كنعان: لن نكون شهداء السياسة بل شهود الجمهورية القوية
أوضح أمين سرّ تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان أننا «من رحم المخاطر ولدنا، وكالذهب خرجنا من نار الويلات ولم تقعدنا التجارب».
وخلال مشاركته في اللقاء الذي أقامته الرابطة السريانية في كنيسة مار يعقوب السبتية، لمناسبة الشهداء السريان، قال كنعان: «قد تكون الأحداث والتطورات وضعتنا مرة جديدة عند مفترق الطرق، بين أن نكون أو لا نكون، أن نستمر بحضورنا ودورنا وحقوقنا الدستورية والميثاقية، صلة وصل وجسر تلاق ونقطة توازن واستقرار، أو أن نرضخ ونستسلم فنضعضع ونفرق ونعامل كجماعة غير مؤثّرة، تقول فلا تسمع، وتطالب فلا يستجاب لها».
وأضاف «لقد قررنا، كما عاداتنا في وجه المحن، أن نحوّل المستحيل إلى ممكن، وأن نضيء، بجهودنا وتلاقينا وتصميمنا على الفعل، شمعةً بدل أن نلعن الظلام إعلان النيات مع القوات اللبنانية هل هي واقعيةٌ ام مجرد أحلام؟ الإجابة عند كل واحد منّا أيها الحضور الكريم».
وأضاف: «قبل مئة عام أرادونا أن نبقى مجرّد ذكرى، فنندثر ويُمحى أثرنا بالتجويع والتنكيل وحدّ السيوف، ظنّوا أنهم وضعوا الحجر على قبرنا، فأثبتنا مرة أخرى أننا أبناء القيامة، وبدل أن نجتمع اليوم، لنقف دقيقة صمت على رحيلنا، نرفع الصوت لنثبت أننا جماعة نجحت بتمسكها بقناعاتها وهويتها ودورها بأن تدحرج الحجر، وتنقل شعلة إرادة البقاء من جيل إلى جيل».
وتابع: «في ضوء ما يحصل عندنا ومن حولنا، قد يسأل البعض ما العمل إذاً؟ الإجابة بسيطة جداً: أن نستمر بالعمل، وأن نبادر ولا ننتظر هبوب العواصف أو هدوءها لنحدد وجهتنا. فكما أنّ صراع الأمم ليس لمصلحتنا، فلا شيء يضمن أن يكون وئامها لمصلحتنا أيضاً. لذلك، فالمطلوب أن لا نبقى متفرجين ومتلقّين، بل أن نبادر في اتجاه بعضنا البعض بصناعة فكرية لبنانية، تشكّل الدرع الواقية وشبكة الأمان على أساس مشروع واضح المعالم، قوامه الدستور الذي يؤمّن المساواة بالحقوق والواجبات تحت سقف واحد، فإما أن نكون شركاء في جمهورية واحدة غناها التعددية والتنوّع، أو لا نكون».
ولفت إلى أنّ «لبنان رسالة في الشرق والعالم، ولكن وقبل كل شيء، عليه أن يوجد كدولة ومؤسسات تقوم على احترام الميثاق والعقد الذي ارتآه الآباء المؤسسون لهذا الكيان، بأن يكون وطن الحرية والتعددية والشراكة الفعلية بين كلّ مكوناته. من هنا، وجب علينا إعادة المركب إلى وجهته الصحيحة، بعدما ضلّ على مدى عقدين ونيف، فكان الخلل الذي نعيشه ونعاني منه، فلبنان الرسالة يفقد طعمه ولونه وعلّة وجوده إذا خسر المسيحيون فيه دورهم وحضورهم من رأس الهرم إلى أسفله، لذلك وحتى لا نكون شهداء السياسة وتسوياتها هذه المرة أيضاً، قررنا أن نكون شهود الجمهورية القوية وركنها الأساس هو الرئيس القوي في بيئته القادر على تصويب الشراع ليعود المركب إلى وجهته الصحيحة».