رسالة حبّ واحترام واعتزاز… وعتب إلى رمز كرامة الإنسان وقائد سورية وسيّد العرب

كمال جميل طهبوب

كل يوم يمضي تتأكد لنا كم كانت مؤامرة سايكس- بيكو كارثة حقيقية، ليس لأنها خربت أسس الوحدة العربية فحسب، بل لأنها خلقت شرخاً حقيقياً في الوجدان العربي عامة. وكل يوم يمضي يتأكد لنا أن الكيان الصهيوني ما كان ليُخلق لولا هذه الاتفاقية اللعينة… وما كان ليستمرّ أيضاً. وكل يوم يمضي يتأكد لنا أن العملاء والخونة من أبناء جلدتنا الذين تتنفس رئاتهم النتنة من أنابيب سايكس-بيكو، مثل الكيان الصهيوني ومصالح الاستعمار الغربي، إنما يتماهون إلى درجة التفاعل الكامل مع الصهيونية والاستعمار في وحدة مصالحهم.

كل يوم يتأكد لنا أن هذه الاتفاقية التي حاصرت سورية الوطن الأم بقاعدة صهيونية في فلسطين وقاعدة وظيفية استخبارية معادية في الأردن وبقاعدة مذهبية طائفية في لبنان إنّما أي سايكس- بيكو أيضاً منصة يمكن الانطلاق منها لعملية تقسيم جديدة على الهوى الصهيوني-الاستعماري تنسف الكيان القومي – الوطني وما الهدف من الحرب العدوانية الهمجية على سورية إلاّ تحقيق هذا الحلم العنصري المعادي.

كل يوم يمضي، وبعد ثلاث سنوات من العدوان على سورية، يتأكد أن القضية الفلسطينية باتت حقاً ركيزة الصراع العربي- لصهيوني، بل ركيزة النضال ضد سائر قوى الشر في هذا العالم. وأن سورية التي دفعت الغالي والرخيص في مواجهتها العدوان الاستعماري – الصهيوني – الرجعي عليها لم تدافع عن سيادتها وكرامتها وشرفها وحريتها وثوابتها وإرادتها، إنما دافعت عن العروبة وعن شرف الإنسانية جمعاء. والمستقبل القريب المقبل سيثبت هذه الحقيقة من دون مواربة مهما تكن أحجام عمليات التشويش والتضليل والتزوير.

إلاّ أن ما حرضني فعلاً على استعادة كل ما سبق كان ذاك الألم الشديد والحزن الدفين الذي يعصف بقلبي، أنا العربي السوري من فلسطين، والمحروم من المشاركة في أقدس واجب نحو عروبتي وسوريتي وفلسطينيتي، أي أن أشارك في هذه اللحظة المصيرية المقدسة من انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية، وفي دمشق عاصمة الشرف العربي، في انتخاب وجودي كإنسان حر كريم. فأنا الفلسطيني المؤمن بأن سورية هي مهد الإنسانية وكعبة العروبة وحصن المقاومة، والمؤمن بأن فلسطين هي جنوب سورية، وأن عاصمتها دمشق… حرمه القدر من المشاركة في صناعة مصيره.

أدرك أهمية القرار العربي السوري الذي يؤكد على الشخصية الفلسطينية المستقلة، في تفاعل وحرص حكيمين في مواجهة شرعية دولية هي لا شرعية ولا أخلاقية إذ تدعم الاحتلال الاستيطاني والعدوان الصهيوني-الاستعماري المتحالفين علينا … إلا أنني في الحقيقية لا أؤمن به وجدانياً، خاصة أن أصحاب الشأن الفلسطيني لم يحترموا هذا القرار ولم يعملوا على أساسه، بل تآمروا عليه، وعلى المقاومة في لبنان، وديدنهم النظام الأردني المتآمر على كل ما هو عربي سوري شريف. فجماعة أوسلو منحوا جواز سفر مجانياً ورخيصاً لجميع أنظمة التآمر العربي، خاصة الخليجية، لتطفو على السطح بلا حياء، وركب أمراء الفتنة الحمساويون موجة المقاومة ليمنحوا الإسلام السياسي-الصهيوني فرصة التغلغل إلى الوجدان العربي، خاصة الفلسطيني، وعلى حساب حقوقنا وهويتنا ووجودنا. وموقف الطرفين في أي حال كان عاراً، خاصة في تخاذلهم وتآمرهم على سورية في العدوان الصهيوني-الاستعماري المعادي عليها.

لذلك، أتوجه إلى السيد الرئيس بشار الأسد، وأنا أحترم مقام الرئاسة بين يديه وأحترم رمزية الشرف العربي في شخصه الكريم، وهو القائد العظيم ابن الزعيم الخالد، بسؤالي السياسي والوجداني هذا: يا سيادة الرئيس، إذا كنت أنا كمواطن عربي سوري من فلسطين لا يحق لي في دمشق عاصمة الشرف العربي والصمود والمقاومة لأجل سورية ولأجل فلسطين، لا يحق لي انتخابك…

فلأجل سورية ولأجل فلسطين أسألك سيادة الرئيس بالله عليك من أنتخب؟

مواطن عربي سوري من فلسطين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى