تحية إلى مصطفى سعد في ذكرى الحضور الطاغي

الشيخ جمال شبيب

رحمك الله مصطفى معروف سعد في ذكراك… ذكرى الرحيل وكلّنا يرحل على وجه البسيطة… أو تحتها. جميل أن يتذكرك الأهل والمحبّون على رغم قسوة سنوات الغياب… لا بل الحضور الدائم. قد نكون اختلفنا معك يوماً من حيث الفكر… أو الرؤية في إدارة البلد يوم كنت متربّعاً على رأسها قائداً ورمزاً وطنيّاً… ومقاوِماً عنيداً كلّ أشكال الاحتلال والتسلّط الخارجي والداخلي.

أبا معروف، وهو اسمك الذي تحبّ أن تنادى به… ولطالما سمعناه ونسمعه… كنت شهماً لا تسمح للاختلاف أن يفسد للودّ قضية… دخلت عليك يوماً زائراً فلم تمنعك الزيارة من إبداء عتبك على كلام ونقد طاولاك ونُسبا إليّ زوراً.

كنتَ واضحاً وصادقاً وفاهماً. وكانوا كَذَبة ومراوغين وما زالوا. أرادوا أن يقفلوا بيتك، بيت معروف سعد، في حضورك وقبل غيابك واستخدموهم إياهم… لكن بيت معروف لم يقفل في وجه أحد حتى اليوم وسيبقى لأنّ المحبة لا تُشرى بالمال الأسود بالغاً ما بلغ.

بيت معروف باقٍ لأنه بيت الكلمة الطيّبة والمَلقى الحَسن مهما كانت موارده. وبيوت الكَذَبة وعبيد الدرهم مقفلة منذ زمان. حتى يقتنع سكانها أنّ المحبة الصادقة تنطلق من القلب لا من أيّ مكان آخر.

في ذكراك، نترحّم عليك أيها الخصم العنيد ـ هكذا أرادوا أن تكون ـ لكنك ستبقى في قلوبنا كيوم تحرّر الشيخ محرم العارفي وزرناك. ما أشبه الليلة بالبارحة، هنأك بالسلامة وهنأته بالحرّية.

عليك السلام أبا معروف وقد تحرّرت من سجن الدنيا الفانية وأسر الألقاب وهمّ القيادة. نَم قرير العين، فالأسرة كلّها على العهد كلّ في موقعه. وسنبقى نحترم ذكراك ونذكرك بخير ما حيينا. وستبقى رمزاً وطنياً خالداً ولو كره الحاقدون. أرادوا يوماً أن يغيّبوك. فدمت حاضراً وغابوا في ظلّ غيرهم. ومدّ ظلك وما زال.

مصطفى معروف سعد علم للوطن ودرع للمقاومة هكذا كنت وستبقى. رحمك الله وتقبّلك بحُسن عفوه ومثوبته.

رئيس «الهيئة الإسلامية للإعلام»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى