في ذكرى تأسيسه… الجيش يكتب قصة نصره الجديدة
نور جبور
منذ تأسيسه قبل نحو 69 سنة وحتى اليوم أثبت الجيش العربي السوري التزامه المطلق بقضايا العالم العربي العادلة وإصراره على الدفاع عن كرامته وعزته وتصديه لجميع المؤامرات الاستعمارية التي استهدفت وجوده وكيانه منطلقاً من القيم والمبادئ التي حملها رجالاته في وجدانهم وضمائرهم وناضلوا لأجلها سنوات طويلة.
فعلى مدى أكثر من ستة عقود آمن الجيش العربي السوري بالقومية العربية نهجاً وشارك في جميع المعارك التي خاضها العرب وسطر رجاله ملاحم في البطولة والتضحية والفداء ابتداء بحرب إنقاذ فلسطين عام 1948 مروراً بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وحرب الاستنزاف التي استمرت نحو ست سنوات عقب عدوان حزيران عام 1967 وصولاً إلى حرب تشرين التحريرية عام 1973 والدفاع عن لبنان الشقيق ووحدته في الفترة 1976-1982.
ويرى مراقبون أن المعركة التي يخوضها الجيش العربي السوري اليوم ضد المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» وبعض الدول الإقليمية والعربية لا تختلف في جوهرها ومضمونها عن معاركه السابقة ضد قوى الاستعمار كافة وإن اختلفت الأشكال وتعددت الأساليب، كما أن مواجهته لهذه الحرب الإرهابية الظالمة هو في صلب عقيدته القتالية التي أثبتت صمودها في وجه حملات التحريض والتضليل الإعلامي التي استهدفت تماسكه ووحدته منذ بدء الأزمة في سورية.
لقد استطاعت عبقرية الجيش العربي السوري العسكرية التأقلم سريعاً مع ظروف المعركة الحالية التي يخوضها ضد العصابات الإجرامية المسلحة والانتشار في مختلف المناطق على امتداد مساحة الوطن لحماية المنشآت العامة والخاصة من أعمال السرقة والنهب والتخريب والتعامل مع مختلف صنوف الأسلحة التقليدية والحديثة، كما تمكنت وحداته القتالية من أخذ زمام المبادرة في أكثر من منطقة وتحقيق انتصارات خاطفة وسريعة على الإرهابيين.
في استحضار التاريخ لم نسمع أن جيشاً في هذا العالم خاض هذا الكم الهائل من المعارك المتنوعة، سواء كان هذا التنوع لجهة الطبيعة الجغرافية أو لجهة الأسلوب والشكل أو لجهة الطريقة التي تدار بها المعركة، أو لجهة اجتماع عدة معارك مختلفة في الشكل والمضمون والمستوى على جبهة واحدة، انطلاقاً من أن معظم جيوش العالم تحاكي في خططها العسكرية الموضوعة والمرسومة الطبيعة والظروف الجيوسياسية التي نشأ على أساسها جيش ذلك البلد والتي غالباً ما تكون ثابتة في الحروب والمعارك، فلم يعرف عن أي جيش في العالم انه حارب بطبيعتين مختلفتين الى حدود التناقض أحياناً كما يفعل الجيش السوري الذي لا يزال يخوض أصعب المعارك وأعقدها عسكرياً وتقنياً، بدءاً من حروب المدن والمناطق والبلدات والشوارع والأحياء الآهلة بالسكان والأماكن الحساسة والمعقدة ديمغرافياً، ومروراً بحروب المرتفعات والجبال الشاهقة والتضاريس الصعبة وحروب الصحارى والسهول وحروب المناطق والأماكن التي تحوي منشآت حساسة ومواقع مهمة واستراتيجية كآبار النفط وسدود المياه ومحطات توليد الكهرباء، وليس انتهاء بحروب الأنفاق وحروب الحدود المتداخلة مع دول الجوار.
الوقائع تؤكد أن الجيش العربي السوري بأدائه المتماسك وجاهزيته العالية وإصراره على إعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من أرض الوطن ومنع الإرهابيين المأجورين من تحقيق مآربهم فإنه يواصل سيره على نهج الأجداد والقادة الأوائل ويعيد أمجاد الانتصارات التي حققها رجالاته، وأن دماء شهدائه الطاهرة التي روت أرض الوطن لن تذهب سدى بل ستكتب قصة نصر جديدة وحكاية شعب يأبى الضيم ويرفض الهزيمة والخذلان.
اذا بسالة وشجاعة أبطال الجيش العربي السوري كان لها ترجمة على أرض الواقع من خلال وقوفهم في وجه الإرهاب ومحاربتهم له دفاعاً عن تراب سورية فقد استبسلوا مقدمين أرواحهم قرابين لوطنهم الغالي وإن معجزة الجيش العربي السوري الحقيقية هي في عقيدته القتالية التي ترتكز على باقة خلاقة من القيم والمبادئ.
جيشنا قاتل بكل شرف وصمود وإخلاص الإرهاب المدعوم من دول الهيمنات الاستعمارية والبترو دولار وحقق انتصارات كثيرة وأفشل نجاح المخططات العثمانية لذلك كل الحب والتقدير والاحترام لكل جندي من جنود الجيش الباسل ونشجع الشباب السوري على الالتحاق بصفوفه لأنه شرف لنا جميعاً أن نكون ضمن هذه المنظومة لأن التاريخ سيسجل يوماً بأحرف من نور أن الجيش السوري أهم عامل في التأسيس لقطبية جديدة على الساحة الدولية ودحر الإرهاب وبالتالي فإن انتصار سورية يعني هزيمة العدو المتغطرس في الوقت الذي جند أعداء سورية أعداداً هائلة من المرتزقة لتخريب وتدمير وقتل السوريين وراء حجج واهية.