عاليه تشهد المعرض الخامس للفن التشكيليّ… الرسم والموسيقى يلتقيان فتُعزَف سمفونية الألوان!

لمى نوّام

برعاية وزارة الثقافة، وبالتعاون مع بلدية عاليه، وبحضور رئيسها وجدي مراد والأعضاء، وحشد كبير من الوجوه الثقافية والفنانين، ووفد من منتدى الألوان للثقافة والفن والأدب، ووفد من ملتقى الألوان الفني، افتتح مساء الثلاثاء مهرجان الفن التشكيلي الخامس على مدرج «بيسين عاليه» بمشاركة، 70 فناناً من لبنان وسورية وفلسطين والعراق والسعودية.

الفنان التشكيلي والدكتور الموسيقار جمال أبو الحسن أضاء المعرض بموسيقاه عبر أجهزة الصوت، ليُوقّع ألبومه الذي أنتجه مؤخّراً وهو بعنوان «ألوان موسيقية»، ليعزف سمفونية الألوان في المهرجان، ويضفي جمالية من نوع فنيّ خاص، يتناغم مع لوحات الفنانين.

«البناء» واكبت فعاليات المهرجان الحدث، وأجرت لقاءات مع المنظّمين وعدد الفنانين المشاركين، ومع رئيس بلدية عاليه.

رئيس البلدية

وقال رئيس بلدية عاليه وجدي مراد: «عندما نتحدث عن الفنّ، فإننا نتحدّث عن الفرح والألوان، رأينا الفن العربي فلسطين، سورية، العراق، لبنان ، ومبتدئين من خرّيجي كلية الفنون، اللوحات كلّها مميزة، لأن لكل فنان بصمته الخاصة. واشتهرت عاليه بأهم سمبوزيوم في العالم، سنة 1999 كان سمبوزيوم لبنان عربياً، وسنة 2001 كان عالمياً، وفي الأونيسكو ـ باريس في جمعية آياب وهي جمعية أمّ تضمّ 114 جمعية في العالم، قبلوا أن نضع شعاراً للأونيسكو على بطاقة الدعوة، وتوقيعنا نحن كبلدية عاليه معترف به عالمياً».

فنانون

المنظِّمة ومنسّقة المعرض الفنانة غنوة رضوان قالت: «إنّ فكرة معرض الفن التشكيلي موجودة في عاليه منذ أكثر من 15 سنة، مع انبثاق فكرة السمبوزيوم سنة 1999، والذي كان المشجع والراعي الأوّل له رئيس بلدية عاليه الأستاذ وجدي مراد. مرّت ثلاث سنوات من دون معارض، وكانت النسخ السابقة من المعرض تشهد تنوّعا في المعروضات، من أشغال يدوية وآرتيزانا ورسم. فأردنا أن نحيي هذا التقليد، وأن يكون فقط للفن التشكيلي، بهدف إعطاء مساحة أكبر للفنانين من كل مكان».

وأضافت: «للمرّة الأولى يمتدّ المعرض على طول خمسين متراً، وأُعلن عنه في الإعلام، ولاقى إعجاباً كبيراً، وأصبح الفنانون أصدقاءنا عبر «فايسبوك»، وصاروا يتواصلون معنا ويبدون رغبتهم بالمشاركة. صرنا نوسّع الفكرة وننشر الخبر في كل مكان، كنت أسافر بهدف المشاركة بمعارض دولية فرنسا، الهند، اليونان، دبي وأساساً، كنت مقيمة في كندا، وكنت على تواصل مع فنانين لبنانيين مقيمين في الخارج».

وتضيف رضوان: «كما يشكّل هذا المعرض بالنسبة إلينا درساً للمستقبل، فمن خلال الأخطاء نتعلّم تفاديها، كما أننا نأخد بآراء الاصدقاء الفنانين، ونحاول تنفيذ ما نستطيع وفق رؤية تفيد بالتعلّم من الماضي لتحسين المستقبل».

وقالت: «عدد الفنانين المشاركين هذه السنة يفوق السبعين من لبنان والبلاد العربية، واعتذر عدد آخر عن الحضور بسبب ظروف بلادهم الأمنية».

وأدلى أبو الحسن بتصريح جاء فيه: «هذا الألبوم الذي أقيم له حفل توقيع هذه السنة، عنوانه ألوان موسيقية، ويتضمّن 10 مقطوعات موسيقيّة من عدة مراحل من حياتي في التأليف. من مرحلة فيينا، أميركا، إلى لبنان. كما يتضمن أعمالاً مستوحاة من الفولكلور اللبناني، قصائد سمفونية، أعمال مستوحاة من شعر جبران خليل جبران».

وعن اللوحة التي قدّمها له الفنان برنار رنّو قال أبو الحسن: «سُعدت جداً بالمفاجأة التي قدّمها لي الفنان رنّو، برنار فنان قدير وحساس».

وعن «ألوان موسيقية» قال: «اخترت هذا العنوان للألبوم لأنني رسام في الدرجة الأولى، ولأن الموسيقى لون. كأنني أرسم اللوحات بالموسيقى. من يستمع إلى الموسيقى كأنه يرى أمامه لوحة، أو يرى مشهداً يخطّه خياله. فأنا أقوم بالعزف، وتظهر اللوحات والمشهديات على شاشات ضخمة كأنني أرسم وأنا أعزف على البيانو».

في هذا العمل، ابتكر المؤلّف أجواء موسيقية عدّة تتميّز بانسجام تناغمي عميق وتوافق لحنيّ غريب وإيقاعات بعيدة متحرّكة، مع الإبقاء على روح الأصالة في الأبعاد الصوتية المتميّزة للمقامات الشرقية. بعض المقطوعات تعتمد على التقاسيم الحرّة فوق بساط من الأصوات الغزيرة المسترسلة من الآلات الإلكترونية. كما استعمل أبو الحسن أهمّ الآلات الشرقية كالناي، البزق، القانون، العود والكمان، ومزج موسيقاها مع موسيقى آلات أوركسترالية عالمية، وآلات إيقاعية.

يُعتبر جمال أبو الحسن رائداً في لبنان والشرق في «الملتيميديا» أي دمج وسائل التعبير السمعية البصرية المعتمدة على تقنيات الكمبيوتر أو الموسيقى الإلكترونية المرئية، إضافة إلى مؤلّفات سمفونية وموسيقى تصويرية.

تخرّج أبو الحسن من المعهد العالي للموسيقى، ومعهد «ليوناردو دافينشي» في القاهرة. أنهى دراسته العليا في التأليف الموسيقي في أكاديمية الموسيقى والفنون الدرامية في فيينا، ونال شهادةً في الموسيقى الإلكترونية وعلم السمعيّات. كما نال شهادة العلوم المتقدّمة في الموسيقى التصويرية للسينما والتلفزيون من جامعة جنوب أفريقيا، وقُدّمت مؤلفاته وعروضه الموسيقية المشهديّة في أوروبا، اليابان، الولايات المتحدة الأميركية، مصر، الأردن، الخليج العربي وفي لبنان.

هو اليوم أستاذ في المعهد الوطني العالمي للموسيقى «كونسرفتوار»، ومؤسّس ورئيس فرع الكمبيوتر الموسيقي الأوّل من نوعه. وهو أستاذ الموسيقى في الجامعة اللبنانية كلّية التربية وفي عدد من الدور العليا للمعلّمين.

يعيش أبو الحسن هذه الأيام في مسقط رأسه بتخنيه، وهي قرية وادعة في أحضان الطبيعة في جبل لبنان، حيث أسّس مختبراً موسيقياً ومحترفاً مميّزاً للفنون التشكيلية.

وقال الفنان برنار رنّو لـ«البناء»: «مشاركتي هذه في مهرجان عاليه هي الخامسة، وهذه السنة كنت من المنظمين مع الفنانة غنوة رضوان والدكتور حسين جمعة. اقترحنا الفكرة وعملنا عليها، إذ كنّا في السنوات الماضية نقيم المعارض في ساحة عاليه. أما هذه السنة فأقمنا المعرض على مدرج بيسبن عاليه. هذه المشاركة أصبحت تقليداً بالنسبة إلينا. وما يميز هذا المعرض، أنه يشهد تكريماً للموسيقار العبقري جمال أبو الحسن، وأنا عادة أرسم العباقرة وأهم شخصيات العالم العربي مباشرةً، لكنني علمت أن جمال سيوقّع ألبومه، ففاجأته ورسمت لوحة وقدّمتها له».

وأضاف رنّو: «شاركت بلوحتين مضمونهما المنظر الطبيعي الجميل، وذلك بتقنية جديدة وألوان صيفية وأبعاد ثلاثية، وميكست ميديا على اللوحات. إن معرضاً بهذا الحجم يضم 70 فنان، لا يخوّلنا سوى المشاركة إلا بمتر مربّع واحد، فيه لوحة أو اثنتان.

إنّ مهرجان عاليه مميز بأهله وبمعلمه السياحي، عروس المصايف عاليه تليق بها المهرجانات. لقد كنت من المشاركين في سمبوزيوم عاليه الأوّل منذ 15 سنة، ورسمت بشكل مباشر وقدّمت اللوحة لبلدية عاليه».

وقال النحات العالمي عبد الرحمن محمد: «أنا من منّظمي المهرجان، ومشارك بأعمال فنانين من فلسطين لكسر الحصار عن فنان فلسطين. يقال إنّهم إسرائيليون لأنهم من فلسطينيي الداخل، إنما هم فلسطينيون بأعمالهم ويجسّدون القضية الفلسطينية بأعمال رائعة جداً. كانت لي جولات في كل أنحاء العالم، وألتقي بهم في معارض في أوروبا وبعض الدول العربية. الفنان العالمي أحمد كنعان من أهم الفنانين في فلسطين، وله مقتنيات في كل أنحاء العالم، هو نحات ورسام، جسّد بلوحاته معاناة الشعب الفلسطيني حين يريد العمل بأرض 1948، في عمله هذا نرى كيف ينام العامل الفلسطيني تحت الزيتونة التي هي شعار فلسطين السلام، فهو جسّد معاناة الشعب الفلسطيني داخل فلسطين مع الصهيوني. أما خضر وشاح فجسّد ذكرى النكبة الفلسطينية الخيمة، العائلة الفلسطينية عند الخيمة، بأسلوب رائع جداً، يحاكي بموضوعية معاناة الشعب الفلسطيني حينما غادر فلسطين واضطر للنزوح. خزيمة حامد جسدت الألوان معتمدة الرسم التجريدي، الفنان ماجد المقداد يحاكي الصمت ومفتاح العودة في ظل القدس، وجسّد ذلك بفتاة مكمومة الفم».

الفنان ياسر الديراني تحاكي لوحاته ما وراء الطبيعة مجسّداً أشخاصاً بشكل بعيد عن الواقع، مستخدماً الزيت والأكريليك. الفنانة ملكة عازار شاركت بلوحتين رسمت فيهما الطبيعة بالألوان الصيفية الزاهية. والدكتور حسين جمعة كانت له مشاركة بلوحتين تحاكيان الغوص في عالم البحار.

وشاركت الفنانة فريال الصايغ بثلاث لوحات ركزت على الألوان الصاخبة، رسالتها الأمومة والمرأة والعطاء. أما الفنانة أسما ريحانة فشاركت بأربع لوحات تحاكي انتظار الأنثى الحالمة. وشارك المصوّر الفوتوغرافي زياد الشوفي بتسع صور فوتوغرافية تُظهر كل مجالات التصوير من الطبيعة، تقاسيم الوجوه، المأكولات. وعبّر عن سعادته لمشاركته الفنانين التشكليين. كما شارك الفنان السوري رضوان باقي بعمل عنوانه «كوبانيات»، يجسّد دور المرأة في كوباني وهي تقاوم في ساحة القتال وتدافع عن بلدها. والفنانة سامية خوري شاركت بلوحتين تجسّدان العلاقة الروحانية بين السماء والأرض. والنحات نعمان الرفاعي شارك بلوحة حروفية تشكيلية بعنوان «عين الحروف»، هي عبارة عن حروف بألوان زيتية ومختلفة لتعكس ألوان الربيع والحياة. أما الفنانة ميرنا عبد الساتر فشاركت بلوحتين، الأولى عن الطبيعة اللبنانية من منطقة جبيل، وجسدت في اللوحة الثانية عروساً تنتظر ليلة زفافها. وشاركت الفنانة جومانة أبو مطر بلوحتين حاكت عبرهما الطبيعة، وأضفت عليهما النغمة السريالية.

كما التقينا في جولتنا بالممثل اللبناني شوقي متّى الذي جاء لرؤية أعمال زوجته الفنانة ملك متى.

أسماء الفنانين المشاركين

من لبنان: غنوى رضوان، جهاد السماك، نبيل رضوان، برنار رنّو، أحلام عباس، سامر الخطيب، ماري خوري، نعمان الرفاعي، ملكة عازار، نزيهة السلوم، سامية خوري، منى السيّد منصور، لميس الحكيم، فريال فياض، فريال الصايغ، جومانة أبو مطر، ياسر الديراني، الياس حنا، دعد أبي صعب السوقي، عمران ياسين، زينة قباني، زينة رمّال، ميرنا عبد الساتر، سيمون مهنا، باسكال مسعود، خليل طرزي، د. نجلا شميط، جنان موسى، هالا الشيماني، ندى عيتاني، مهدي حوماني، ليليان غانم، سهام بشنق، لولوة الكوّى، علي زين الدين، غازي شزبك، مأمون عبد الخالق، أماني مرعي، زينة عامر، ديانا أبو حمزة الشامي، ماجدة البنا، آمنة محيو، فيروز عبد الخالق، هيام الحسنية، رندة الهبري، دلال الشيباني، أسما ريحانة، سالي صليبا، أسيمة الدمشقية، د. إكرام الأشقر، حسين جمعة، خولة الطفيلي، نبيل سعد، زينة الخطيب مكارم، زياد الشوفي، سامر الخطيب، رائد العريضي، رزان عاصي، دارين جابر، لميس رمّال، سهام أبو عيّاش، منى ظريف، وغسان اسماعيل.

من سورية: محمد صفوت، رضوان باقي، زهير حسيب، منصور الحناوي، نهاد عبد القادر، نزار حطب، عصام الشاطر، أيمن رضوان، ورودي جوكتار.

من فلسطين: ختام هيبي، أحمد كنعان، جميلة الهيب، خضر وشاح، خزيمة حامد، وماجد مقداد.

من العراق: أحمد حيدر، كريم عباس العامري، د. برهان حسون.

من السعودية: توفيق ناغواي، هيفاء الحسيني، ليلى مال الله.

ويستمر المعرض حتى الأحد المقبل 26/7/2015.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى