مشهد الاقتراع في الانتخابات الرئاسية السورية: عرس وطني سوري… تأييد روسي… و«عار» أميركي
لم يكن مشهد الاقتراع في الانتخابات الرئاسية السورية أمس متوقعاً. فالزحف البشري الكبير الذي غصت به مختلف المحافظات السورية لم يكن عادياً في ظل ظروف أمنية استثنائية.
ملايين السوريين توجهوا منذ الصباح الباكر لصناديق الاقتراع، للادلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية تعددية منذ 40 عاماً، ما دفع باللجنة القضائية العليا المسؤولة الى تمديد مدة الاقتراع خمس ساعات اضافية لنهاية يوم أمس.
انتخابات تعددية واكبتها مجموعات المعارضة المسلحة بعشرات القذائف والصواريخ التي استهدفت أغلب المحافظات وأسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين وجرح آخرين، من دون نتيجة. فالسنوات الثلاث التي عاشها السوريون في ظل حرب شرسة وموت يومي لن يغيرها قليل من القذائف، تعودوا على سقوطها يومياً وباتت روتيناً مملاً يواكب حياتهم وتخطف نساءهم ورجالهم.
«العرس الوطني» السوري أغاظ العالم واعتبرته الادارة الأميركية «عاراً». فيما وصفه أحد المراقبين الروس المواكبين له «بالمتوافق والمعايير الدولية المتعارف عليها من ناحية النزاهة والشفافية وحرية الاقتراع».
الانتخابات المحسومة سلفاً بنظر كثير من السوريين لصالح الرئيس الحالي بشار الأسد، بسبب شعبيته التي تزايدت في شكل كبير خلال سنوات الحرب الثلاث، وصفتها «المعارضة» بالمسرحية، التي يبدو أن السوريين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم قد اتقنوا تمثيلها بطريقة احترافية وفي مناطق كانت حتى وقت قريب تعد معاقل مهمة لـ «الثوار»، فغصت يبرود ودرعا وحمص ودير الزور وريفي دمشق وحلب بأعداد هائلة من المواطنين المشاركين في هذه «المسرحية»، حيث استلم كل منهم دوره. فبعضهم أخذ دور الشهيد الذي اصابته «قذيفة حرة» خلال توجهه لصندوق الاقتراع وآخرون فضلوا دور الجرحى وهكذا…
فبدا مشهد السفارة السورية في لبنان خلال مرحلة اقتراع المقيمين في الخارج نقطة صغيرة في ماء بحر الحشود البشرية الهائلة التي توافدت الى نقطة المصنع الحدودية، على رغم تهديد ووعيد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، والاستفزازات التي واجهها السوريين من قبل أنصار فريق 14 آذار اثناء توجههم الى المصنع.