراته: جاءني الرفيق أديب الأحمدية 1 يبشرني باحتلال «قبرشمون» فقلت له: وما هي خسارتنا؟ قال: «إن الرفيق جميل السوقي قد أصيب وهو الآن في المستوصف»، فأسرعت إلى المستوصف لأراه قد فارق الحياة، فحزنت كثيراً، خاصة أني كنت حذرته من المشاركة في أي هجوم، إذ كان يشكو من رشح حاد أصابه. وقد رغبت إليه أن يبقى في مركز القيادة حتى يستعيد نشاطه وقوته، لكنه أبى أن يبقى مستريحاً بينما رفقاؤه يخوضون المعارك».

بدوره يروي الرفيق حسين بدور حوران أن الرفيق جميل، الذي كان يقاتل ببطولة مميّزة، راح يصيح برفقائه عندما أصيب: إلى الأمام يا رفقاء إلى الأمام، ما زاد في حماسة الرفقاء جميعهم واندفاعهم بضراوة .

بين الأوراق التي تركها الرفيق الشهيد جميل السوقي رسالة من الرفيق شمس الدين ناصر الدين إليه، وكان مثله طالباً في «الجامعة الوطنية» في عاليه، حول موضوع أدبي كتبه عن الشاعر المتنبي أجراه الرفيق جميل في 21/1/1957، ويظهر فيه لمحات أدبية واعدة، وصادرة موجهة منه كمحصل لمديرية عاليه إلى جميع رفقاء المديرية بتاريخ 11/10/1957 يدعو فيها إلى اجتماع استثنائي مساء الأحد 13/10/1957 بحضور المنفذ العام الأمين كامل أبو كامل، ومن الأسماء الواردة للتبليغ: أديب جمال الدين، بديع أبو رافع، بديع خداج، توفيق الريس، جميل صوايا، حسيب حسن، رامز الحسنية، سهيل شميط، شاكر هيكل، وجيه عبود، فؤاد صابر، جادو عزام، فؤاد الجردي، فارس عسراوي، فايز الغضبان، فايز سري الدين، مسعود صعب شميط، ميشال الياس الأمين ، نسيب أمين شهيب، وليد صعب، وديع صليبي، سليمان الريس، جوزف غدراسي .

الإسم الكامل: جميل حليم السوقي .

مواليد عاليه عام 1938 .

انتمى في عاليه منفذية الغرب عام 1955 .

تلقى علومه في «الجامعة الوطنية» في عاليه وحاز الشهادة الثانوية .

قاتل في «النبي عثمان» في أيار 1958 حيث أصيب بشظية في رأسه ، ثم انتقل إلى شملان ليشارك في معاركها آمراً لإحدى الجرائد المقاتلة .

استشهد في 3 تموز عام 1958 .

نشرت «البناء» في عددها بتاريخ 13 تموز 1958 هذه الكلمة موجهة في 08/07/1958 الى الرفيق الشهيد جميل السوقي من رفيقه عبد الرزاق منديل 2 .

الى رفيق الطريق ..

الى من لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يهتف فداء لسورية …!

الى الرفيق الشهيد جميل السوقي

أخي … وصديقي… ويا اعز من هذا وذاك

أحييك يا رفيقي… أحيي فيك شجاعتك وإقدامك، وجبروتك .

أحيي فيك لطف حديثك ولين كلامك.

طوبى لك من رفيق استبسل في سبيل الذود عن كرامة أمته.

طوبى لكل رفيق نال شرف الشهادة في سبيل إنقاذ بلاده من جراثيم انسانية فتاكة .

نم قرير العين… وثق أننا سنثأر لك.. وسنفهم كل باغ أفّاك، إن القوميين الاجتماعيين «لا يحيدون عن مطلبهم السامي، ولو تراكمت جثثهم على طريق الحياة لتطأها الأجيال القادمة سلماً نحو المجد»،

وختاماً أحييك وأحيي الأمة التي انجبتك.

هوامش

1 كان رفيقاً نشيطاً في تلك الفترة، توفى باكراً بالداء العضال. والده الرفيق نجم من أوائل الرفقاء في شارون .

2 رفيق مناضل قاتل بضراوة في شملان وفي أماكن اخرى في الوطن. تولى مسؤوليات حزبية في كل من الوطن وخارجه. من مدينة دير الزور .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى