أنقرة: لن نتوغل برياً في سورية وسنوفر غطاء جوياً لـ«المعارضة»
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، إن بلاده لا تنوي إرسال قوات برية إلى سورية، ولكنها اتفقت مع واشنطن على ضرورة توفير غطاء جوي «للمعارضة السورية المعتدلة».
ونقلت صحيفة «حرييت» عن أوغلو قوله لرؤساء تحرير وسائل الإعلام التركية إذا لم نرسل وحدات برية على الأرض ولن نفعل، فلا بد من حماية تلك القوات التي تعمل كقوات برية وتتعاون معنا، مشيراً إلى أن ثمة أرضية مشتركة بين أنقرة وواشنطن للتوصل إلى اتفاق بشأن فتح القواعد الجوية، على رغم الخلافات السياسية بينهما تجاه سورية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تفعيل التعاون الثنائي والإقليمي لمواجهة تهديد «داعش».
وأفاد الكرملين في بيان بأنه خلال الاتصال الهاتفي الذي بادر إليه الجانب التركي، تبادل الرئيسان الآراء حول الوضع في الشرق الأوسط، وبخاصة في سورية والعراق، من ناحية تكثيف التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بهدف رفع فعالية مواجهة التهديدات الناجمة عن تنظيم «داعش».
وتابع البيان أنه «تمت الإشارة إلى أن التصدي الناجح لانتشار الإرهاب والتطرف يتطلب تنسيق جهود جميع الدول المعنية على أساس القانون الدولي».
وقال البيان إن الطرفين بحثا كذلك الجوانب الملحة للتعاون الروسي ـ التركي وآفاق الاتصالات على أعلى المستويات
جاء ذلك في وقت دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ تركيا إلى مواصلة البحث عن حل سياسي مع الأكراد، مؤكداً في الوقت نفسها حقها في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حزب العمال الكردستاني وعدم حاجتها لمساعدة من الحلف.
وقال ستولتنبرغ أمس إن «كل الدول تمتلك حق الدفاع عن نفسها. ولدى تركيا حق حماية نفسها من هجمات الإرهابيين، لكن من المهم أن تكون الإجراءت المتخذة متناسبة، ولا تسفر عن تصعيد الأزمة من دون أي سبب»، مؤكداً أنه لا يجب أن تعيق أي هجمات إرهابية البحث عن حل سياسي مع الأكراد.
وفي تصريح آخر، اعتبر الأمين العام للحلف أن تركيا لديها جيش قوي ولا تحتاج إلى مساعدة عسكرية من «الناتو». وقال إن «تركيا لديها جيش قوي جداً وقوات أمنية قوية جداً»، مضيفاً: «لم يقدم بالتالي طلب من أجل الحصول على دعم عسكري من الحلف الأطلسي».
وذكر ستولتنبرغ أن الحلف نشر منذ مطلع عام 2013 صواريخ باتريوت جنوب شرقي تركيا لتعزيز الدفاعات الجوية.
ويعقد سفراء الدول الـ28 الأعضاء في «الناتو» اليوم الثلاثاء في بروكسيل مشاورات حول تصاعد التوتر بين أنقرة من جهة والمتمردين الأكراد وتنظيم «داعش» من جهة أخرى.
في السياق نفسه، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أكد في مكالمة هاتفي مع نظيره الألماني فرانك شتاينماير، أن أنقرة لا تسعى إلى وقف المفاوضات السلمية مع حزب العمال الكردستاني، داعياً الأخير إلى اتباع النهج نفسه.
واعتبرت المتحدثة أن استمرار المفاوضات السلمية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني وتتويجها بنجاح، سينعكس إيجابياً على تركيا والمنطقة بأسرها.
بدوره أشار المتحث باسم وزارة الدفاع الألمانية إلى أن الوضع في تركيا لا يؤثر في جنود البونديسفير الجيش الألماني الذين يتولون تشغيل وصيانة منظومة الصواريخ المضادة للجو المتمركزة على بعد 100 كلم عن الحدود التركية – السورية، مؤكداً أن السلطات الألمانية «تراقب الوضع عن كثب» وتتبادل المعلومات مع أنقرة.
وفي السياق، سقطت قذائف عدة أطلقتها دبابة تركية أمس على قرية زور مغار التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي بريف عين العرب شمال سورية، وسط أنباء عن وقوع إصابات.
ونقل عن نشطاء قولهم إن القصف على القرية الحدودية مع تركيا، أوقع 4 جرحى على الأقل في صفوف المقاتلين الأكراد، فيما دعت وحدات الحماية أنقرة إلى وقف ما وصفته بالعدوان على قواتها.
وقالت في بيان إن الجيش التركي قصف مواقعها في قرية على مشارف مدينة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، مشيرة إلى أن قذائف عدة أطلقتها الدبابات عبر الحدود أصابت مواقعها وأن الجيش التركي يستهدفها بدلاً من «الإرهابيين».
إلى ذلك، أعلن مسؤول في الحكومة التركية طلب عدم كشف هويته، أن العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في سورية والعراق لا تستهدف أكراد سورية، بل القضاء على المخاطر الموجهة ضد الأمن القومي التركي المتمثلة في تنظيم «داعش» في سورية وحزب العمال الكردستاني في العراق، مؤكداً أن وحدات حماية الشعب الكردية ليست ضمن أهداف العمليات.