همس الخواطر

كثيراً ما يأخذنا سحر المكان إلى أبعد من كلّ التوقعات، فترانا نجتاز المحيط سيراً على الأقدام، ونقف بين الفينة والأخرى نرقب عبقاً يدغدغ الوريد بارتجاف قطرات الدماء!

هكذا أنا، أقتصّ من كلّ لحظات المكان، سكوناً يأوي في مخيلتي، أرشفه كل صباح مع نفسي، وأكتفي بهذا الرفيق إلى حدود اللاحدود…

بحري المنسدل الجوانب، يا عبقي الأزلي ويا سكوني الغائب، خلفك أخفي أمنياتي والحقائب، وبين موجك وموجي تكمن مصيدة المصائب.

لا تخفني مرّة أخرى فإنني أرتعب حبّاً، وأجتاح الخطى على رغم هول العواقب، وانتظرني علّك تعطيني أن أخاطب أو أعاقب!

عندما تعتقد يقيناً أن هنالك شيء ما يراود هواجسك ويريد إخبارك بما لا تحبّ أن تعرف، فاعلم أيها المغفل أنك تعيش كذبة كبيرة أنت من صنعها لترضي بها وهمك بأنك موجود ومرغوب ومفضل!

وفي الحقيقة أنت لا شيء ولا تعني أيّ شيء.

عندما ندرك أننا كنّا على خطأ، ينتهي وقت التراجع ونبدأ من جديد بخطأ جديد.

ماتت حروف اسمك على أبواب ذاكرتي واقتلعت الأنفاس من جوفي احتراقاتي. وابتلعت خوفاً ما سقط في مخيلتي من ورودٍ ووجوهٍ قد خدعت مناجاتي. حاولت أن ألقي بنورٍ في صحراء أزمنتي فخانتني الوجوه، وما تحققت أمنياتي!

أفزعني الرماد وهو يحرق قصاصاتي ويطفئ من حولي ما تبقّى من طموحاتي.

كنت أنوي طرح نفايات أفكاري، والبداية، لكنني كلّما نظرت إليه تراجعت، وفضّلت السكوت والموت صمتاً!

هل أكرهه؟ لا أدري، وأخاف أن أدري.

لمى أبو جودة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى