بعد فورد وروبنستين… واشنطن تعيّن مبعوثاً جديداً إلى سورية
توفيق المحمود
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن تعيين الدبلوماسي مايكل راتني، مبعوثاً جديداً للولايات المتحدة إلى سورية، ليصبح المبعوث الثالث منذ بداية الأزمة السورية خلفاً لدانييل روبنستين الذي رشحه الرئيس باراك أوباما لقيادة البعثة الدبلوماسية الأميركية في تونس.
ويعد راتني الذي يتحدث العربية بطلاقة أحد الكوادر الدبلوماسية المتقدمة في وزارة الخارجية وعمل في بلدان عربية عدة من قبل بينها العراق وقطر ولبنان والمغرب. وشغل المبعوث الأميركي الجديد منصب القنصل العام في مدينة القدس، كما عمل في سفارات بلاده في العراق ولبنان والمغرب وقطر، وكان المبعوث الأميركي السابق إلى سورية، دانييل روبنشتاين، تم تعيينه سفيراً لبلاده لدى تونس، بعد أن تخلى عن منصبه عام 2014.
اعترف روبرت فورد المبعوث الأسبق أن بلاده تخسر الحرب في سورية والذي كانت له صولات وجولات في سورية مع بداية أحداث ما يسمى «الربيع العربي» في عام 2011، وهو العليم والخبير في المنطقة وبأحداثها فورد لم يكن خبيراً مهماً في أحوال المنطقة فقط، وبكيفية التعامل مع واقع ومجريات الأحداث التي صنعتها الولايات المتحدة الأميركية، وفق سيناريو دولي لإسقاط الأنظمة العربية تحت شعارات زائفة للدفاع عن حقوق الشعوب وتحقيق الديمقراطية وحرية الشعوب في تقرير مصيرها، بمساعدة عدد من دول المنطقة وبالتحديد دول الخليج، ولم تكن هنا تركيا و«إسرائيل» بمعزل عن هذا المخطط والعمل على تنفيذه بكافة الوسائل إلا أن هذا الربيع وقف أو بالأحرى اصطدم بالصخرة السورية، فلم تستطع هذه الدول على رغم الدعم الهائل للمجموعات المسلحة التي أتت بها من جميع أنحاء العالم، وفتحت أمامها الحدود من كل الجهات وقدمت لها جميع أشكال الدعم السياسي واللوجستي والفني والتقني والعسكري الحربي والمال، لكن من دون جدوى، فسورية استطاعت خلال السنوات الأربع أن تصمد أمام هذ الهجمة بقوة جيشها ودعم الشعب السوري لجيشه وقيادته، وهذا أمر لا يمكن النقاش فيه أبداً.
بعدها أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في شباط من عام 2014 عن تقاعد سفيرها لدى سورية روبرت فورد عن العمل الدبلوماسي وأعلنت جين بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركي حينها تقاعد فورد من منصبه بحجة الإرهاق لكن السبب الرئيسي كان المقال الذي كتبه حينها عن أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية فاشلة في سورية وانتقاده لطريقة الولايات المتحدة بإدارة الأزمة السورية مما تسبب في إقالته من منصبه وتعيين دانييل روبنستين خلفاً له الذي زار الكثير من الدول، وبحث سبل حل الأزمة السورية مع كل من أنقرة وموسكو والرياض. كما التقى كثيراً المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وكان يصر دائماً على أن «لا وجود لدور للأسد في مستقبل سورية السياسي» فرحل كما رحل الذي كان قبله وجاء قرار تعيين مايكل راتني بعد إتمام الاتفاق النووي مع إيران وبخاصة أن هذا المبعوث يعرف أوضاع المنطقة في شكل عام وبخاصة بعدما دخلت الأزمة التي تمر بها سورية عامها الخامس ولم يعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري يرى حرجاً في التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، كما أعلن في آذار الماضي رغم تصريحاته بأنه فاقد للشريعة، فهل يكون تعيين المبعوث الجديد محاولة أميركية للعب دور جدي في حل الأزمة السورية وتغيراً في السياسة الأميركية تجاه سورية والاعتراف بأن لا بديل عن الحل السياسي للأزمة والحوار مع الرئيس الأسد.