الموت لعدوّكم
بلال شرارة
نحن، أقصد نحن العرب، في غياب تامّ عن الوعي تجاه المخاطر القومية التي تهدّد الجميع انطلاقاً من الكيان الصهيوني وخطواته المقبلة.
أنا، أزعم بصفتي متابعاً لشؤون العدوّ أنني أرى وبشكل استباقي رؤيويّ أنّ «إسرائيل» ستقوم بخطوة ما إلى الأمام لتتوحّد على حساب العرب تجاه المخاطر الداخلية التي تهدّدها وأبرزها:
1 ـ الانقسامان العمودي والأفقي داخل مؤسساتها الحزبية.
2 ـ الائتلاف الحكومي الهشّ.
3 ـ الاتفاق النووي بين إيران ودول 5+1 ورفض منطق التصعيد والتحريض «الإسرائيلي»، وصولاً إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخير الذي «حذر فيه «إسرائيل» من عواقب ضرب إيران»، وأشار إلى أنّ «الهجوم على إيران سيكون خطأ فادحاً».
4 ـ الوضع العربي المأزوم والذي يحمل الكثير من المفاجآت حيث قلبت ثورة 30 حزيران/يونيو المصرية الموازين وأعادت الأمور سياسياً على المستوى العربي إلى المربّع صفر، وأطاحت بمشروع وفكرة الإمبراطورية المسيطر عليها تركياً، والوضع على الجبهة السورية والتطورات الحاسمة التي حققتها الحكومة السورية وانتصاراتها في القلمون ومن ثمّ الزبداني وعلى أبواب تدمر، والتحوّل في الموقف التركي، والدور المتوقع للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة انطلاقاً من قاعدة «انجرليك» العسكرية التركية والدعم التركي اللوجستي لحركة حلف شمال الأطلسي خصوصاً على حدود تركيا الشمالية مع سورية.
5 ـ الوقائع الراسخة للمقاومة على جبهة جنوب لبنان.
6 ـ الوقائع الراسخة لصورة حركة الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال في الضفة ومقاومته في غزة.
7 ـ موازنة وزارة الدفاع الحرب «الإسرائيلية» في ظل:
أ ـ تراجع الخدمات في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية.
ب ـ تطوير الخيارات العسكرية.
إذن… «إسرائيلياً» ما هي خيارات حكومة نتنياهو؟
الجواب: إذا كانت تركيا تحلم باقتطاع بؤر أمنية مقابل خدماتها الأميركية.
وإذا كانت إيران حققت لها دوراً غير مسبوق ومعترفاً به دولياً في الشرق الأوسط.
فماذا هو الثمن الذي ستدفعه الولايات المتحدة لـ»إسرائيل» لإرضائها وتعميق دورها في سياق مشروعاتها الشرق أوسطية؟ وعلى حساب مَن؟
ترى مختلف المصادر المتابعة للوقائع الشرق أوسطية أنّ «إسرائيل» تنتظر الضوء الأخضر الأميركي للقيام بخطواتها المقبلة، وهي تتحضّر لذلك على وقع كشف النقاب عن المناورة التي جرت هذا الأسبوع والتي ارتكزت إلى سيناريو «حالة طوارئ».
وفي هذا الصدد قالت المعلومات إنه كُشف النقاب عن مناورة «إسرائيلية» مفاجئة اعتباراً من أول الأسبوع هي الأكبر منذ سنوات وتحاكي حرباً مع لبنان وغزة والجولان وسقوط صواريخ على أكثر من جبهة وهجمات لقراصنة على الانترنت، وإنه شارك في هذه المناورات عشرات آلاف الجنود تمّ استدعاء جنود احتياط في البحرية والبرّ وسلاح الجوّ وحُدّد بنك أهداف للعمليات الجوية وشملت هذه المناورات الانتقال من الحالة المعتادة إلى الطوارئ في وقت سريع.
ما يجدر ذكره أن «إسرائيل» المأزومة من الدور الإيراني المتقدّم تتخوّف من دور تركي يحاول أن يكسب موطئ قدم على حساب التنافس مع «إسرائيل» على دور شرق أوسطي بالاستثمار على الوقائع الفلسطينية، حيث اتهم موشيه يعلون وزير الحرب «الإسرائيلي» تركيا بالتغطية على ما وصفه «بنشاطات إرهابية» ضدّ «إسرائيل». وهو يعلون – حمّل القيادي في حماس صالح العاروري المقيم في أنقرة المسؤولية عن الخلايا العسكرية للحركة التي اعتقلت في الضفة المحتلة، والتي على حدّ زعم يعلون – تقف خلف عدد من العمليات التي قُتل خلالها «إسرائيليون».
طيّب، إذا كانت مصر هي غير مصر مرسي ومشروع الوطن البديل في غزة وشمال سيناء قد دفن حياً على رغم الأحلام القطرية العائمة، وإذا كانت تركيا ستحاول أن تجد دوراً محسوساً في سورية وهي متهمة بالتواطؤ مع «إسرائيل». ومن المؤكد في الوقت نفسه أنّ «إسرائيل» متأكدة أنّ إيران هي في الموقف المعادي لها ومعها حزب الله وتأثيرهما في جبهات الحرب من غزة إلى جنوب لبنان إلى الجولان إلى فلسطين المحتلة، وإذا كان الوضع الفلسطيني تحت الاحتلال متماوجاً على هذا النحو، وإذا كان الوضع «الإسرائيلي» الداخلي قلقاً وإذا كانت – وهذا الأنكى- الإدارة الأميركية تريد تحقيق انتصارات دبلوماسية بعد الاتفاق النووي مع إيران وبعد إعادة العلاقات مع كوبا عبر تحقيق الخطوة الثالثة «حلّ الدولتين» فما هو مخرج «إسرائيل»؟
جوابي المتواضع: خطوة إلى الأمام طالما أنّ الخطوتين إلى الخلف أصبحتا خياراً «مرّاً» أمام قيادة «إسرائيل» «غير التاريخية».
أيها السادة: احذروا عدوكم…
أيها السادة: الموت لعدوّكم…