داود أوغلو: على حزب الشعوب الديمقراطي تحديد موقفه تجاه منظمة «pkk»

جددت الطائرات الحربية التركية قصفها لمواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني شمال محافظة دهوك، فيما أكد مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن الطائرات أغارت على ستة مواقع للكردستاني في العراق وتركيا.

الطائرات التركية استهدفت مواقع مسلحي الحزب في قضاء العمادية بمحافظة دهوك على مدى ساعة ما تسبب باندلاع الحرائق وإثارة الذعر بين المدنيين، فيما اندلعت اشتباكات في ولاية هكاري جنوب شرقي البلاد بين الشرطة التركية ومسلحي حزب العمال في قضاء يوكساك أوفا.

وبدأت الاشتباكات بعد هجوم للمسلحين بالقذائف الصاروخية والأسلحة النارية على مبنى لموظفي القصر العدلي في القضاء ما استوجب رد الشرطة التركية عبر شن عملية أمنية موسعة من أجل إلقاء القبض على منفذي الاعتداء.

إلى ذلك، أكد الجيش التركي مقتل جندي في هجوم نفذه أحد عناصر حزب العمال الكردستاني في مدينة شمدينلي جنوب شرقي البلاد، بالقرب من الحدود مع العراق وإيران.

وقال الجيش في بيان إن الجندي الذي كان بلباسه المدني «قتل بطلقة في الرأس أمام مصرف من قبل عضو في المنظمة الإرهابية الانفصالية» في إشارة إلى حزب العمال.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الجيش بدأ عملية مطاردة للقبض على القاتل، مشيرة إلى وفاة الجندي وهو برتبة عريف متأثراً بجروحه في المستشفى.

وكانت مصادر أمنية أعلنت مصرع قائد قوات الدرك في بلدة «ملاذكرد» بمحافظة «موش» شرق تركيا، متأثراً بجروح أصيب بها في هجوم مسلح شنه مجهولون.

وقد تزامنت هذه التطورات مع إعلان الخارجية التركية أن أنقرة وقعت رسمياً اتفاقاً مع الولايات المتحدة يفتح قاعدة «إنجيرليك» الجوية أمام التحالف الأميركي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.

وقال المتحدث باسم الخارجية تانجو بيلجيتش للصحافيين خلال مؤتمر صحافي: «إن الاتفاق يختص فقط بقتال تنظيم «داعش» ولا يتضمن توفير دعم جوي للمقاتلين الكرد في شمال سورية».

وقالت وزارة الخارجية التركية إن مجلس الوزراء التركي وافق رسمياً على تفاهم مع الولايات المتحدة يشمل فتح قواعده الجوية أمام التحالف الذي تقوده واشنطن ضد متشددي تنظيم «داعش».

تسارع الأحداث الميدانية ترافق أيضاً مع توتر سياسي في البلاد خاصة مع دعوة أردوغان إلى رفع الحصانة البرلمانية عن النواب الذين يدعمون حزب العمال الكردستاني، في إشارة إلى بعض نواب حزب الشعوب الديموقراطية الكردي.

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه يتعين على حزب الشعوب الديمقراطي تحديد موقفه تجاه منظمة «pkk الإرهابية» بشكل واضح، وعليه أن يعلن إدانته لها مثل إدانته لتنظيم» داعش»، وفي هذه الحالة فقط نقبل الاستجابة لندائه والتحاور معه والجلوس على نفس الطاولة، وبعكس ذلك فإن الحزب سيكون بنظرنا ونظر الشعب جالساً على مقاعد الاتهام.

الرئيس الفخري للحزب الكردي ارتيغرول كوروشو رأى في المقابل أن ما يفعله الرئيس التركي ليس سوى خطوة تمهيدية لانتخابات مبكرة سعياً لتوسيع حجم الموالين له عبر اتخاذ إجراءات أمنية ضد المقاتلين الأكراد.

وفي السياق، قال نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين أقدوغان إن «عملية السلام الدخلي، تعني تخلي منظمة «pkk» عن السلاح، غير أن الأخيرة تقوم كل عامين أو ثلاثة، بعمليات اعتداء تهدف إلى تقويض مسيرة السلام. فعلت ذلك عام 2011 عندما قيامها بعملية إرهابية في قضاء سلوان بولاية دياربكر، فردت عليها قواتنا المسلحة بكل حزم وصرامة، ما أدى إلى مقتل 1450 من عناصر المنظمة».

أضاف أقدوغان أنه تم تأخير عقد مؤتمر لقيادات منظمة «pkk الإرهابية» الذي دعا إليه عبد الله أوجلان لثلاثة أسابيع، من أجل تخلي المنظمة عن السلاح، وقدم أوجلان أنواع الرسائل السلمية الشفهية والمكتوبة والموقعة كافة لإلقاء السلاح، إلا أن حزب الشعوب الديمقراطي امتنع عن كشفها.

وأشار نائب رئيس الوزراء إلى أن «pkk» قررت تنفيذ أعمال إرهابية بعد الانتخابات العامة مباشرة. وهذا ما أعلنته مراراً. لذا لا يحق لأحد أن يتهم الحكومة بعرقلة مسيرة السلام أو إنهائها، إن جرائم المنظمة واضحة للعيان».

واعتبر المسؤول التركي أن «pkk» تقوم بحملة قذرة بالتعاون مع الكيان الموازي، مستغلة وجود تنظيم «داعش»، من أجل وضع تركيا في موقف صعب أمام العالم، واتهامها بدعم التنظيم.. إنهم يعملون على استغلال «داعش» كمطية لتحقيق مصالحهم. كما يسعون لشرعنة المنظمة من خلال الاختباء وراء ما يدعون أنه مشاركةٌ المنظمة في مكافحة داعش».

واختتم أقدوغان بالقول إن التدابير الأمنية والعمليات العسكرية واسعة النطاق، التي نفذها الأمن و الجيش التركي أخيراً، تعبّر عن نصر عسكري وسياسي. لقد أقرت دول العالم مجدداً بأحقية الموقف التركي، ورأت القوى كافة، استحالة تجاهل دور تركيا في المنطقة، باعتبارها لاعباً أساسياً قادراً على تغيير مجريات الأحداث والتأثير في بقية اللاعبين.

إلى ذلك، أعلنت رئاسة الوزراء التركية توقيف 1302 مشتبه به، حتى يوم أمس، خلال عمليات أمنية شملت 39 ولاية ضد التنظيمات الإرهابية.

وأفاد بيان صادر عن المنسقية العامة لرئاسة الوزراء التركية، أن العمليات الأمنية متواصلة داخل وخارج الحدود، ضد تنظيمات «داعش» و«pkk» و«جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري» الإرهابية، التي تستهدف الأمن الوطني للجمهورية التركية، وقوات الأمن وتهدد استقرار وسلامة المواطنين المدنيين.

وذكر البيان أن الطائرات الحربية المشاركة في الطلعات الجوية، التي أطلق عليها اسم «الشهيد الرائد في الدرك أصلان كولاكسيز»، قصفت الليلة الماضية مخابئ، ومساكن ومخازن، ومواقع لوجستية، ومغارات، تابعة لمنظمة «pkk» الإرهابية داخل وخارج البلاد، تم تحديدها سابقاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى