أوباما يلتقي بوروشينكو ويعلن عن مساعدات عسكرية إضافية لكييف
نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود خبراء عسكريين من روسيا أو وحدات من الجيش في شرق أوكرانيا، مشيراً في مقابلة تلفزيونية أمس إلى رفض بلاده التكهنات والمزاعم كلها حول نيتها ضمّ جنوب شرقي أوكرانيا أو زعزعة الاستقرار هناك.
ودعا بوتين السلطات الأوكرانية الحالية إلى بدء الحوار مع سكان البلاد، ليس باستخدام الأسلحة والدبابات والطائرات، بل عبر عملية التفاوض. وشدد على عدم جواز تحوّل الأزمة الأوكرانية إلى موجة جديدة من «الحرب الباردة»، وعلى ضرورة تسويتها عبر الحوار. وقال: «أولاً، آمل ألّا ندخل مرحلة جديدة من الحرب الباردة، وثانياً، أصرّ على أن الناس بغض النظر عن مكان إقامتهم يتمتعون بحقوق معينة ويجب أن يكون لديهم إمكان الدفاع عن هذه الحقوق».
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده مازالت مستعدة للحوار مع واشنطن باعتبار أنه أفضل طريق للتوصّل إلى تفاهم، وأضاف أنه لا يعتقد أن الرئيس الأميركي يرفض التحدث معه، لكنه أكّد أن الخيار يبقى لأوباما. وفي الوقت نفسه أشار الرئيس الروسي إلى أن واشنطن تواصل سياستها العدوانية على الساحة الدولية. وأوضح أن السياسة الأميركية تعتبر الأكثر تشدداً في ما يخص حماية مصالح واشنطن، معيداً إلى الأذهان أن ليس لروسيا أي وجود عسكري يذكر خارج حدودها، أما القوات الأميركية فموجودة في كل مكان في العالم، حيث لديها قواعد عسكرية وهي تشارك في تقرير مصير شعوب أخرى على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الأميركية.
ودعا مدير الديوان الرئاسي الروسي سيرغي إيفانوف إلى فتح ممرات إنسانية في جنوب شرق أوكرانيا لتسهيل خروج اللاجئين الهاربين من العمليات القتالية التي تجريها كييف، وتمكينهم من العبور الى الأراضي الروسية، مشيراً أن هذا الأمر ملحّ للغاية.
وأردف ايفانوف قائلا «تزداد الأدلة على أن السلطات الأوكرانية تعرقل عبور اللاجئين الى الأراضي الروسية.. ونحن نشعر بقلق بالغ. وتزداد ضرورة فتح ممرات إنسانية تمكّن المدنيين، وفي مقدمتهم النساء والمسنون والأطفال، من العبور الآمن الى الأراضي الروسية». وأضاف إيفانوف أنه بحث أمس مع محافظ مقاطعة روستوف التحضيرات لاستقبال اللاجئين من أراضي أوكرانيا، مضيفا أن هناك عددا كبيرا من الفنادق المهيأة لاستقبال المواطنين الأوكرانيين وضمان ظروف معيشية لائقة لهم. وذكر أنه سيتم تنظيم مراكز مماثلة لاستقبال اللاجئين في مقطعات فورونيج وبريانسك وبيلغورود.
و أكد المسؤول الروسي أن اقتراب البنى التحتية للناتو من حدود روسيا يؤدي إلى زعزعة الوضع ولا يمت بصلة إلى قضايا الأمن الحقيقية في أوروبا، مشيراً الى التصريحات حول ضرورة تعزيز الحدود الشرقية للدول الأعضاء في الحلف و التي تحمل طابعا سياسيا بحتا ولا تملك أي معنى عسكري على الإطلاق.
وأكد ايفانوف أن مثل هذه التصريحات ستخلق قريبا مشكلات في العلاقات بين روسيا الاتحادية والحلف التي كانت جيدة في السنوات الأخيرة، مضيفاً أن قضايا الأمن التي تهم روسيا ودول الناتو تقع خارج حدود القارة الأوروبية ولا ترتبط بالأمن الأوروبي.
الى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد لقائه الرئيس الأوكراني المنتخب بيوتر بوروشينكو أن واشنطن ستزوّد كييف بسترات واقية من الرصاص وأجهزة للرؤية الليلية والاتصال بقيمة 5 ملايين دولار.
وقال اوباما أنه بحث مع بوروشينكو خطة مشاركة واشنطن في تدريب رجال الأمن الأوكرانيين وكذلك سبل تسوية الأزمة السياسية في البلاد وتخفيض اعتماد كييف على استيراد الغاز الروسي، و أضاف أن أوكرانيا يمكن أن تصبح دولة ديمقراطية مزدهرة قادرة على العيش في حال حصولها على دعم واشنطن والمجتمع الدولي.
وكان الرئيس الأميركي قد التقى بوروشينكو أمس في وارسو، حيث ذكرت وكالة «إيتار تاس» الروسية أن الوفد الأوكراني غادر فندق «ماريوت» في العاصمة البولندية حيث نزل الرئيس الأميركي، بعد محادثات استمرت نحو نصف ساعة.
وأرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس برقية تهنئة إلى بيوتر بوروشينكو بانتخابه رئيساً لأوكرانيا. وذكرت وكالة «شينخوا» الصينية أن «الجانب الصيني مهتم بتطوير العلاقات مع أوكرانيا وينوي توسيع التعاون في جميع المجالات بما يخدم مصالح الشعبين».
وفي تطورات الأحداث في شرق أوكرانيا، أعلن دينيس بوشيلين رئيس المجلس الأعلى لـ»جمهورية دونيتسك الشعبية» أمس، أن القوات الأوكرانية قتلت «أكثر من 25 شخصاً في مشفى بكراسني ليمان».
وأكد بوشيلين أنه «بحسب المعطيات الأولية قُتل أكثر من 25 شخصاً، لكننا خائفون من أن يكون عدد الضحايا أكبر»، معتبراً أن «إطلاق النار على المصابين والمرضى أسوأ من الإبادة، إذ لا يمكن تفسير أفعال طغمة كييف غير الأخلاقية».
وأصيب كبير الجراحين في المستشفى بجروح خطرة، وأسفرت عمليات القصف بقذائف الهاون كذلك عن إلحاق أضرار كبيرة بالمبنى. وتمكّن معظم المرضى من مغادرة المستشفى من دون الإصابة بأذى، بينما أعلن رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية» ألكسندر بوروداي في وقت سابق أن عناصر الحرس الوطني الأوكراني قامت بإعدام مصابين من لجان الدفاع الشعبي كانوا يتلقون العلاج في المستشفى.
وأكدت كييف أن قواتها التي تجري العملية العسكرية ضد المعارضين في شرق البلاد، قتلت نحو 300 فرد من عناصر لجان الدفاع الشعبي في محيط مدينتي سلافيانسك وكراسني ليمان بمقاطعة دونيتسك.
وقال المتحدث باسم القوات المشاركة في العملية فلاديمير سيليزنيوف أمس، إن المرحلة النشطة من العملية العسكرية مستمرة في محيط سلافيانسك وسيميونوفكا وكراسني ليمان، مشيراً إلى أن خسائر الدفاع الشعبي تجاوزت 300 قتيل وأكثر من 500 جريح. أما القوات الأوكرانية، فلقي اثنان من مقاتليها حتفهما، وأصيب 45 جندياً بجروح». ولم تعلّق قوات الدفاع الشعبي على الحصيلة التي أعلنتها كييف، علماً بأنها تنفي عادة ما يعلنه الجيش الأوكراني عن الخسائر التي يتكبدها المعارضون.
جاء ذلك في وقت تجددت فيه الاشتباكات فجر أمس الأربعاء، إذ قصف الجيش الأوكراني مدينة سلافيانسك التي تعتبر من المعاقل الرئيسية للمحتجين في مقاطعة دونيتسك، واستمرت عمليات القصف العنيف على سلافيانسك منذ الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، والتي تزامنت مع تهدئة نسبية في العملية العسكرية التي تجريها كييف في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.
كذلك أغار الطيران الأوكراني مرة جديدة على بلدة سيميونوفكا القريبة من سلافيانسك. وكانت مقاتلات ومروحيات تابعة للجيش الأوكراني قد شنت في وقت سابق 6 غارات جوية على الأقل على سيميونوفكا وقد هاجمت بلدة تشيريفكوفكا.
وأعلن العمدة الشعبي لمدينة سلافيانسك فياتشيسلاف بونوماريوف أن مقاتلي لجان الدفاع الشعبي تمكنوا من إسقاط مقاتلة من طراز «سو-25» ومروحية قتالية، إضافة إلى إصابة 4 مدرعات تابعة للجيش الأوكراني.
وكان القائم بأعمال الرئيس الأوكراني ألكسندر تورتشينوف قد وصل أمس في زيارة إلى مناطق العمليات القتالية، وتجنب روسلان كوشولينسكي نائب رئيس البرلمان الأوكراني، ذكر تفاصيل عن الزيارة واكتفى بإبلاغ النواب بأن القائم بأعمال الرئيس رئيس البرلمان، غادر كييف وتوجه إلى شرق البلاد «نظراً إلى الأوضاع الصعبة الراهنة هناك».