إقبال كثيف على الانتخابات واقتراع الرئيس الأسد أحرج أميركا وأكد إخفاق الغرب استعراض عضلات الناتو قرب الحدود الروسية في طريق مسدودة
حسن حردان
طغى حدث إجراء انتخابات الرئاسة السورية على اهتمامات الصحافة الأميركية والغربية لما له من دلالات مهمة بعد ثلاث سنوات ونيف من عمر الأزمة جهدت خلالها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لأجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد عن سدة الحكم لصالح المجيء بحكم جديد موال لها ينفذ أجندتها السياسية في المنطقة.
ولهذا فإن مشهد الإقبال الشعبي الكثيف على صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس الأسد الذي بدت عليه ملامح النصر، وجّه رسالة قوية للغرب وأحرج الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى. على أن قدرة الرئيس الأسد إدارة الانتخابات أكدت أنه لا زال قادراً على إدارة البلاد.
من هنا فشلت سياسة أميركا في دفع الرئيس الأسد للتنحي، وتبين بعد ثلاث سنوات أن الانتخابات ستؤدي إلى تسلمه ولاية رئاسية ثالثة. وقد جاء ذلك في وقت وجه فيه سفير الولايات المتحدة السابق لدى سورية روبرت فورد اتهامات لاذعة لنهج إدارة أوباما قائلاً: «إنه استقال في آذار الماضي لأنه لم يعد يستطيع تأييد سياسات بلاده ولعجز الإدارة عن الاستجابة للتغيير الحاصل على أرض الواقع».
وعلى رغم محاولات الصحافة الغربية الإساءة للمشهد الديمقراطي الذي شهدته سورية وعكسه الإقبال الكثيف من قبل الشعب بحماس منقطع النظير على التصويت وتحدي أعداء سورية، إلّا أنها اعترفت في الوقت نفسه بإخفاق الدول الغربية في إسقاط نظام الرئيس الأسد وقطع أي محاولة للتحاور معه. غير أن المشهد الديمقراطي لن يبدل أو ينال منه استياء واشنطن وانزعاج الغرب وحلفائه من بقاء الرئيس الأسد في سدة الحكم لسبع سنوات أخرى، وبتأييد كاسح من الشعب السوري الذي عبر عن وطنية فائقة صدمت الدول الغربية التي باتت تتفرج على حجم الالتفاف الشعبي حول الرئيس وهي مذهولة.
وفي الكيان «الإسرائيلي» فإن تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية وقرار واشنطن بالتعامل معها قد سبب أزمة حادة بين كل من تل أبيب وواشنطن، وقد جاء الرد الأميركي على موقف الحكومة «الإسرائيلية» بمقاطعة الحكومة الفلسطينية بتأكيد أن اختبار الحكومة الفلسطينية الجديد يكون بأفعالها وإن أميركا ستتابع التزاماتها بشروط الرباعية الدولية. وهو الأمر الذي يطرح سؤالاً على الأطراف المكونة للحكومة حول إذا ما كانت ستقبل باستئناف المفاوضات وفق شروط الرباعية التي تقر بوجود «إسرائيل» ونبذ ما تسميه العنف.
غير أن ذلك لم يمنع «إسرائيل» من العمل على استنفار مناصريها في واشنطن للضغط على الإدارة الأميركية للتراجع عن مواقفها، وفي هذا السياق بدأ السفير «الإسرائيلي» في الولايات المتحدة وأعضاء في الكونغرس محسوبون على «إسرائيل» ومنظمات يهودية في أميركا، بتفعيل الضغوط في سبيل تغيير الموقف الأميركي تجاه الحكومة الفلسطينية وإبراز أن حماس الشريكة في الحكومة كحركة إرهابية. فيما سارع اللوبي «الإسرئيلي» الإيباك إلى دعوة الكونغرس الأميركي إلى إعادة تفعيل قانون مكافحة الإرهاب الذي صدر عام 2006 والذي يقرّ بأن حركة حماس تنظيم «إرهابي» تجب مقاطعته وإعادة النظر في المساعدات المالية الأميركية المقدمة إلى السلطة الفلسطينية.
ولا يزال التوتر على حاله بين روسيا وحلف الناتو، إذ تنتقد روسيا تحرك حلف الناتو بالقرب من حدودها وتعتبر أنه يشكل انتهاكاً لمعاهدة 1997، وعلى رغم ذلك فإن هذا التحرك لا يعدو كونه استعراضاً للعضلات في طريق مسدودة، لأنه لن يستطيع منع روسيا من تفعيل كل الإمكانات لوضع حد للعنف في أوكرانيا.
«نيويورك تايمز»: الرئيس الأسد أحرج أميركا واستطاع إدارة البلاد بالطرق الصحيحة
تناولت الصحف الأميركية الصادرة أمس الانتخابات الرئاسية السورية، فقالت «نيويورك تايمز»: «إن الرئيس السوري بشار الأسد أحرج الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى التي دعت إلى الإطاحة به وسعت إلى التوسط في عملية الانتقال السياسي الموضوعي، ووصوله إلى هذه المرحلة يؤكد أنه استطاع خلال السنوات الثلاث إدارة البلاد بالطرق الصحيحة». وتحدثت آن برنارد في تقرير في الصحيفة عن مسار الانتخابات الرئاسية التي شهدتها سورية أمس، والإقبال الشعبي الكثيف في المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية، وقالت: «اقترع الرئيس الأسد وتبدو عليه ملامح النصر باعتباره استطاع الوقوف في وجه حملة التمرد المستمرة منذ ثلاث سنوات»، وأضافت: «إنه بحضوره وجه رسالة للغرب بأنه سيفوز عسكرياً، وأحرج الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى التي دعت إلى الإطاحة به وسعت للتوسط في عملية الانتقال السياسي الموضوعي». وتابعت: «استطاع الأسد الوصول الى مرحلة إدارة الانتخابات، ما يؤكد أنه ما زال قادراً على إدارة البلاد».
وختمت الصحيفة قائلة: «بعد الانتخابات الرئاسية ستستمر المناورات الدبلوماسية، كذلك النهج الأميركي الذي تتبعه منذ بداية الأزمة».
«واشنطن بوست»: سياسة أميركا فشلت في دفع الرئيس الأسد للتنحي
أعدت ليز سيلي تقريراً في صحيفة «واشنطن بوست» قالت فيه: «صوت السوريون على الانتخابات الرئاسية السورية تحت رقابة مشددة، وقد عززت تلك الحركة قبضة الرئيس بشار الأسد العنيد على السلطة، ما يؤكد فشل سياسات الولايات المتحدة التي تهدف إلى إقناعه بالتنحي» .وتابعت: «بعد ثلاث سنوات على الأزمة يبدو أن الانتخابات ستسلم الرئيس الأسد ولاية ثالثة مدتها سبع سنوات، متحدياً دعوة الرئيس أوباما منذ 2011 بالتنحي».
وأوضحت سيلي أن «التصويت جاء في وقت وجه فيه سفير الولايات المتحدة السابق لدى سورية روبرت فورد اتهامات لاذعة لنهج إدارة أوباما»، قائلاً: «انه استقال في آذار لأنه لم يعد يستطيع تأييد سياسات الولايات المتحدة»، واستشهد فورد بعجز «الإدارة على الاستجابة للتغيير على أرض الواقع».
«غارديان»: الدول الغربية أخفقت بشطب النظام السوري وقطع أي محاولة للتحاور معه
اهتمت الصحف البريطانية الصادرة أمس بمواضيع عدة، أبرزها قراءة في الانتخابات الرئاسية في سورية، فقد حاولت الصحف في تحليلاتها وتقاريرها إبراز وجهة نظرها المعادية للانتخابات الرئاسية السورية وللدولة السورية، فنشرت تقارير تسيء لديمقراطية المشهد الانتخابي كما حاولت الترويج لفكرة إجبار الناخبين السوريين على الخروج إلى صناديق الاقتراع.
وتناولت افتتاحية صحيفة «غارديان» الانتخابات الرئاسية في سورية فقالت: «إن هذه الانتخابات ينظر إليها النظام السوري على أنها إثبات لتمتع بلاده بالديمقراطية كما أنها دليل على نجاة النظام القائم وانتصاره في نهاية المطاف، أما بالنسبة إلى المعارضة المسلحة ولكثيرين في منطقة الشرق الأوسط، فهذه الانتخابات تعتبر مهزلة ومزيفة». ورأت «أن السوريين الذين عايشوا انزلاق لبنان في حرب أهلية لم يتعلموا من تجربتهم ثم جاء فشل وإخفاق الدول الغربية التي قررت شطب النظام السوري في وقت مبكر من قوامسيها الدبلوماسية وقطع أي محاولة للتحاور معه».
«ليبراسيون»: واشنطن مستاءة لأن الرئيس الأسد سيعود مرة جديدة إلى الحكم
نشرت صحيفة «ليبراسيون» تقريراً عن الانتخابات الرئاسية السورية، أشارت فيه إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية عبرت عن استيائها من هذا الاستحقاق الذي سيعيد الرئيس السوري بشار الأسد مرة جديدة إلى الحكم سبع سنوات». وقالت إن واشنطن ادعت أن الانتخابات الحاصلة في سورية هي «عار». بحسب تعبيرها، «بسبب استمرار الأحداث في هذا البلد»، وأضافت نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف: «إن هذا التصويت الذي حصل من قبل الناخبين منفصل عن الواقع لأن الانتخابات ليست حقيقية». ولفتت الصحيفة إلى انزعاج واشنطن من «الصورة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للرئيس الأسد وزوجته أسماء خلال إدلائهما بصوتيهما، إذ كان يضحك ويأخذ الصور مع الناخبين».
ونقلت الصحيفة عن هارف: «إن هذه الانتخابات يجب أن تكون فرصة للشعب الحر الذي يجب أن يلعب دوراً في اختيار رئيسه»، زاعمة أن «الدولة السورية مستمرة برفض الحوار من أجل الحرية والشجاعة». وأكدت أن «هذا التصويت الكثيف أثار الجدل لدى المعارضة وحلفائها الغربيين والعرب»، موضحة أن «أكثر من 15 مليون سورياً ذهبوا إلى صناديق الاقتراع على رغم استمرار الأزمة السورية».
«تايمز»: على الدول الغربية عدم التعامل مع ذوي البدلات العسكرية
نشرت صحيفة «تايمز» مقالاً لروجر بويز بعنوان «الجنود ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إدارة وحكم البلاد». وقال بويز: «إن على الدول الغربية عدم التعامل مع ذوي البدلات العسكرية سواء كانوا في مصر أو تايلاند أو ليبيا».
ووصف العسكريين الذين يحاولون حكم البلاد بأنهم «رجال الأقدار»، وأضاف: «وكيف لا نستطيع ألّا أن نحبهم حين يطلون علينا بنظاراتهم الشمسية والميداليات المعلقة على بدلاتهم العسكرية». ورأى أن «المشير عبد الفتاح السيسي الذي انتخبه الشعب المصري ليتولى سدة الرئاسة في البلاد يعتبر مثالاً للمنقذ العسكري في العصر الحديث، والذي ستصفه واشنطن قريباً بأنه الشخص الذي أرسى السلام في الشرق الاوسط. وفي الحقيقة، فإن السيسي يعتبر آخر العسكريين الذين خلعوا بدلاتهم العسكرية ليتولوا سدة الرئاسة في بلادهم بعد ليبيا وتايلاند وسورية». وبحسب الكاتب، فإن الأسباب التي تدعم نظرته بعدم كفاءة قيام العسكريين بحكم البلاد هي «جهلهم إدارة اقتصاد البلاد، إضافة إلى فرضهم قانون الطوارئ». وقال بويز: «منذ تولي السيسي فرض الأمن في البلاد، أضحت مصر ترزح تحت وطأة التوتر والفوضى وغياب الأمان، ولهذا صنفت جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية، ولهذه الأسباب جميعها فإنه لا يجب التعامل مع السيسي وحتى لو خلع بدلته العسكرية ونظاراته الشمسية».
«هآرتس»: أميركا ردت على انتقادات نتنياهو: اختبار الحكومة الفلسطينية يكون بالأفعال
لفتت صحيفة «هآرتس» إلى أنه «في أعقاب الانتقادات التي وجهها رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو للإدارة الأميركية بسبب قرار الأخيرة الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية، ردت الولايات المتحدة بالقول إن اختبار الحكومة الجديدة يكون بأفعالها، وإن الولايات المتحدة ستتابع التزاماتها بشروط الرباعية الدولية». وقالت: «إن اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة الفلسطينية تسبب بتوتر مع «إسرائيل»»، ونقلت عن مسؤولين «إسرائيليين»: «لو كانت الإدارة الأميركية تريد الدفع بعملية السلام، فإن عليها أن تطلب من الرئيس محمود عباس إلغاء التحالف مع حركة حماس، والعودة إلى المحادثات مع «إسرائيل»، ولكن بدلاً من ذلك، فإن الولايات المتحدة تجعل عباس يعتقد أنه من المقبول تشكيل حكومة مع منظمة إرهابية».
وأشارت «هآرتس» إلى أن نتنياهو «شن حملة واسعة ضد الاعتراف الدولي بالحكومة الفلسطينية. كما نشر مكتبه عبر شبكات التواصل الاجتماعي سلسلة بيانات ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة الوحدة. وعلى رغم ذلك فقد تواصلت الاعترافات الدولية بالحكومة الفلسطينية الجديدة».
«معاريف»: أزمة حادة بين «إسرائيل» وأميركا بسبب الحكومة الفلسطينية الجديدة
قالت صحيفة «معاريف الإسرائيلية»: «إن أزمة شديدة نشبت بين «إسرائيل» والولايات المتحدة بسبب مواقفها من الحكومة الفلسطينية، إذ سارع المسؤولون «الإسرائيليون» إلى الهجوم على إعلان الاعتراف الأميركي بالحكومة، واصفين إياه بالصفعة الشديدة على وجه «إسرائيل»، وعبروا عن خيبة أمل شديدة».
وأوضحت معاريف أن «إسرائيل» تقوم حالياً بتجنيد مؤيدها في العاصمة الأميركية واشنطن من أجل الضغط على الحكومة الأميركية للتراجع عن مواقفها، وبدء سفير «إسرائيل» في الولايات المتحدة وأعضاء في الكونغرس محسوبون على «إسرائيل» ومنظمات يهودية في أميركا بتفعيل الضغوط في سبيل تغيير الموقف الأميركي اتجاه الحكومة الفلسطينية وإبراز أن حماس الشريكة في الحكومة كحركة إرهابية».
وأشارت إلى أن «جماعة الضغط اليهودية في واشنطن «الإيباك» دعت الكونغرس الأميركي إلى إعادة تفعيل قانون مكافحة الإرهاب الذي صدر عام 2006 والذي يقر بأن حركة حماس تنظيم «إرهابى» يجب مقاطعته وإعادة النظر في المساعدات المالية الأميركية المقدمة إلى السلطة الفلسطينية».
«نيزافيسيمايا غازيتا»: استعراض العضلات للناتو قرب الحدود الروسية هو في طريق مسدودة
أول اجتماع لمجلس «روسيا – الناتو» منذ 3 أشهر
كتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية في عددها الصادر أمس أن «وزراء دفاع حلف الأطلسي عقدوا اجتماعاً أمس في بروكسل، سبقته محاولة من مجلس روسيا الناتو على مستوى السفراء إدخال تعديلات في المواقف الخاصة بأوكرانيا». وقالت الصحيفة: «إن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل جدد في الاجتماع الدعوة إلى زيادة النفقات العسكرية وتوسيع التعاون في مجال الأمن»، معرباً عن «قناعته بضرورة بأن ينتهز الحلفاء الأوروبيون من احتدام الأزمة الاوكرانية فرصة لإنعاش حلف الناتو وزيادة مساهمتهم في ضمان الدفاع المشترك». ولفتت إلى أن «الناتو يمتلك الآن في مسرح العمليات الأوروبي 67 ألف جندي ويقوم بزيادة قواته المرابطة بالقرب من أوكرانيا والحدود الروسية، علماً أن مطارات دول البلطيق ترابط فيها 10 مقاتلات أميركية، فيما تستضيف بولندا 12 مقاتلة للناتو من طراز «أف 16» و»300»، ناهيك عن زيادة الوجود العسكري البحري في كل من رومانيا وبولندا ودول البلطيق». وأبرزت الصحيفة ما قاله مندوب روسيا لدى الناتو ألكسندر غروشكو في أعقاب اجتماع مجلس روسيا الناتو، إذ أشار إلى «أن مغزى الاجتماع يكمن في مناقشة الأوضاع الأمنية في أوكرانيا، علماً أن الناتو والمجلس ليس لهما أي دور سياسي. لكن الحرب قد نشبت بالقرب من الحدود الروسية، وعلى روسيا تفعيل كل الإمكانات لوضع حد للعنف». ونقلت الصحيفة عن غروشكو قوله:» أعدنا إلى أذهان الأعضاء في مجلس روسيا الناتو أن الحلف كان يدعو في شباط الماضي الحكومة الأوكرانية إلى وقف فوري للعنف ويشدد على استحالة تدخل القوات المسلحة في العملية السياسية. فلماذا لا يعيد الحلف تلك البيانات اليوم؟». وختمت الصحيفة قائلة: «إن المندوب الروسي لفت انتباه الأعضاء في المجلس إلى نشاط عسكري لا مثيل له للناتو قرب الحدود الروسية»، مشيراً إلى أن «استعراض العضلات هو في طريق مسدودة».
«كوميرسانت»: الناتو يعزز قدراته العسكرية وينتهك معاهدة 1997
نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية في عددها الصادر أمس مقالاً حول اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الناتو، مشيرة إلى أن «المسألة الرئيسية المطروحة للمناقشة كانت، الأزمة الأوكرانية». وقالت: «إن وزراء الدفاع اقترحوا إعادة بناء القدرة العسكرية للحلف، في ضوء التهديدات الأخيرة، التي مصدرها روسيا على حدّ زعمهم». وأضافت الصحيفة: «إن مصادرها في مقر الحلف، أكدت أن الحلف، ينوي مراعاة معاهدة 1997، أي عدم نشر قواته في وسط وشرق أوروبا بصورة دائمة». وأشارت إلى تصريحات الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن قال فيها: «بسبب الغزو الروسي غير المشروع لأوكرانيا، حصلت تغييرات في المشهد الأمني». أضافت: «بهذه الكلمات، افتتح راسموسن اجتماع وزراء 28 دولة عضوة في الحلف». وتابعت: «لقد بيّنت روسيا استعدادها لاستخدام القوة من أجل إعادة رسم الحدود وبناء خطوط فاصلة لتقسيم أوروبا وزعزعة الأوضاع في البلدان المستقلة لبلوغ أهدافها الجيوسياسية».
وقالت: «إلا أن الناتو منذ بداية الأزمة الأوكرانية اتخذ إجراءات فورية، حيث أرسل سفنه الحربية إلى البحر الأسود وبحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط، وزاد من طلعات طائراته الحربية لمراقبة أجواء دول البلطيق. كما أجرى مناورات وتدريبات عسكرية على مقربة من حدود روسيا، ويبدو أن الخطوة المقبلة ستكون زيادة عدد أفراد قواته في المنطقة». ونقلت عن مصدر في مقر الحلف قوله: «نحن مستعدون لتعزيز وجودنا في وسط وشرق أوروبا، ولكن على أساس معاهدة 1997. إن الحلف لا ينوي نشر قواته هناك بصورة دائمة، بل لفترة موقتة». وأوضحت الصحيفة: أن ممثل روسيا الدائم لدى الحلف، ألكسندر غروشكو ردّ قائلاً: «إن نشر الحلف قوات إضافية في وسط وشرق أوروبا، هو انتهاك للمعاهدة». أما مصدر الصحيفة في مقر الحلف، فيقول إن روسيا هي التي انتهكت مواد المعاهدة عندما نشرت قواتها على الحدود الأوكرانية، وتدخلت في شؤونها الداخلية». وأضافت الصحيفة أن المصدر وهو إسباني الأصل اعتراف قائلاً «أنا افهم، أن القرم كان تابعاً لروسيا. وأن جبل طارق يجب أن يكون إسبانياً. ولكن المشاكل لا تحلّ بهذه الطريقة».