نحن أقوى
العلامة الشيخ عفيف النابلسي
نحن أقوى، لأننا ما زلنا على ثوابت الإسلام الأصيل، إسلام الرحمة والتسامح والمحبة والأخوة. لم نجعل التوحش والرعونة والكراهية والقطيعة غاية من غاياتنا يوماً من الأيام، ولا وسيلة من الوسائل للوصول إلى سلطة أو للقيام بدور ما. الغاية لا تبرر أي وسيلة وإنما الوسائل المشروعة التي تتفق مع القيم الدينية وتنسجم مع التطلعات الإنسانية، ذلك أن الوسائل عندنا من سنخ الغايات.
لم نَبع قضايانا من أجل مال أو منصب. لم نقتل بريئاً، طفلاً، رجلاً، أو امرأة. لم ندمر كنيسة ومسجداً. لم نفتِ لأحد أن يذهب ويفجر نفسه بالمارة والأسواق ودور العبادة فيقتل فيها الناس لمجرد أننا نختلف معهم بالدين والمذهب والقومية والهوية الثقافية.
لم نُحرِّض أحداً على قتل المسيحي لأنّه مسيحي، أو قتل المسلم السني لأنّه سني، أو أي أحد آخر بسبب اعتقاداته وقناعاته وآرائه.
لم ندعُ أحداً للانتقام ممن ظلم أهل البيت عليهم السلام بشن حرب على كل سني أينما كان.
لم نفتِ بقطع الرؤوس وحز الأعناق وجلد من لا يصوم وصلب من لا يصلي. لم ندعُ إلى فتوحات بالسيف والسيطرة على العالم بقوة النار والمدفع.
لم نُخرِّج دعاة للتحريض على المخالفين لنا ومن لم يؤمن بفكرنا ومذهبنا.
لم نقل للشيعي إنّ السني ليس بمسلم. بل كنا نقول له كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه .
لم نعتبر أنّ المعتنقين للمذاهب الإسلامية الأخرى كفاراً لا يجوز التزوّج من نسائهم والأكل من طعامهم.
لم نحرّم الموسيقى مطلقاً ولا الشعر مطلقاً ولا المسرح والسينما والتلفزيون مطلقاً.
لم نقل لطلابنا الذين يدرسون في المعاهد الدينية خذوا حرفية النص بلا تدقيق في سنده ومضمونه، ولا تُعملوا عقولكم وأفهامكم.
لم نقل إنّ الشريعة وحدها كل الحياة ولكنها روح الحياة وماؤها.
لم نقل إنّ الدين هو صلاة وصوم وحجّ فقط.
لم نقل إنّ الإنسان يجب أن يتبع الفقهاء إتباعاً أعمى.
لم نقل إنّ أي رجل دين يمكن أن يُفتي للناس بالحلال والحرام.
لم نقل للناس أن لا تفكروا ولا تتعلموا ولا تبدعوا ولا تتقاربوا ولا تلتقوا.
لم نقل للناس كونوا كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها .
لم نقل للناس كونوا عبيداً راضخين مستسلمين صامتين ساكتين بحجة أن الدين لا يسمح بالخروج على ولي الأمر حتى ولو كان ظالماً وفاسقاً.
لم نقل لأحد أدرس القرآن ولا تدرس شيئاً آخر، وتعلم الفقه ولا تتعلم علوماً أخرى.
لم ندعُ لإيمان بلا عمل أو عمل بلا إيمان.
لم ندعُ إلى تزويج الفتيات بالإكراه وحبس النساء في البيوت وحرمانهن من التعليم والعمل.
ولم نقل بحقهن أنهن خُلقن بطبيعة تختلف عن طبيعة الرجل.
نحن لم ندعُ إلى التكاسل وأن تتحول شعوبنا إلى شعوب مستهلكة وتابعة.
لم ندعُ إلى الخيانة والاستسلام ونسيان فلسطين وتركها للذئاب التي تسمي نفسها دولاً ديمقراطية.
نحن دعاة القوة ودعاة الحق.
نحن أهل المعرفة والإيمان نحن دعاة الدين الذي يملأ الأرض بالقسط والعدل والعزة والكرامة.
نحن دعاة السلام والتسامح والحوار واحترام الآخرين.
نحن دعاة أن ننتصر على أهوائنا قبل أعدائنا. نحن أهل الإسلام المحمدي الأصيل الذين نقول صبحاً ومساءً اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . ها نحن هكذا، لذلك نحن أقوى وسننتصر!