أيّها السوريّون… هذا يومكم
غالب قنديل
اليوم موعد الشعب العربي السوري مع الانتخابات الرئاسية التي تُجرى على أساس الدستور الجديد وتدشّن الانتقال التاريخي نحو دولة ديمقراطية وطنية تعددية، بعد الصمود العظيم للشعب وللجيش في وجه أعتى عدوان استعماري صهيوني استحق وصفه بالحرب الكونية التي يتصدّى لها السوريون بإرادة المقاومة والصمود بزعامة الرئيس والقائد المقاوم الدكتور بشار الأسد.
أيّها السوريون…
اليوم تؤكدون عزمكم على مواصلة مسيرة استرجاع الأمان في وجه الفوضى والإرهاب واللصوصية التي نشرتها جماعات الإرهاب والتكفير وزمر عملاء الناتو و»إسرائيل» والحلف التركي السعودي القطري .
اليوم تؤكدون موقفكم الوطني التحرّري ضدّ الهيمنة والاستعمار وتمسكّكم بالاستقلال الذي فرضه الآباء والأجداد ودفعوا دماءهم ثمناً له في مقاومة الاحتلالين العثماني والفرنسي، فكانت سورية بلدكم الدولة العربية الوحيدة التي استحقت استقلالها وسيادتها في القرن الماضي بالمقاومة وبالدماء والتضحيات.
اليوم تجسّدون إيمانكم بوحدة التراب والشعب وإصراركم على دحر جميع مشاريع التفتيت والفتن وسيركم في خط تفكيك آلة العدوان بالمصالحات التي تستردّ إلى حضن الوطن ألوف الشبّان السوريين من صفوف الجماعات التي نشرت الفوضى والموت والقتل في جميع المناطق السورية.
اليوم ينظر العالم بأسره إلى هبتكم الحضارية دفاعاً عن وطنكم، وإلى اختياركم طريق التغيير السياسي بالانتخاب، لإرساء ديمقراطية تعددية انطلاقاً من الانتخابات الرئاسية التنافسية، وأياً يكن مرشحكم، فصوتكم هو للحلّ السياسي الوطني وضدّ المخططات الأجنبية المرسومة لفرض الهيمنة الغربية الصهيونية التي يريدون إخضاع سورية لنيرها والانقلاب على دور سورية التاريخي الذي تجسّد بكونها الدولة العربية الوحيدة المقاومة التي منعت تمدّد السيطرة الصهيونية، ورفضت التنازل عن حقوقها وعن قضية فلسطين، وظلت بجميع إمكاناتها حاضنة للمقاومة.
اليوم تعادل أصواتكم مقدار وفائكم العظيم لجيشكم الأبي، الجيش العربي السوري، ولدماء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم دفاعاً عن الوطن والشعب.
اليوم تؤكدون مقاومتكم للإرهاب التكفيري وتمسككم بروح الإخاء والشراكة المصيرية وبحرية جميع المكوّنات الدينية والثقافية لشعب سورية، وتقفون مع جميع المرجعيات الدينية الوطنية التي تحرّكت لصدّ العدوان على الوطن فقدمت الشهداء وتكبّدت التضحيات في وجه من دنّسوا مقدساتكم واستباحوا مساجدكم وكنائسكم وأشرعوا سيوف الغدر والقتل، بعدما استقدم المعتدون إلى بلدكم جحافل الإرهابيين والمجرمين والمرتزقة من جميع أنحاء العالم، وتلك المرجعيات جسّدت في مواقفها إرادتكم وعزمكم على حماية سورية نموذجاً عالمياً فريداً للوحدة في الوطن ولاحترام حرية الاعتقاد لدى جميع المؤمنين في سورية، وتكريساً لغنى الثقافة السورية بتنوّع مواردها في ظلّ دولة وطنية حرة مستقلة هي قلعة العروبة وقلبها النابض.
أيها السوريون… اليوم تجسّدون ثقتكم بقائد مقاوم تحدّى العالم في سبيل الدفاع عن سورية وعن الشرق كله، وشكل صموده الأسطوري خلال السنوات الماضية أمثولة لشعوب الأرض المناضلة في سبيل التخلص من الهيمنة الأميركية. هذا القائد الذي تصدى للغطرسة والعدوان، والتصق بشعبه واهتدى بإرادتكم في كلّ خطوة وكلّ قرار يستمدّ شرعيته التاريخية منكم.
أيّها السوريون… إنّ صمودكم العظيم شرع يغيّر العالم والمنطقة، وقد أسقطتم جميع الأقنعة وفضحتم بوعيكم حقيقة حلف العدوان الذي يدعم جماعات التكفير الإرهابية وزمر عملاء «إسرائيل» الذين يدرّبهم المعتدون ويسلّحونهم ويموّلونهم للنيل من وطنكم.
أيّها السوريون… هذا اليوم هو يومكم وفيه كلمتكم الفاصلة وطوفانكم في الساحات ومراكز الاقتراع يحمل بشارة النصر القادم لا محالة بقيادة الرئيس بشار الأسد… إنه يوم أغرّ للعروبة والمقاومة ولإرادة الشعوب التي لا تنكسر.
عضو المجلس الوطني للإعلام