اليونيسكو: حشد الجهود لحماية التراث الأثريّ السوريّ
دمشق م.ع
الاجتماع الدولي الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو في باريس، تحت عنوان حشد الجهود الدولية لحماية التراث الأثري السوري، دعا مجلس الأمن الدولي إلى النظر في قرار يسهّل استعادة القطع الأثرية المهربة بطريقة غير مشروعة ومحاربة سرقة الممتلكات الثقافية من سورية وحظر بيعها ونقلها. وشدد المشاركون في الاجتماع الذي أقيم بين 26 و28 من أيار الفائت بمشاركة المديرية العامة للآثار والمتاحف على الحاجة إلى تدريب الشرطة والجمارك في المنطقة وخارجها وتوعيتهما بإلى دورهما في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
كما اقترحت منظمة اليونيسكو خطة عمل تضمنت إنشاء مرصد دولي للتراث الثقافي السوري وقاعدة معلومات للخبرات السورية وتوثيق الآثار المهربة وإطلاق حملة توعية وتوفير أدوات تعليمية للأطفال حول التراث الثقافي وبناء القدرات عبر تقديم دعم وتدريب تقنيين لحماية التراث الثقافي.
ألقى الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف في سورية كلمة تحدث فيها عن أهمية تعاون المجتمع الدولي في مجال حماية الآثار وشرح تجربة المديرية العامة بالتواصل مع المجتمع المحلي التي ساهمت في الحفاظ على جميع المقتنيات المتحفية والعديد من المواقع الأثرية، مشيراً إلى أن المديرية تعاملت بمهنية منذ بداية الأزمة فبقيت قوية وموحدة، وبفضل ذلك تمّ الحدّ من حجم الضرر على التراث الثقافي السوري وحماية الذاكرة الوطنية التي تمثل هوية جميع السوريين.
فرانشيسكو باندرين، المدير العام المساعد للشؤون الثقافية في منظمة اليونيسكو، تحدث عن أهمية الحد من الأخطار التي تهدد التراث المادي وغير المادي لدوره في بناء المجتمعات وتوحيد أبنائها وحماية الهوية. كما عرضت ندى الحسن رئيسة القسم العربي في مركز التراث العالمي تدابير اليونيسكو وإجراءاتها لحماية التراث الثقافي، فيما قدمت كريستينا مينغازي مديرة المشروع مكتب اليونيسكو في بيروت خطة عمل المنظمة الدولية.
تضمنت جلسات الاجتماع التي امتدت ثلاثة أيام محاضرات لأعضاء وفد المديرية العامة للآثار والمتاحف، فتحدث طلال معلا مدير وحدة التراث الثقافي في وزارة الثقافة عن تطوير الوزارة آليات ومداخل لفهم جديد للتراث اللامادي السوري من خلال مشروع توثيق مئة عنصر من هذا التراث. كما عرض نظير عوض مدير المباني الأثرية في المديرية الأضرار التي لحقت بالتراث المنقول وببعض المواقع الأثرية السورية.
كذلك قدم المهندسان الياس بطرس مدير الهندسة وعهد دياب رئيسة دائرة الدراسات في المديرية خلال جلسة تقنية خاصة بقلعة الحصن عرضاً تناول أعمال تقييم الأضرار وبنود خطة العمل المقبلة لإعادة ترميم القلعة حضرها عدد من الخبراء الدوليين في مجال الترميم والصيانة.
تضمن الاجتماع محاضرات لرؤساء بعثات أثرية عاملة في سورية، أبرزها للدكتور باولو ماتييه رئيس الجانب الإيطالي في البعثة المشتركة العاملة في موقع إيبلا، أوضح خلالها ضرورة التحرك لتنبيه الرأي العام إلى الأخطار التي يتعرض لها التراث الثقافي السوري، داعياً الشرطة الحدودية في البلدان المتاخمة لسورية إلى العمل للحد من تهريب القطع الأثرية.
إلى كلمات للدكتور أسعد سيف المدير العام للآثار في لبنان والدكتور أكثم عويدي مدير الحفريات والمسوحات في الأردن عن الإجراءات المتخذة لضبط الآثار المنهوبة من سورية والمهربة إلى خارج أراضيها وإعادتها إلى موطنها. كما استعرض ممثلو المجلس الأعلى للمتاحف أي سي أو أم والمجلس الأعلى لحماية الأوابد والمواقع أي سي أو إم أو أس ومنظمة الجمارك والإنتربول الدوليين مساهمات منظماتهم في حماية التراث السوري عبر إصدار القائمة الحمراء وإنشاء مرصد للتراث المنهوب بمشاركة 39 دولة، فضلاً عن تنظيم محاضرات وورش تدريبية لبناء قدرات العاملين والتداول مع الخبراء السوريين وتقديم المشورة التقنية لمحاربة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية السورية.
نوه الحضور بجهود وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف في حماية التراث الثقافي السوري مؤكدين ضرورة دعم هذه المؤسسة التي عملت في ظروف استثنائية وشكروا جهود العاملين في الدفاع عن التراث الذين بقوا على رأس عملهم في هذه الظروف الصعبة.
ضمّ الاجتماع أكثر من 120 خبيراً وعالماً في مجال الآثار من 22 دولة وأعضاء من الشركاء المؤسسين لليونيسكو وأكاديميين من جامعات في الشرق الأوسط وممثلي دور المزادات الدولية الكبرى، بغية تبادل المعلومات ووضع سياسات لتحسين التعاون الدولي خلال الأزمة الراهنة التي تعيشها سورية وفي المرحلة اللاحقة.