قطع الطرق مستمر واللجنة الوزارية تفشل مجدداً في معالجة أزمة النفايات لعدم الاتفاق على «حلول كليّة»

على وقع قطع الطرق والاعتصامات في الشوارع احتجاجاً على أزمة النفايات ومحاولات «تهريبها» إلى بعض البلدات خارج بيروت الادارية، التأمت اللجنة المكلفة معالجة هذا الملف في السراي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، لمتابعة النقاش في سبل معالجة الأزمة وإيجاد الأمكنة المناسبة لطمرها وإتمام الآليات العلمية اللازمة، لكن من دون نتيجة ليرجأ البحث في هذا الموضوع إلى اليوم أو غد بحسب ما أعلن وزير البيئة محمد المشنوق.

ولفت الى «أن اجتماع اللجنة الوزارية انتهى الى مزيد من العمل».

ورد المشنوق على رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: «لا يحمّلنا أحد مسؤولية تأخير معالجة النفايات، فالوضع السياسي في مجلس الوزراء هو الذي يؤخر الملف. ولم تُسمع صرختنا منذ سنة».

فيما كشف وزير الصناعة حسين الحاج حسن بعد الاجتماع عن أن البحث سيتركز على إيجاد حلول جزئية في أزمة النفايات كون المجتمعين لم يصلوا إلى حلول كليّة.

ولدى دخول بعض الوزراء إلى الإجتماع، أدلوا بمواقف عدة، حيث قال وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب: «إذا لم يتخذ القرار اليوم أمس ، فلتعلن الحكومة فشلها في هذا الملف، ونحن لا نتحمّل مسؤولية عشر سنوات من المخالفات في سوكلين».

وأضاف: «إذا لم نجد الحل فهذا يعني أن هناك من يريد دفع الرئيس سلام إلى الإستقالة أو الإعتكاف، والشراكة ليست «غبّ الطلب «A La Carte.

وردّ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قائلاً: «إن الوزير بو صعب يبالغ في كلامه، ومن يتحمّل الكسارات لا يمكنه أن يعترض على المطامر. و«سوكلين» ليست المسؤولة عن المشكلة».

وتجدر الإشارة إلى أنه بدأ رفع النفايات من بعض مناطق بيروت وتجميعها بانتظار تحديد اللجنة الوزارية مكان الطمر. وأعلن محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، «المباشرة فوراً بتنفيذ خطة طوارئ لإزالة النفايات المتراكمة من كل مناطق بيروت، والتي باتت تشكل تهديداً خطيراً للصحة العامة ولسلامة المواطنين».

وطلب شبيب من «جميع المواطنين التعاون مع الأجهزة العاملة على الأرض، لتجنيب العاصمة آثار الكارثة الصحية والبيئية الحاصلة».

قطع طريق الرينغ

وكان بعض الشبان قطعوا مساء أمس جسر الرينغ في وسط بيروت بالاطارات المشتعلة في الاتجاهين، قبل أن تقوم القوى الأمنية بفتحها لاحقاً، وكانت أنباء ذكرت أن شاحنات نقلت نفايات من بيروت إلى منطقة نهر الموت.

من جهة أخرى، قال وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر: «إذا كان جمع النفايات بجانب سور المطار لا يشكل خطراً على السلامة العامة لحركة الطيران فلا مانع لدي، إنما بشرط أن يقوم فريق فني مختص في هذا المجال يؤكد في تقريره أن ذلك لا يؤثر على سلامة حركة الطيران، انما عكس ذلك لن أسمح به لأن من واجبي كوزير مسؤول التنبيه وحماية الناس لأن النفايات تصدر عنها انبعاثات تؤدي إلى تغير المناخ إضافة إلى حصول حرائق ومنتج غذائي مهم للطيور».

وأضاف: «بعد المراسلات التي ارسلتها إلى الوزارات المختصة وضعت دولة الرئيس تمام سلام في أجواء ما يجري آخذاً ذلك في الاعتبار، خصوصاً أن اللجان المعنية والمكلفة درس مشكلة النفايات مجتمعة اليوم أمس ، كما أن مجلس الوزراء سيجتمع غداً اليوم وفي ضوء ما سيصدر سيكون لي موقف ميداني وليس إعلامياً لأن التاريخ سيحاسبنا على أعمالنا في حال حصول أي حادثة وأعني ما أقول».

وموضوع النفايات عرضه عضو اللجنة الوزارية المكلفة به وزير الزراعة أكرم شهيّب مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في الصيفي، في حضور نائب رئيس الحزب الدكتور سليم الصايغ.

وقال شهيّب بعد اللقاء: «وضعت النائب الجميل، بصفتي عضواً في لجنة المتابعة في مجلس الوزراء، في جو كل المعطيات المتوافرة نظراً الى عمله الدؤوب في هذا الملف كما كل المسؤولين الجديين منهم الذين يعملون على ايجاد حل لهذه المشكلة التي لم تعد تقتصر على موضوع النفايات بل بدأت تنحو الى مكان آخر».

وأكد وزير الزراعة «أن لمشكلة النفايات تداعيات كبيرة صحياً وبيئياً وتستدعي حلاً وطنياً لأنها تؤثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومالية الدولة في لبنان»، آملاً «الوصول إلى حلول جدية في الساعات الاربع والعشرين المقبلة».

صيدا على رفضها

وعرض رئيس بلدية صيدا محمد السعودي في مكتبه في القصر البلدي، مع وفد من قيادة «حزب الله» في صيدا برئاسة زيد ضاهر وعضوية أحمد الجبيلي ومعين نعمة، أزمة النفايات في البلاد.

وقال السعودي: «لقاءاتنا دورية مع وفد حزب الله، والزيارة كانت مناسبة عيد الفطر المبارك، وبحثنا في أزمة النفايات ومختلف قضايا الساعة».

ورداً على سؤال عن قدرة إستيعاب معمل معالجة النفايات في صيدا، قال: «تقنياً يستطيع إستيعاب بين 150 – 200 طن زيادة عن الكمية التي يتم معالجتها حالياً، والقدرة الإجمالية للمعالجة هي نحو 500 طن يومياً، وخلال شهر رمضان توصل المعمل لمعالجة نحو 400 طن في يوم واحد».

وتابع: «هناك أمر مهم وهو أن عملية المعالجة تنتج عنها عوادم، فإذا كانت العوادم الحالية تصل إلى 50 طناً فبزيادة كمية النفايات بمعدل 200 طن يعني أن العوادم ستتضاعف إلى 100 طن ومن الناحية الفنية فإن صيدا لا يمكن تحمل ذلك، وكذلك من الناحية السياسية هذا الأمر غير ممكن».

وكان السعودي التقى وفداً من أمانة سر تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار نقل إليه «جملة من الهواجس المتعلقة بمستوى استيعاب معمل فرز النفايات في صيدا وطبيعة عمله وكيفية تصريف العوادم ومدى مراقبة العمل حول ذلك من قبل البلدية. وأكد السعودي على موقف المجلس البلدي مجتمعاًَ الرافض لإستقبال أي كميات إضافية من النفايات من خارج إتحاد صيدا والزهراني وعين الحلوة ونقلها إلى المعمل لاسباب تقنية بحتة».

اعتصامات

وفي البقاع قطع أهالي بلدتي عين دارة وقب الياس طريق الكسارات، أي المكان الذي سوف تنقل اليه النفايات، احتجاجاً على امكان نقل النفايات إلى هذه المنطقة.

وكان رئيس بلدية عين دارة المهندس سامي حداد عقد مؤتمراً صحافياً في مركز البلدية اعلن فيه أن المجلس البلدي اتخذ قراراً بالإجماع برفض وجود أي شكل من أشكال المطامر أو مصانع معالجة النفايات في نطاق البلدة العقاري وايضاً المناطق المحيطة بالبلدة، وقد قرر المجلس اتخاذ جميع الخطوات اللازمة الضرورية والقاضي بمنع حدوث هذه المآساة.

إلى ذلك، حذرت هيئة قضاء زحلة في «التيار الوطني الحر»، في بيان، من «المحاولات الجارية من أجل نقل نفايات إلى قرى في قضاء زحلة أو جوارها، في عين دارة في أعالي قب الياس والتويتي وغيرها».

وأكدت الهيئة، بعد اجتماع طارئ لها، أن «قضاء زحلة الذي أوجد حلاً متطوراً لمشكلة النفايات من خلال وضع مطمر صحي، يرفض بجميع أبنائه أن يكون مصدراً للتلوث البيئي والصحي والسموم بسبب الفشل الذريع للنهج الحاكم السائد».

ودعت «جميع أبناء القضاء ومسؤوليه وأجهزته وقواه الى التصدي لهذه المحاولات الخطرة».

وشهدت بلدة كفريا أول من أمس ظاهرة جديدة وهي رمي نفايات إلى جانب الطريق الدولي التابع عقارياً للبلدة، ما أدى إلى تحرك البلدية فيي شكل سريع لمتابعة الموضوع.

وأكد رئيس البلدية صلاح السمروط في تصريح أنه بعد «اكتشاف النفايات اتصلنا بمحافظ الشمال رمزي نهرا الذي أوعز إلينا بنقلها إلى مكب النفايات في البلدة ليتبين لاحقاً أن هذه النفايات تحتوي على مواد طبية وبيولوجية خطيرة وبعد البحث عرفنا أن مصدر هذه النفايات مناطق انطلياس، المنصورية والرابية ولكن لم يعرف حتى الآن من هي شركة الشحن التي أفرغتها».

وناشد المحافظ نهرا «الذي وعدنا بمتابعة الموضوع، ايجاد حلول جذرية لهذه المشكلة قبل أن تتفاقم في المنطقة»، مؤكداً أن «شرطة البلدية في استنفار تام لمنع أي محاولة أخرى لرمي النفايات في منطقتهم».

هيئة التنسيق

واعتبرت «هيئة التنسيق النقابية» في بيان بعد اجتماعها أمس «أن أزمة النفايات، كما أزمة الكهرباء والماء وأزمة الأجور والبطالة والهجرة وغيرها من الأزمات، هي تعبير صريح وواضح عن فشل الطبقة الحاكمة خلال عقود وعجزها عن إيجاد أي حل لأية قضية مطروحة وطنية أو سياسية أو اجتماعية او حياتية».

وأكدت «أن سلسلة الرتب والرواتب التي طالبت بها، ولا تزال منذ اربع سنوات، لم تنظر اليها مجرد زيادة في الراتب الذي هو حق للمواطن، بل رأت فيها مدخلاً اساسياً وضرورياً للاصلاح الاداري والإستقرار الاجتماعي الذي هو القاعدة الاساس للأمن الوطني اللبناني، وهي تحمل مسؤولية ازدياد الجريمة لمن عمل على ضرب قيام الدولة وعطل مؤسساتها الدستورية».

ودعت الهيئة الى عقد مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء المقبل في 4 آب، الساعة الثانية عشرة ظهراً في مقر نقابة المعلمين بدارو، وذلك للإعلان عن خطوات تزمع القيام بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى