نيرون وأردوغان… التوحش وجنون العظمة
د. نسيب حطيط
يحكى أن نيرون آخر ملوك الإمبراطورية الرومانية قد أحرق روما عام 64 م بعدما راوده خياله بإعادة بناء روما على أسس جديدة، فقرّر إحراقها وجلس على مرتفع يشاهد احتراقها على أنغام الموسيقى، بعدما قتل أمه وزجته ومعلمه وأخاه لأنهم اعترضوا على أدائه وتسلطه.
أردوغان الإمبراطور الوهمي قرر عام 2011 إحراق سورية والعالم العربي عبر الإخوان المسلمين والجماعات التكفيرية، لإعادة بناء المنطقة على أسس جديدة تخدم المشروع الأميركي الصهيوني وتجعل منه إمبراطوراً للخلافة الموهومة، فبدأ إشعال النيران في مصر وسورية والعراق متربعاً على مرتفع التكفيريين من داعش وبقية الأسماء ينظر الحريق السوري ويوجه الإنذارات ويحدد المواعيد لإسقاط النظام وفتح حدوده ومدنه للمرتزقة التكفيريين من أصقاع العالم وتقديم التسهيلات والضمانات بشرط واحد… أحرقوا سورية واغتصبوا واسرقوا ما تصل إليه أيديكم، لأكون الخليفة الجديد للسلطنة العثمانية المنبعثة من دخان الناتو والصهيونية.
قتل أردوغان معلمه نجم الدين أربكان سياسياً ثم قتل شقيقه فتح الله غولن، وألحق بهم توأمه السياسي الرئيس التركي السابق عبد الله غول، كما فعل نيرون روما، وليحجز لقب أردوغان تركيا.
انهزم أردوغان في حربه الإمبراطورية وصمدت سورية بوجهه وسقط أعوانه في مصر، ولم يستطع حجز مقعده في ليبيا التي أكل لحمها أيام القذافي بالمقاولات والمشاريع ثم انقلب عليه لتزيد حصته في الكعكة الليبية، وتعهد تجارة التكفيريين لإحراق سورية والعراق ابتداء ليصل إلى روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى ليصل إلى الصين بتكليف أميركي بحجة نصرة المسلمين الإيغور في الصين والذي لم يتذكرهم إلا الآن.
بعد حوالى خمس سنوات على الحريق العربي، بدأ أردوغان المتهوّر والمتعجرف والمخادع يذوق ألسنة اللهب التي أشعلها في بيوت جيرانه وذاق طعم الدم الذي أهرقه في سورية وشم دخان حرائق السيارات المفخخة التي تنفجر في تركيا، بعد أن أرسلها الى سورية. والأهم من ذلك أنه أشعل جمر الحرب التركية الكردية التي خمدت منذ عام 2013 مع حزب العمال الكردستاني- يشكل الأكراد نسبة 20 في المئة من الشعب التركي حوالى 20 مليون ، واطلق فيروس الفتنة المذهبية السنية ـ العلوية مع أن العلويين يشكلون نسبة 12-15 في المئة من الشعب التركي حوالى 10 ملايين ، إضافة إلى خصومته مع المعارضة التركية والتشقق الذي أصاب الحراك السياسي الإسلامي وتشتت القوى، وآخر التهديدات حربه الإعلامية ضد ابنه التكفيري بالتبني «داعش» تحت ضغط أميركي مباشر.
المغرور أردوغان شبيه حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق الرجاء ممن يعرف عنه شيئاً الاتصال بجمعية إيواء المشردين السياسين .
هل يستطيع أردوغان الفاشل أن يواجه كل هؤلاء الخصوم والأعداء؟
هل يستطيع أردوغان منع الفتنة المذهبية والقومية والتي نفخ نارها نكاية بالنظام السوري؟
ماذا لو تحالف الأكراد والعلويون في تركيا حوالى ثلث الشعب التركي – 30 مليوناً ضدّ أردوغان وحزبه؟
هل يحترق أردوغان أم يحرق تركيا أو يتدخل الجيش من جديد للإمساك بالسلطة لإنقاذ تركيا من الخطر.
الربيع العربي سيغير حكام السعودية وتركيا، كما تغير الحكم في مصر وتونس سقوط الأخوان وقطر عزل حمد بن خليفة واليمن سقوط الحكم السعودي البديل ولن تسقط إيران وسورية والمقاومة في لبنان.
قوافل المتآمرين ستغادر في عتمة الليل التكفيري والتخلي الأميركي عن العملاء والأدوات وتبقى الأوطان لأهلها المقاومين مهما كانت التضحيات ولوكانت باهظة وأليمة من الأعزاء والأحبة.
لقد تم استعمارنا من العثمانيين 400 سنة، وتم تعميم الجهل ومصادرة الأملاك والثروات والتعبئة العامة سفر برلك للقتال من أجل السلطنة العثمانية، وأكثرهم لم يعد، تماماً كما يفعل أردوغان وهو يجند التكفيريين من العالم للقتال من أجل السلطنة التركية الجديدة سفر برلك عكسية . ولكن للتذكير، انهزمت السلطنة العثمانية وتم تقسيم أراضيها على الفرنسين والإنكليز والروس وتحولت من خلافة إسلامية إلى دولة علمانية حتى الآن مع وجود المخادع الإسلامي أردوغان، أما الآن فتتصحر تركيا أكثر وسيتم تقسيمها إلى دول ثلاث وتتجرع السم الفتنوي الذي أعدته لسورية وجيرانها وتتحول من دولة علمانية إسلامية إلى دولة علمانية غربية، وهذا ما سيقدمه أردوغان وحزبه لتركيا الحريق حتى النهاية. فهل يبادر أحد الوطنيين غير المتصهينين في تركيا وينقذ تركيا من رجب نيرون أردوغان… أم ينتحر أردوغان كما انتحر نيرون؟
سياسي لبناني