القنص على مركز جديدة يابوس تقف وراءه مجموعة عبرت من لبنان عدد السوريين الذين عبروا المصنع تجاوز الـ 30 ألفاً
البقاع ـ أحمد موسى
موعد سورية مع الانتخابات الرئاسية كان فريداً في ظروفه ومقدماته وتداعياته. هي انتخابات قد تكون الوحيدة في العالم التي لأجلها جرت حرباً شبه عالمية، ولأجل القفز فوق المتوقع من نتائجها حددت مواعيد إطاحة وضربت مواقيت عزل ودعوات رحيل. السوريون اقترعوا لا لاختيار رئيس بات فائزاً قبل أن يفوز، بل لتحديد مستقبل بلدهم ودوره وموقعه ووحدة جغرافيته، وعلى امتداد الجغرافيا الادارية السورية كان الاقتراع في مختلف المحافظات، على رغم تهديدات ما يسمى بـ«الجيش الحر» وتفجيرات النصرة.
وما الرصاص الذي انهمر على الناخبين في مركز الاقتراع الحدودي في جديدة يابوس ومصدره جرود الزبداني السورية المتلاصقة لجرود عنجر اللبنانية، لم يكن وليد ساعة بل ووفق معلومات ومصادر أمنية مطلعة «خُطط لها مسبقاً، بمكانٍ ما ليس بعيداً من تلك السلسلة الملاصقة لمنطقة ذات بيئة حاضنة»، وبحسب تلك المصادر فإن معلومات كُشف النقاب عنها مفادها «أن مجموعة قوامها سبعة افراد لبنانيين وسوريين تتعقبهم الأجهزة الأمنية اللبنانية منذ فترة ليست بعيدة شوهدت وهي في منطقة جردية وتسلك طرق ترابية غير شرعية تُوصل البقاع الأوسط بمرتفعات وجرود الزبداني، وهي كانت سابقاً طرقاً تستخدم للتهريب»، وأضافت المعلومات «ليس مستبعداً أن تلك المجموعة هي التي أطلقت بعض الرصاص الذي لا يبلغ مداه ومبتغاه المطلوب».
مصدر في الجمارك اللبنانية رفض الكشف عن اسمه أكد لـ«البناء» أن «عدد السوريين الذين دخلوا إلى سوريا للاقتراع يقدّر بنحو 5 آلاف مواطن سوري حتى الحادية عشرة قبل ظهر أمس، إلا أن هذا العدد قابل للإزدياد بخاصة مع تمديد مهلة الإقتراع التي قرّرتها وزارة الداخلية السورية ولجنة الإنتخابات السورية العليا وقد يصل متجاوزاً الـ17 ألفاً». فيما كشفت مصادر الأمن العام في المصنع لـ«البناء» أن «6628 ناخباً سورياً عبروا الاراضي اللبنانية حتى الساعة 11 قبل الظهر». إلاً أنه ووفق مصادر متابعة لعمليات تأمين عبور الناخبين السوريين فإنها أحصت عبور 30 ألفاً حتى الثانية بعد الضهر، وقد تصل حتى 45 ألفاً مع تمديد مهلة الإقتراع».
من درب جلجلة فرضها الارهاب الى طريق ديمقراطية كرستها الدولة السورية، تعبر سورية اليوم نحو انتخاباتها الرئاسية المتعددة. خرج السوريون منذ ساعات الصباح الأولى، فيما آخرون افترشوا الأرض ليلاً قرب نقطة المصنع الحدودي البري الوحيد، رموا وجعهم في بردى ورفعوا صوتهم في صناديق اقتراع تعيد الأمر للشعب السوري الذي ما رضخ لاملاءات وتسويات الخارج. انتخابات سورية أعادت تصويب البوصلة نحو حل سوري داخلي بمسلك اجباري بعيداً من الخارج ومقترحاته ومؤتمراته.
وفي لبنان وعلى رغم قرار وزارة الداخلية القاضي بـ«إسقاط صفة نازح عن كل سوري يدخل الاراضي السورية يتفاعل»، فإن كثراً من السوريين الذين التقت بهم «البناء» قُبيل عبورهم الحدود اللبنانية إلى سورية للإقتراع، رأوا فيه «عدم صلاحية قانونيته ولا يُشكل لهم أي عائق يحول دون تأدية واجبهم القومي والوطني»، وهذا ما عبّر عنه آخرون في أقلام الإقتراع في جديدة يابوس، واضعين ذلك في إطار «حملة الترهيب والترغيب والإقصاء». وأشار عدد من الناخبين السوريين في جديدة يابوس لـ«البناء»، «أن الهدف هو منع السوريين من المشاركة في الانتخابات».