«أحرار الشام» تصفع داعميها وتنعي الملا عمر…
سعد الله الخليل
صفعت حركة «أحرار الشام» إحدى الفصائل العسكرية الإسلامية المعتدلة بنظر واشنطن، والتي حاورتها الخارجية الأميركية في سياق تقديمها الدعم للجماعات المعتدلة واشنطن أنقرة، ببيان نعت فيه الملا عمر زعيم حركة طالبان.
فبعد أشهر من محاولات تلميع الحركة المنضوية في تحالف ما يُسمّى «جيش الفتح»، إلى جانب «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، والتي تسيطر على مساحات واسعة من محافظة إدلب، والتي تزعم أنها تنظيم مستقلّ لا يتبع لأيّ تنظيم آخر من التنظيمات العاملة داخل سورية وخارجها كتنظيم «القاعدة» أو ما يُسمّى «الجيش الحر»، تصف الحركة المعتدلة أميركياً الملا عمر بمعلم بناء «الإمارات الإسلامية» في قلوب الناس، قبل أن تصبح واقعاً على الأرض، وبأنّ الملا عمر أعاد لها معاني الجهاد والإخلاص، وهو توصيف لا يخرج عن أيديولوجيتها كفصيل متحالف مع «القاعدة»، إلا أنه يقلب الطاولة على أكبر داعميها في أنقرة التي تروّج لها كأكبر حركة عسكرية فعّالة معارضة على الأرض السورية والحليف الأهمّ لها في الشمال السوري.
ترى أنقرة في حركة «أحرار الشام» الدواء الموازن لنمو النفوذ الكردي في الشمال السوري، وآلة ضرب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي كأحد أكبر التهديدات لأمن حدود تركيا واستقرارها، وأكثر تقبّلاً من «داعش» و«النصرة» بما يضمن لها أرجحية في التدخل في الشأن السوري، خاصة بعد قبول «أحرار الشام» بحق تركيا بالتدخل لمنع إقامة دولة كردية، وتصريح قيادات الجبهة باستعدادها لمساندة تركيا في حماية أمنها ومستقبلها، وبأنّ مصلحة تركيا توازي مصلحة أحرار الشام وهو ما يفسّر الدعم اللامحدود لتركيا للحركة في معارك السيطرة على إدلب وجسر الشغور.
أضاع بيان حركة «أحرار الشام» جهود أنقرة وواشنطن بإظهار تمايزها عن «القاعدة»، ونسف محاولة تسويقها عبر الصحف العالمية كفصيل معتدل يمكن القبول بالحوار معه، فأفردت لشخصيات الحركة مساحات واسعة في الصحف الغربية كـ»ديلي تلغراف» البريطانية و«واشنطن بوست» الأميركية، فكيف ستبرّر تلك الصحف لجمهورها نعي الحركة الناشئة من الرحم الإخواني لزعيم قاعدي بحجم الملا عمر؟ أم أنها ستتغاضى عن الخبر وفقاً للمصالح الغربية بتقسيم متفرّعات «القاعدة» لفروع خيّرة وأخرى شريرة، وإن تحالف الصالح والطالح من وجهة النظر الأميركية.
لا تختلف حركة «أحرار الشام» وغيرها من الحركات الإسلامية، من حيث التنظيم والسلوك عن تنظيم «القاعدة» بل تربط قياداتها علاقات وثيقة مع التنظيم، فأحد أكبر قياداتها أبو خالد السوري قاتل إلى جانب أسامة بن لادن وكان مقرّباً من زعيمها الحالي أيمن الظواهري المتحالف مع الملا عمر الذي حزنت الحركة لفراقه ونعته كمعلم وقدوة صالحة.
حين أعلنت دمشق أنها تقاتل تنظيم «القاعدة» بمخرجات ومسمّيات مختلفة ثارت ثائرة الشرق والغرب ومناصري حقوق الإنسان والديمقراطية والشعوب! ويوماً بعد يوم أثبتت مجريات الأحداث صحة وجهة النظر السورية، وما سلوك «أحرار الشام» سوى نقطة في بحر التطرف اللامعتدل والذي تمارسه على الأرض السورية ليبدو نعيها الملا عمر صفعة جديدة لداعميها ومموليها في أنقرة وواشنطن والتزاما عقائديا بتوجهها القاعدي.
«توب نيوز»