«الست» تمدّ لسلام حبل النجاة: صيدا مكباً للنفايات!

يوسف الصايغ

يبدو أنّ تيار المستقبل يعمل جاهداً على إنقاذ حكومة الرئيس تمام سلام الغارقة في أزمة النفايات التي باتت تغطي معظم المناطق اللبنانية، وبشكل خاص العاصمة بيروت التي تتحوّل شوارعها ليلاً الى محرقة بعد أن باتت مكباً عشوائياً للنفايات المتكدّسة في شوارعها وأحيائها.

وبعد أن فشلت الحكومة في التوصل إلى حلّ لمعالجة مشكلة تراكم النفايات على أُثر إغلاق مطمر الناعمة بشكل نهائي، وبعد ان تمّ رفض نقل نفايات العاصمة الى عكار، أتى حبل النجاة لسلام عبر النائب بهية الحريري التي قامت بزيارة إلى السراي برفقة وزير البيئة محمد المشنوق، وعقدت وإياه اجتماعاً بعيداً عن الأضواء مع الرئيس سلام، وبحسب المعلومات التي رشحت عن الاجتماع المذكور فإنّ الحريري عرضت على سلام إمكانية استخدام محرقة صيدا للتخلص من نفايات العاصمة.

ولعلّ هذا ما يفسّر إعلان وزير البيئة أنّه «وحتى فضّ العروض، سيتمّ نقل ما أمكن من نفايات إلى معمل صيدا لمعالجة النفايات، وإلى أماكن اخرى دون أن يحدّدها».

مصادر صيداوية تشير لـ«البناء» إلى أنّ الحريري ضربت عرض الحائط بسلامة أبناء صيدا وصحتهم، وقرّرت أن تضحّي بهم من أجل إنقاذ الرئيس سلام المحسوب على تيار المستقبل من هذه الأزمة المستجدة التي تهدّد حكومته، وفي هذا الإطار لفتت المصادر الى أنّ الحريري أشارت الى إمكانية استقبال 300 طن من نفايات بيروت والضاحيتين في محرقة صيدا، ولكن الكمية ستكون أكبر بكثير من الرقم المعلن، كما كلام مدير معمل النفايات في صيدا نبيل زنتوت الذي أشار إلى أنه يتمّ البحث في استقبال حوالي 300 طن إضافي من النفايات لتخفيف العبء عن باقي المناطق، وبالتالي تسأل المصادر: هل تبرّعت الست بهية بصيدا مكباً للنفايات؟

كذلك تشير مصادر لـ«البناء» الى فضيحة أخرى الى جانب فضيحة تحويل صيدا الى مكبّ، وهي «أنّ معمل صيدا لن يكون قادراً على استيعاب القمامة التي سترفع في يوم واحد من بيروت الى صيدا وعليه سيتمّ طمر القسم الأكبر من النفايات التي سيتمّ استقدامها في حوض الحاجز البحري المغلق».

من جهة ثانية تسأل المصادر عن موقف القوى السياسية الصيداوية التي اكتفت بإصدار بيانات الشجب والاستنكار رداً على طرح «الست بهية» التي كانت تصف صيدا بمدينة رفيق الحريري، لكنها على ما يبدو تريد تحويلها الى ملك خاص لـ «آل الحريري»، وتشير ايضاً الى التجاوزات الحاصلة خصوصاً أنّ بلدية صيدا المحسوبة على التيار الأزرق رفضت كلّ ما يُشاع حول نقل اي نفايات الى المدينة.

وكان رئيس بلدية صيدا بالتكليف، نائب الرئيس، ابراهيم البساط أشار في حديث إذاعي الى «اننا في صيدا لا نستطيع استقبال كميات من النفايات من خارج المنطقة»، وأكد أنّ «صيدا مجتمعة ترفض ذلك، وهو موقف أعلنه مراراً وبشكل واضح رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي».

وأكد أيضاً أنّ «قدرات معمل الفرز في صيدا محدودة ولا يستوعب كميات كبيرة ولن يتمكن من أن يعالج نفايات بيروت وضاحيتيها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى