كيري يلتقي لافروف في الدوحة لبحث الملف السوري والجيش يتقدم في الزبداني
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الشعب السوري فقط هو من يملك زمام حل الأمور ولن يستطيع أحد أن يؤثر عليه، مؤكداً الحاجة إلى تحالف دولي لمواجهة الإرهاب التكفيري.
وأضاف المعلم في مؤتمر «الإعلام في مكافحة الإرهاب التكفيري» المنعقد في العاصمة السورية دمشق قائلاً «أي حل سياسي لا ينتج من الحوار بين السوريين ولا يضع مكافحة الإرهاب في الأولوية لن يكون مجدياً»… «والحكومة السورية لديها أفكار بنّاءة من أجل الوصول إلى حلّ سياسي، ويمكن طرحها للحوار بين السوريين.
الى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه سيزور قطر في أوائل آب المقبل، حيث سيلتقي وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، ويبحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ملفي سورية وإيران.
وقال كيري أمس خلال إفادة له أمام مجلس العلاقات الدولية في نيويورك «بعد 10 أيام سأتوجه إلى الدوحة لبحث الاتفاق النووي الإيراني مع دول مجلس التعاون الخليجي».
وتوقع وزير الخارجية الأميركي بأن تتركز محادثاته في الدوحة على مسألة ضمان أمن المنطقة ومحاربة الإرهاب والحيلولة دون تمويل المتطرفين وقال إنه سيعقد لقاء مع لافروف خلال الزيارة، ويتناول تصرفات إيران والتطورات في سورية.
تصريحات كيري جاءت في وقت أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الضربات التركية لقواعد تنظيم «داعش» في شمال سورية كانت خطوة أولى، مشيراً إلى أن الاجراءات ضد المتشددين الإسلاميين والأكراد واليساريين ستستمر.
وأضاف إردوغان في حديثه للصحافيين في إسطنبول أمس، إن على الجماعات المتشددة أن تلقي أسلحتها أو أن تواجه العواقب.
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو إن الشرطة بدأت حملةً أمنية تستهدف جماعات متشددة في 13 إقليماً تركياً. وكان مكتب رئيس الوزراء التركي أعلن أن الحكومة عازمة على التصدي لتنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد «على حد سواء».
وقال داود أوغلو في مؤتمر صحافي إن 297 شخصاً بينهم 37 أجنبياً اعتقلوا خلال المداهمات التي نفذت في أنحاء مختلفة من البلاد. وأكد أن العملية «حققت هدفها ولن تتوقف»، وأشار إلى «ان أدنى تحرك يشكل خطراً على تركيا سيؤدي الى أقسى ردود الفعل»، مضيفاً: «أقول ذلك هنا بوضوح تام، إن مشاركة تركيا في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في سورية غير واردة إطلاقاً… لكننا سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية حدودنا».
وتأتي تصريحات أوغلو في وقت قصفت فيه الطائرات التركية أهدافاً لـ «داعش» داخل الأراضي السورية، ولكن رئيس الوزراء التركي أكد أن هذه الغارات تمت من فوق الأراضي التركية، وأن الجيش التركي لم يدخل الأراضي السورية.
واستهدفت ثلاث مقاتلات تركية من طراز «اف 16» مواقع للتنظيم في وقت مبكر من صباح أمس، في حين ذكرت وسائل إعلام تركية أنّ الجيش التركي وضع قوّاته في حالة استنفار وتأهّب إستعداداً لردع أي هجوم محتمل من قبل عناصر «داعش»، وأنّ القوات التركية قصفت مواقع للتنظيم في قرية عيّاشة التابعة لمدينة أعزاز بريف محافظة حلب السورية.
وجاء تحرك تركيا بعد ساعات من قول مسؤولين في واشنطن إن انقرة وافقت على السماح للطائرات الأميركية بشن غارات انطلاقاً من القواعد العسكرية التركية قرب الحدود السورية، لا سيما قاعدة انجرليك جنوب البلاد، بعد أن تخلت عن معارضتها السابقة.
وأكّد المسؤول الأميركي أن إستخدام القواعد التركية مثل قاعدة انجرليك الجوية سيعزّز فعالية تحالف واشنطن ضد التنظيم الارهابي.
ميدانياً، واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في الزبداني وتمكنت وحداته من السيطرة على شارع وحي الكحالة، وتابعت تقدمها باتجاه ساحة المهرجان في الأحياء الجنوبية الشرقية للمدينة.
وفي السياق، ساد الهدوء الحذر في محيط بلدتي نبل والزهراء في ريف ادلب بعد قصفهما أمس بنحو 100 صاروخ، بعد أن تمكنت اللجان الشعبية المدافعة عن البلديتين من صد هجوم عنيف للمسلحين.
واستهدف المسلحون البلدتين بنحو 1200 قذيفة صاروخية منذ انطلاق الهجوم الفاشل، ما أدى الى استشهاد عدد من المدنيين وجرح آخرين اضافة الى اضرار مادية كبيرة.