واشنطن تصعّد لتبرّر

تسارع واشنطن الى الشرق الأوسط لشرح خبايا الاتفاق النووي والغاية منه وتأثيره على مصالحها في الشرق الاوسط من جهة، وتأكيد عدم إضراره بحلفائها، فحضر جون كيري الى المنطقة لهذا الهدف.

الإيرانيون بدورهم يسارعون الى بث التطمينات بين الخصوم ويفتحون سلسلة نوافذ وأبواب هم وحلفاؤهم من أجل التوصل إلى حلول للملفات العالقة، وأبرزها الأزمة السورية، وها هي إيران تمدّ يدها مجدّدا للسعوديين ومن ورائها موسكو التي على ما يبدو تحضّر ارضية جدية للقاءات الحليف بحليف الحليف، حيث هذه المرة تصدّر الملف السوري جدول أعمال الدول الكبرى، وكأنه ثاني أهمّ الملفات التي ستوضع على نار حامية بعد حلّ أزمة الملف النووي الإيراني، وبهذا يؤكد الأميركي انّ ملفات الحلفاء هي سلسلة متشابكة تعمل بسلم أولويات يبدو أنّ الأميركي استسلم لحلها لأسباب داخلية اميركية يرتبط ملف الارهاب مباشرة فيها مع توقعات بكونه أبرز الأوراق الانتخابية لأوباما حزبه الديمقراطي.

بالعودة الى سورية، وأمام كلّ الانفراجات التي بثتها الكواليس حول لقاء مؤكد جرى بين رئيس مجلس الأمن الوطني وهو «المشرف السياسي» اللواء على مملوك ووزير الدفاع السعودي ولي ولي العهد محمد بن سلمان، برعاية روسية، وما يمكن لهذا اللقاء ان يمهّد له على طريق تهيئة أرضية لقاء اميركي ـ سوري، يخرج البيت الأبيض ببيان يطرح فيه إمكانية لجوء واشنطن الى خيارات متعدّدة للدفاع عن القوة التي أنشاتها للدفاع عن المسلحين الذين درّبتهم، فتمتعض الخارجية الروسية من البيان وتدين الإجراءات الإضافية التي اعلنتها واشنطن في تلميح الى إمكان توفير غطاء جوي لهم مؤكدة أنّ الخطوة الاميركية ستؤدّي الى نتائج عكسية. مجدّدة موقف موسكو في ضروروة الوقف الفوري لكلّ أشكال التدخل الخارجي في الأزمة السورية.

البنتاغون أكد من جهته أنّ الولايات المتحدة نفذت أول غارة جوية لها في الأراضي السورية لدعم مجموعة من المسلحين المعارضين الذين درّبتهم لمؤازرة مجموعة مسلحين يطلقون على أنفسهم اسم مجموعة «سورية الجديدة».

هذه الأجواء توحي بأنّ التعقيد يشوب المشهد السياسي والأمني في سورية، وان لا تقدّم اميركياً حقيقياً لمساعي الحلول الجدية التي باتت الأروقة الديبلوماسية تتحدث عنها.

انّ الحلّ السياسي في سورية يبدو أنه سيكون أسرع مما يتوقعه كثرون في ظلّ المساعي الروسية في التحضير لأجواء مواتية يبدو انها نجحت فيها خصوصاً مع الجانب السعودي، وبالتالي فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه ما هو لزوم التصعيد الاميركي في هذا التوقيت وما هو سرّ البرودة السورية من هذه الناحية؟

الجواب الوحيد تعرفه الإدارة الاميريكية وتمارسه بخفة شديدة، فالذي يعرف أنه في ذروة الأزمة لم يستطع تدريب وتأهيل وتوحيد جماعات مسلحة في سورية تشكل جزءاً من المعارضة السورية المعتدلة المفترضة يعرف انه اليوم غير قادر على اعتبار انّ حرباً كبرى ستخوضها الولايات المتحدة بستين مقاتل فقط او ما يعادله وبالتالي فإنّ هذا التصعيد الاميركي ليس سوى تمهيد للخروج في إيحاء أنها أمّنت كلّ ما يلزم للمعارضة السورية وقصفت ودعمت وحمت، لكن المعارضة لم تفلح بالصمود… فلا يعود هناك سبيل من التوجه نحوالنظام السوري من اجل الحلّ… التصعيد الاميركي ليس سوى تبرير للتواصل مع الأسد.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى