مؤتمر «متحدون من أجل فلسطين» اختتم اعماله: لدعم المقاومة ومواجهة الخطر الصهيوني والتكفير والإرهاب

دعا «مؤتمر متحدون من أجل فلسطين ـ «إسرائيل» إلى زوال» الذي نظمه اتحاد علماء المقاومة واستمر يومين، إلى «مواجهة الخطر الصهيوني الذي يهدف الى تهويد القدس وسائر فلسطين»، مشدداً أيضاً على «ضرورة مواجهة ظاهرتي التكفير والإرهاب».

وأكد المؤتمر في بيانه الختامي الذي تلاه رئيس الاتحاد الشيخ ماهر حمود على أن «قضية فلسطين قضية المسلمين الأولى والواجب الأهم توحيد الكلمة لمواجهة الخطر «الإسرائيلي» والدفاع عن فلسطين».

ودعا البيان الختامي إلى «مواجهة الخطر الصهيوني الذي يهدف الى تهويد القدس وسائر فلسطين»، لافتاً الى أن «التجربة أثبتت قدرة المقاومة على تحقيق الانتصار في لبنان وفلسطين رغم الدعم الذي يتلقاه الصهيوني وتخاذل الأمة». وأكد وجوب دعم المقاومة بكل اشكال الدعم المادي والمعنوي.

وشدد البيان على «أن وحدة المسلمين واجب شرعي وأن من واجب المسلمين بذل الجهود من أجل توحيد كلمة المسلمين ومواجهة كل ما يؤدي الى تفريق الكلمة»، مؤكداً «حرمة تكفير المسلمين وأن دم المسلم وماله وعرضه حرام على المسلم».

وتوجه المؤتمر بالتحية إلى «المقاومة والجمهورية الإسلامية الايرانية والإمام علي الخامنئي على ما تقدمه إيران للقضية الفلسطينية». وجزم بأن «ظاهرتي التكفير والإرهاب ظاهرتان غريبتان عن هذه الأمة»، مشدداً على «ضرورة مواجهة هاتين الظاهرتين للقضاء عليهما».

ولفت المؤتمر إلى «أن الأحداث فضحت التكفيريين وكشفت إجرامهم وارتباطهم بالعدو الصهيوني والاستكبار العالمي»، داعياً الى «التكاتف لمواجهة هذا الفكر المنحرف وكشفه وفضحه»، وأضاف: «يجب «نشر فكرة حتمية زوال «إسرائيل» مما يدفع الأمة الى نهضة جديدة ترتكز على مقومات حقيقية وتشكل البديل الحقيقي عن حالة الاحباط التي تسود الأمة».

ودعا المؤتمر جميع العلماء والمفكرين والقوى والقادة إلى «العمل لوقف النزيف في جسد الأمة الناجم عن الطائفية والتطرف، واستعادة المكان المتقدم لسورية واليمن والبحرين والعراق وضرورة دعم الشعب المسلم في مينامار». وأكد «ضرورة إنشاء مركز إسلامي يعني بفضح وسائل الصهيونية».

واختتم المؤتمر بيانه بـ «توجيه التحية الى المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله والمقاومة الفلسطينية المتمثلة بحماس والجهاد الإسلامي وسائر الفصائل الفلسطينية».

قاسم

وكان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تحدث في الجلسة الختامية للمؤتمر فأكد «أن فلسطين هي بوصلة الاتجاه السياسي الصحيح وحيث تكون فلسطين يكون الموقف».

وأضاف: «نريد معياراً لتقييم الذين يعملون مع فلسطين وسؤال الجميع حول ما قدمه لفلسطين» وأردف «أساس الموقف يجب أن يكون رفض أي تنازل عن أي جزء من فلسطين من البحر إلى النهر وحيث تكون المقاومة لتحرير فلسطين».

واعتبر قاسم «أن العدو هو المحتل والمعتدي وهذا ما ينطبق على «اسرائيل»، مؤكداً «أن إيران قدمت وواجهت وضحت من أجل فلسطين ودعمت المقاومة بالمال والسلاح في فلسطين وجوارها قولاً وعملاً».

وشدد قاسم على «أن المقاومة الفلسطينية شرف وعز وشعب فلسطين قدم التضحيات من خلال هذه المقاومة والقوى الفلسطينية يجب أن تحشد كل قوى العالم لدعمها وليس من مسؤوليتها أن تكون مع جهة من دون أخرى وعلى الجميع أن يدعموها وليس مطلوباً منها أن تدعم فئة على فئة وعلى الجميع أن يلتحقوا بفلسطين وليس مطلوباً من الفلسطينيين أن يلتحقوا بأحد».

من جهتهم، أكد علماء المقاومة في تصاريح لهم على الوجهة نحو فلسطين وعلى ضرورة الوحدة بين المسلمين لمواجهة العدوان الصهيوني المستمر على الأقصى. وأجمع العلماء على اختلاف انتماءاتهم ومناطقهم على «أن الفكر التكفيري هو لإلهاء المسلمين عن قضيتهم المركزية والتلهي بمعاركهم الداخلية التي لا ترسّخ سوى الفرقة وضعف الأمة وتعزّز الاحتلال الصهيوني».

وأكد مدير «المعاهد الشرعية الأهلية لأهل السنّة والجماعة» في خراسان بمدينة مشهد، الشيخ ابراهيم الحسيني، «أن الهم الأكبر للمسلمين هو أن لا ننسى القضية الفلسطينية، لأن هذه القضية تتعلق بالأمة الإسلامية شرقاً وغرباً وليس فقط بقوم من العرب أو العجم، وأنها قضية جميع البشرية والانسانية».

ورأى الحسيني ضرورة أن «يكون توجهنا جميعاً لتحرير بيت المقدس أول قبلة للمسلمين والتي لها مكانة عظيمة في الاسلام»، مشيراً إلى «ضرورة الاتحاد بين الشيعة والسنة وكافة المسلمين لتحقيق هذا الأمر».

وشدد على عدم المبالاة «بالتكفيريين وخطّهم ومسيرهم، لأنهم ليسوا منّا ولا نعتبر بهم»، قائلاً إن «الجهاد في فلسطين ضد «إسرائيل» وليس ضد المسلمين».

وأشار إلى أن المؤتمر كان منتجاً وزمانه ومكانه مناسبان، وقد اهتم له علماء المقاومة، مؤكداً «أن على المجاهدين اعتماد المقاومة والانتفاضة والجهاد، ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بهذا».

بدوره، الشيخ شيكال هارون، المبلغ الاسلامي باللغة المحلية ورئيس الهيئة الاسلامية في رواندا، قدّر من وجه له الدعوة للمؤتمر «لأن قضية فلسطين ومعاناة الفلسطينيين نحن الأفارقة لا نعرفها إلاّ من خلال وسائل الاعلام المؤيدة للكيان الصهيوني».

وأكد هارون أنه «بدورنا نصبح مبلغين لشعوبنا بالصورة الحقيقية لفلسطين، ودعوتهم للتعاطف مع الفلسطينيين والانضمام الى شريحة المقاومين لنصرة الشعب الفلسطيني». واعتبر «أن الجماعات التكفيرية هي من المشاريع التي تصرف المسلمين عن القضية المركزية لهم، وبدلاً من أن يدافع المسلمون عن الأراضي المغتصبة أصبحوا مشغولين بالدفاع عن أنفسهم»، متوجهاً إلى علماء المسلمين لـ «يشعروا بدورهم وتوعية المسلمين لمواجهة هذه المشكلة».

ورأى إمام المسجد المركزي وممثل المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في سيراليون الشيخ أحمد تيجان السلاح «أن المؤتمر ضروري حتى نتفاهم والعدو الصهيوني ليس عدواً للشيعة أو للسنة بل عدو للاسلام والانسانية»، مشيراً إلى ضرورة «تبادل الآراء لنعرف كيف نلغي كل الاختلافات بين المسلمين ونتجه لمواجهة العدو اللدود».

وبالنسبة للأفكار التكفيرية، قال الشيخ السلاح «ليس لها أساس بل الناس الذين يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم هم الذين يقومون بهذا العمل وهذا يخرّب ولا ينتج».

وأكد أن الشعب السيراليوني يتعاطف مع القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه عندما كان يؤدي آخر صلاة جمعة في شهر رمضان وجاء على ذكر أفكار الامام الخميني في احياء ذكرى يوم القدس، لاحظ تجاوب المستمعين معه في شكل مؤثر، وكأنهم يقولون إننا «تأخرنا عن فلسطين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى