بوصلة المقاومة ثابتة في وجه انحرافها لدى العرب
هيا عيسى عبدالله
تغيّرات وتطورات وأحداث كثيرة حصلت على الساحة السياسية، حيث أصبح العدو صديقاً والأخ عدواً وتفككت كلّ الروابط التي جمعت سابقاً أمماً بأكملها. بوصلة القضايا فلسطين أنستهم العدو الصهيوني الذي يلعب على أوتار عدة من اجل الاستعمار ونشر الصهيونية في العالم.
وعند ذكر اسم «إسرائيل» تفتحُ الكتبُ مع القلوب، «إسرائيل» عدو استعمر وفكك ونسف واغتصب الحق قبل الأرض، أكثر من 60 عاماً تلاشت خلالها الجغرافيا العربية لتكون موضع قدم لمستوطن عبث بحقوقٍ صاحب الأرض ليظهر نفسه على انه ابن عمّ لبعض القيادات العربية.
«متحدون من أجل فلسطين – إسرائيل إلى زوال» تحت هذا العنوان عقد مؤتمر اتحاد علماء المقاومة، وألقى سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة اعتبر فيها أنّ «الأمة تواجه مشروعاً صهيونياً يعمل على امتداد العالم وأصبح له قاعدة وأساس وكيان اسمه «إسرائيل» يقوم على احتلال فلسطين»، لافتاً إلى انّ «المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع هي مواجهةُ الكيان «الإسرائيلي» واحتلاله لفلسطين».
ما حدث من تطورات في العالم العربي في السنوات الأخيرة أضرّ كثيراً بمشروع المقاومة وعاد المشروع الصهيوني ليحقق الإنجازات».
فمن أخطر الخسائر خروج فلسطين والصراع مع «إسرائيل» من دائرة الاهتمام العربي والإسلامي والدولي، والأسوأ خروجها من اهتمام الشعوب ما أدّى إلى شبه عزلة للشعب الفلسطيني»، فما يجري في الأقصى هذه الأيام مخيف»…
وما شدد عليه سابقاً الرئيس بشار الأسد في مقابلة له حين قال: «من البديهي أن نقول إنّ العلاقات العربية – العربية مرهونة بإيقاف العلاقة مع «إسرائيل» وليس مع إيران كما يدّعون، المحاولة منذ سنوات هي خلق العدو البديل لكي لا نفكر بالعدو الأصلي او الحقيقي».
المراقبون للمسرح السياسي يرون أنّ الرئيس الأسد والسيد نصر الله على حق، فلو عدنا بالزمن لوجدنا تحالفاً عربياً كبيراً شكل من أجل القضاء على كلمة الحق في اليمن عندما اتفقت دول عربية وعلى رأسها السعودية التي أعلنت سابقاً أيضاً بأنّ العدو هو إيران وليس «إسرائيل».
أيضاً تنظيم «داعش» مدّعي الإسلام عندما أعلن وجوده في فلسطين بدلاً من توجيه العمل العسكري في مواجهة كيان الاحتلال، عمل على خلق التفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد من خلال تفجير سيارات لمسؤولين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، علّها أضاعت البوصلة وعلّها تلك هي البوصلة الصحيحة لديها، «إسرائيل الصديق والعرب والقدس هما العدو».
ليس كلّ من ادّعى المقاومة هو من المقاومين، وليس كلّ من حمل السلاح هو صاحب قضية… فقضية التواجد الصهيوني على أرض عربية مقدّسة تبقى هي القضية الأولى والأخيرة لمحور المقاومة المتمثل بسورية وإيران وحزب الله وأحزاب وقوى المقاومة في بلادنا.
مقاومة أكدت سابقاً بأنّ العدو الأول والأخير هو «إسرائيل» وليس أيّ أحد غيرها، وفلسطين هي القضية الأولى والأخيرة.
«إسرائيل الغدة السرطانية إلى زوال، والقدس ستعود إلى أهلها والمسألة مسألة وقت»، هذا ما رآه سيد المقاومة وهذا ما يراه محور المقاومة.