أزمة النفايات مكانها وعكار ترفض قرارات حمد المشنوق التقى رؤساء اتحادات: طمر موقت في المقالع
فيما تراوح أزمة نفايات العاصمة وضاحيتيها مكانها من دون الاتفاق على حل، أثار مشروع رئيس بلدية بيروت بلال حمد لطمرها في بلدة سرار العكارية، اعتراض بعض نواب القضاء وأهله. وسارع نائبا عكار معين المرعبي وهادي حبيش للاجتماع مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مكتبه وتم البحث في هذا الموضوع.
بعد الاجتماع، قال المرعبي: «نيابة عن نواب وأهالي عكار المقهورين والمظلومين من القرارات الهمايونية التي اتخذها رئيس بلدية بيروت بلال حمد والتي تعد قرارات غير شرعية وغير قانونية ولا تراعي المالية العامة بأي شيء، خصوصاً انه لا يملك الصلاحيات بأن يقوم بتوقيع عقد مع أي صاحب أرض أو أي مكب من أجل رمي النفايات فيها. ولمسنا تفهماً كاملاً من معالي وزير الداخلية وطمأننا ان هذه المسألة لا يمكن ان تحصل وان المؤازرات والعنتريات الأمنية التي تم الحديث عنها غير واردة ولن يحصل أي أمر في شأن رمي النفايات إلا برضا أهالي عكار، وعلى أبناء عكار أن يطمأنوا إذ لن يكون هناك أي ضرر أو أي تحدٍ لهم».
وأضاف: «هذا بالنسبة الى موضوع النفايات التي أخذت هذه الهمروجة من دون فعالية والتي يتحمل مسؤوليتها رئيس البلدية ووزير البيئة. وهنا أسمح لنفسي وليسمح لي وزير الداخلية، وقد أكون أتجاوز قليلاً من اللياقة فيما سأقوله، إنه يجب على أبناء بيروت وعلى اللبنانيين جميعاً أن يطالبوا باستقالة كل من رئيس البلدية ووزير البيئة».
كما أكد خطباء مساجد عكار رفضهم إدخال أي نفايات إلى المحافظة.
ومساءً قطع عدد من الشبان طريق حلبا – القبيات عند مفترق كوشا، بعد ورود معلومات عن نقل النفايات من بيروت إلى عكار.
وكان حمد أكد خلال استقباله وفداً من رؤساء الجمعيات البيروتية «أن المجلس البلدي لمدينة بيروت يحاول إيجاد الحلول وقد عقد جلسة استثنائية واتخذ قرارات بهذا الصدد لوضع الحلول لهذه الكارثة البيئية وينتظر دعم مجلس الوزراء لهذه الخطة لإنقاذ بيروت من هذا الخطر الكبير».
وفي مسألة رش المبيدات وعد حمد «بمطالبة المحافظ بتوقيع دفتر الشروط لهذه الغاية بأسرع وقت».
المشنوق في الصيفي
من جهته التقى وزير البيئة محمد المشنوق رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في الصيفي حضره أعضاء من المكتب السياسي الكتائبي اضافة رؤساء اتحاد بلديات جبل لبنان.
وأوضح المشنوق «أننا لن نلجأ إلى القوى الأمنية ولن نقوم بأي عمل بالقوة، لكن نحن نعتمد على التجاوب من قبل الأهالي والبلديات لا سيما أن أزمة النفايات موجودة لدى الجميع ونعمل معاً على إخراجها من عنق الزجاجة».
وأعلن أنه «تم الاتفاق على أن تختار وزارة البيئة من مجموعة أماكن مقترحة من مقالع وغيرها لوضع النفايات فيها لفترة موقتة لا تتجاوز الـ9 أشهر»، شارحاً انه «سيطلب من المتعهدين الذين سيفوزون بالمناقصة، التي سيُعلن عنها خلال 15 يوماً، أن يتعهدوا برفع هذه النفايات وطمرها حسب الأصول المقررة في العقود».
ولفت المشنوق الى ان «هذه الإجراءات ستساعد في حلّ مشكلة عدد من الأقضية»، آملاً «بحصول تجاوب من قبلها عندما نختار الأماكن التي ستوضع فيها النفايات للمعالجة بصورة موقتة»، كما تمنى ان «تعقد اجتماعات اخرى كي نخفف من ازمة النفايات في كل المناطق».
من جهة أخرى، وفي وقت رفض رئيس بلدية صيدا محمد السعودي وفعالياتها، استقبال المدينة نفايات أي منطقة لبنانية أخرى، أشار المدير العام لمعمل معالجة النفايات الصلبة في صيدا نبيل زنتوت إلى «اننا جديون في عرض خدمات المعمل وفي اقتراحنا أن يستقبل نفايات بيروت أو غيرها من المناطق، لكن الموضوع اليوم في يد نواب المدينة ورئيس بلديتها الذين يتابعون القضية مع رئيس الحكومة ووزير البيئة، إلا اننا كمعمل ومن الناحية التقنية، جاهزون للمضي في الاقتراح قدماً، ولو لم نكن متأكدين من ان المعمل يستطيع استيعاب كمية اضافية من النفايات لما كنا قدمنا هذا الاقتراح».
ولفت إلى أن «هناك شروطاً معينة تضعها بلدية صيدا وأنا لا أستطيع مخالفة هذه الشروط، التي تتعلق بالعوادم، علماً أنها خالية من المواد العضوية، والتي يرفض رئيس البلدية طمرها في المنطقة».
«القومي»
إلى ذلك، حذرت مديرية الشويفات التابعة لمنفذية الغرب في الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أصدرته، من خطورة تحويل شاطئ خلدة ـ منطقة الكوستا برافا ـ إلى مكبّ للنفايات، معتبرة أن أي خطوة في هذا الاتجاه غير مقبولة لأنها غير مجدية وتنطوي على مخاطر بيئية وصحية كبيرة.
ومما جاء في بيان مديرية الشويفات:
«إن ما يتم تداوله عن إمكانية تحويل شاطئ خلدة البحري منطقة الكوستا برافا إلى مكب لتجميع النفايات، هو استنساخ لمكب صيدا، وبالتالي فإنه يحرم رواد شاطئ الأوزاعي ـ خلدة من متنفسهم الوحيد، كما انه يهدد الثروة السمكية.
«إن مديرية الشويفات في «القومي» تعتبر أن هذا النوع من «الحلول» غير مقبول، لأنها تنقل الضرر من مكان إلى آخر، في حين أن المطلوب من الحكومة اللبنانية حلول جذرية ونهائية، وليس حلولاً موقتة وإشكالية.
«تهيب مديرية الشويفات بجميع أهلنا في منطقة الشويفات خلدة بعدم حرق النفايات لأن ذلك يسبب أمراضاً خطيرة للناس لا سيما الأطفال، وهناك خطر من أن تتمدد الحرائق إلى المنازل القريبة، أو تُحدث ضرراً بالشبكة الكهربائية.
«ترفض مديرية الشويفات إقامة أي مسلخ في المدينة، لا يراعي الشروط الصحية السليمة ولا يخضع لرقابة حقيقية من قبل الدولة.
«تؤكد مديرية الشويفات وقوفها إلى جانب أهلنا في الشويفات والبلدية والجمعيات المدنية، في مواجهة أي قرار يلحق أضراراً بيئية وصحية بالمدينة وأهلها».