هل تغلق تركيا الحدود أمام تدفّق «الدواعش» إلى سورية؟
يبدو أنّ التفجيرات الإرهابية التي طاولت تركيا، وآخرها تفجير «سروج»، أيقظت حكومة «العدالة والتنمية» والرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، ونبّهتهما حول مسألة خطيرة جدّاً لطالما أشار إليها كل من أراد عن حقّ القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، ألا وهي مسألة تدفّق الإرهابيين عبر أراضيها إلى الداخل السوري. وهنا، يبرز السؤال الأهم: هل تغلق تركيا الحدود أمام تدفّق «الدواعش» إلى سورية.
الهجمات التركية التي طاولت مقرات لتنظيم «داعش» في سورية، حظيت باهتمام كبير في الصحف الغربية، إذ سلّطت الأضواء على هذه الهجمات، مثيرة تساؤلات عدّة.
صحيفة «إلباييس» الإسبانية أشارت إلى مطالبة تركيا حلف شمال الأطلسي بعقد اجتماع اليوم الثلاثاء للتشاور حول زيادة التوتر بين أنقرة من جهة، و«المتمردين الأكراد» و«داعش» من جهة أخرى. وقالت إن دوامة العنف من المعركة الثلاثية من تركيا مع الحدود مع سورية والعراق، ومجموعة حزب العمال الكردستانى المسلح وتنظيم «داعش»، دوامة مستمرة وتصدّر الآن لحلّها حلف شمال الأطلسي.
بينما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أنّ مسؤولين أميركيين وأتراكاً، قالوا إن واشنطن وأنقرة اتفقتا على خطة تنصّ على عمل الطائرات الحربية الأميركية و«المتمردين السوريين» والقوات التركية معاً، لتطهير الشريط الحدودي، الذي يبلغ طوله 60 ميلاً، بين سورية وتركيا من عناصر تنظيم «داعش». وقالت الصحيفة إنّ الخطة تواجه التحدّيات نفسها التي ابتليت بها السياسة الأميركية في سورية، منذ فترة طويلة. فبينما تركز الولايات المتحدة على مكافحة «داعش»، فإن كلاً من تركيا و«المتمردين» لا يزالون يرون أن هزيمة الرئيس بشار الأسد، أولوية تسبق أي شيء. وإنّ الخطة ستنطوي على وضع طائرات الولايات المتحدة وحلفائها، أقرب من أي وقت مضى، من المناطق التي تقصفها الطائرات السورية الحكومية، باستمرار، ما يثير التساؤلات في شأن المشهد إذا هاجمت الطائرات السورية حلفاء الولايات المتحدة على الأرض.
«إلباييس»: معركة تركيا مع سورية والكردستان و«داعش»… دوّامة مستمرة
سلّطت صحيفة «إلباييس» الإسبانية الضوء على مطالبة تركيا حلف شمال الأطلسي بعقد اجتماع اليوم الثلاثاء للتشاور حول زيادة التوتر بين أنقرة من جهة، و«المتمردين الأكراد» و«داعش» من جهة أخرى. وقالت إن دوامة العنف من المعركة الثلاثية من تركيا مع الحدود مع سورية والعراق، ومجموعة حزب العمال الكردستانى المسلح وتنظيم «داعش»، دوامة مستمرة وتصدّرت الآن لحلّها حلف شمال الأطلسي.
وقال الحلف الأطلسي في بيان إن تركيا طلبت هذا الاجتماع نظراً إلى خطورة الوضع بعد الهجمات الإرهابية الشنيعة خلال الأيام الماضية، لإطلاع الحلفاء على التدابير التي تتخذها، والحلفاء يتابعون التطورات وهم متضامون مع تركيا. موضحاً أن تركيا استخدمت المادة 4 من معاهدة الحلف التي تتيح لأحد الأعضاء طلب مشاورات عندما يشعر بأن وحدة ترابه واستقلاله السياسي أو أمنه تتعرّض للتهديد. وأشارت إلى أن حزب العمال الكردستاني تبنّى الأحد هجوماً بسيارة مفخخة ردّاً على الغارات الجوية التركية على قواعده في شمال العراق، والتي قال إنها أنهت الهدنة السارية بين الجانبين منذ 2013.
ويأتي هذا التصعيد المفاجئ بين الحكومة الإسلامية المحافظة «والمتمردين الأكراد» في تركيا، بينما بدأت أنقرة مهاجمة تنظيم «داعش» الذي قصف مواقع له في الأراضي السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي أعربا عن قلقهما إزاء الاتجاه الذي تتخذه الأحداث التي تهدد السلام وأدانوا الهجمات الإرهابية في حزب العمال الكردستاني، واحترام حق الدفاع عن الحليفة لتركيا، وحثت الولايات المتحدة على وقف العنف والحفاظ على التزامها عملية الحل لتحقيق سلام عادل ودائم، ودعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى الحفاظ على استمرار عملية السلام مع الأكراد. في حين طالب الجماعات الإرهابية الحفاظ على المفاوضات.
«نيويورك تايمز»: واشنطن وأنقرة تتفقان على تطهير الشريط الحدودي شمال سورية من «داعش»
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أنّ مسؤولين أميركيين وأتراكاً، قالوا إن واشنطن وأنقرة اتفقتا على خطة تنصّ على عمل الطائرات الحربية الأميركية و«المتمردين السوريين» والقوات التركية معاً، لتطهير الشريط الحدودي، الذي يبلغ طوله 60 ميلاً، بين سورية وتركيا من عناصر تنظيم «داعش».
وأوضحت الصحيفة أن الخطة من شأنها أن تُنشئ منطقة خالية من عناصر «داعش»، بحسب وصف مسؤولي البلدين. كما يقول الأتراك أن المنطقة يمكن أن تكون منطقة آمنة للنازحين السوريين. وبينما لم تتضح تفاصيل كثيرة حتى الآن، تقول الصحيفة إن الخطة من شأنها أن تعمل على مضاعفة العمل العسكري الأميركي ـ التركي ضدّ مسلحي «داعش» في سورية، فضلاً عن التنسيق بين الولايات المتحدة ومتمرّدي سورية المسلحين، على الأرض.
وقال مسؤول رفيع من الإدارة الأميركية، إن التفاصيل لا يزال يجري العمل عليها. وأضاف: «نتحدث مع تركيا في شأن التعاون في دعم حلفائنا على الأرض شمال سورية».
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن الخطة تواجه التحدّيات نفسها التي ابتليت بها السياسة الأميركية في سورية، منذ فترة طويلة. فبينما تركز الولايات المتحدة على مكافحة «داعش»، فإن كلاً من تركيا و«المتمردين» لا يزالون يرون أن هزيمة الرئيس بشار الأسد، أولوية تسبق أي شيء. وأياً كان الهدف، تقول «نيويورك تايمز»، أن الخطة ستنطوي على وضع طائرات الولايات المتحدة وحلفائها، أقرب من أي وقت مضى، من المناطق التي تقصفها الطائرات السورية الحكومية، باستمرار، ما يثير التساؤلات في شأن المشهد إذا هاجمت الطائرات السورية حلفاء الولايات المتحدة على الأرض.
«وول ستريت جورنال»: هجوم «سروج» يزعزع الثقة في الاقتصاد التركي
أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن موجة العنف التى ضربت تركيا مؤخراً، في أعقاب الهجوم على مدينة «سروج» جنوب شرق البلاد، أدت إلى زعزعة ثقة المستثمرين الدوليين في الاقتصاد التركي.
وأشارت الصحيفة، في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، إلى تراجع الليرة التركية أمام اليورو، خلال الأسبوع الماضي، بأكثر من 4 في المئة، وأمام الدولار الأميركي بأكثر من 3 في المئة، مسجلة أسوأ أداء للعملات في الأسواق الناشئة.
وأضافت، أن أسواق الأسهم والسندات في تركيا لم تسلم أيضاً من التداعيات السلبية للحادث الإرهابي، إذ هبط مؤشر سوق اسطنبول للأوراق المالية 100 بنسبة تصل إلى 4.9 في المئة الجمعة الماضي، ليصل حجم خسائره على مدار الأشهر الستة الماضية إلى 14 في المئة، فضلاً عن الأداء الضعيف لمؤشر «أم أس سى أي» للأسواق الناشئة، الذي سجل تراجعاً بنسبة 3.3 في المئة على مدار الأسبوع الماضى 8.1 في المئة خلال النصف الأول من السنة الحالية.
وأشارت إلى أن معدلات النمو الاقتصاد التركي تراجعت، لتقف عند حد 3 في المئة سنوياً، خلال السنوات الثلاث الماضية، أي أقل 2 في المئة من النسبة التي تستهدفها الحكومة التركية.
وأوضحت الصحيفة أن سلسلة العنف التي تشهدها تركيا حالياً تتزامن مع موجة من الاضطرابات السياسية التي تعضف بالبلاد، مشيرة إلى فشل الحزب الحاكم في تأمين غالبية له خلال الانتخابات العامة التي جرت في حزيران الماضي، ما تسبب في أن يسود مناخ من الغموض على أداء الأسواق المالية داخل البلاد.
ونقلت الصحيفة عن المختصة في شؤون الأسواق الناشئة في بنك «سوسيتيه جنرال» الفرنسي، فونكيس كالين، قولها: ما شهدته تركيا الأسبوع الماضي فاقم من حجم المشكلات التي يعاني منها الأتراك.
«زمان»: «داعش» يتلقى أكبر دعم لوجستي عبر الحدود التركية ـ السورية
أكد حزب الشعب الجمهوري التركي أن تنظيم «داعش» الإرهابي يتلقى أكبر دعم لوجستي عبر الحدود التركية السورية غير المضبوطة منذ عام 2011. وشدّد الحزب في تقرير ونشرته صحف تركية عدّة منها صحيفة «زمان»، وأعدّه أعضاء منه حول التفجير الإرهابي الانتحاري الذي وقع في بلدة سروج التابعة لمحافظة شانلي أورفا، وأسفر عن مقتل 32 شاباً من أعضاء اتحاد جمعيات الشباب الاشتراكي اليساري وإصابة نحو 100 آخرين بجروح على ضرورة إعادة النظر في سياسات تركيا إزاء سورية، وتبنّي مفهوم سياسي جديد محوره الأساس تحقيق الأمن الحدودي والسلام الإقليمي.
وأوضح التقرير أنّ السياسات الخاطئة التي مارستها حكومة حزب «العدالة والتنمية» إزاء سورية تشكل العنصر الرئيس في مقتل 52 مواطن في تفجيرات الريحانية عام 2013، و13 آخرين في تفجير معبر جيلفا كوزو الحدودي في شباط من السنة نفسها، ومواطنَين اثنين على إثر الهجوم المسلح في نيدا، والمجزرة التي وقعت في سروج مؤخراً.
وأشار التقرير إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق برلمانية مهمتها صوغ استراتيجية شاملة للأمن القومي التركي بهدف تحديد نشاطات تنظيم «داعش» الإرهابي والقضاء على تكوينه داخل الحدود التركية. داعياً حكومة حزب «العدالة والتنمية» إلى إظهار إرادة واضحة لمواجهة هذا التنظيم، وإعلان موقفها الواضح إزاءه للرأي العام، وتبنّي مفهوم جديد على المسارين الاستخباراتي والأمني بهدف منع المواطنين الأتراك من الانضمام إلى صفوفه، وإدراجه على قائمة التنظيمات الإرهابية بشكل قانوني.
ولفت التقرير إلى الضعف الأمني الواضح في ما يخصّ التعاطي مع تفجير سروج. موضحاً أن التحقيقات التي أجراها أعضاء الحزب كشفت عن أنّ جهاز الاستخبارات التركي الذي أصبح مسيّساً، لم يؤدّ مهمته بشكل فعّال في التفجير الانتحاري الذي وقع في البلدة. إذ لم يلحظ وجود أيّ عنصر أمن رسمي أو مدني حول مكان الانفجار.
وأفاد التقرير استناداً إلى أقوال شهود عيان، بأن سيارة الإسعاف الأولى التي حضرت إلى مكان الحادث، حضرت بعد 10 دقائق من وقوع الانفجار، فضلاً عن إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع على المواطنين أثناء نقل المصابين إلى المستشفيات. لافتاً إلى أنّ كاميرات المراقبة لم ترصد مكان الحادث. فضلاً عن تعطّل كاميرات المراقبة الموجودة في المركز الثقافي الذي وقع فيه التفجير الانتحاري.
«برافو»: «داعش» شكل متطرّف وخطير من أشكال الإرهاب الدولي
أكد النائب التشيكي آلِكسندر تشيرني، وزير الدفاع في حكومة الظل للحزب الشيوعي التشيكي المورافي، أن تنظيم «داعش» شكل متطرف وخطير من أشكال الإرهاب الدولي ويتصف بالوحشية بشكل استثنائي.
وقال تشيرني في تصريح لصحيفة «برافو» التشيكية نشرته أمس، أنّ حزبه يدين وعلى الدوام أي شكل من أشكال الإرهاب، بما في ذلك إرهاب الدولة. ولذلك، فإنه يدعم كل الإجراءات التي تؤدّي إلى مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأوضح تشيرني أن قرار الحكومة التشيكية بتقديم مساعدات عسكرية إلى العراق لمساعدته في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، استمرار منطقي للدعم التشيكي السابق ولخطوات المجتمع الدولي السابقة. مبيناً أنه من الخطأ أن يتم تنفيذ عملية نقل هذه المساعدات إلى العراق عبر الولايات المتحدة التي لها السمعة الأسوأ في منطقة الشرق الأوسط.
وطالب تشيرني الحكومة التشيكية بأن تجد طريقة مضمونة ومباشرة لإيصال هذه المساعدات إلى العراق. وكانت الحكومة التشيكية وافقت الأسبوع الماضي على تقديم ذخيرة إلى العراق لمساعدته في حربه ضد التنظيمات الإرهابية على أن تقوم بنقلها طائرات عسكرية أميركية.