المعلم يكشف عن اتصالات أميركية – سورية للتنسيق في مكافحة الإرهاب
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريح للصحافيين في طهران، بعد لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن أي عملية تقوم بها واشنطن في سورية من دون التنسيق مع دمشق تعتبر انتهاكاً لسيادة بلاده.
وردّاً على سؤال حول إعلان الولايات المتحدة نيّتها تقديم الدعم الجوي لمن تسميهم معارضين معتدلين، «بالنسبة لنا في سورية لا توجد معارضة معتدلة وغير معتدلة وكل من يحمل السلاح ضد الدولة السورية هو إرهابي».
وأضاف المعلم إن الولايات المتحدة «اتصلت بنا قبل إدخال هذه المجموعات المسلحة وقالت إنها لمحاربة «داعش» وليس الجيش السوري إطلاقاً، ونحن قلنا إننا مع أي جهد لمحاربة «داعش» وذلك بالتنسيق والتشاور مع الحكومة السورية وإلا فإنه خرق للسيادة السورية».
والتقى المعلم الرئيس الايراني حسن روحاني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، حيث بحث المعلم مع المسؤولين الايرانيين سبل تعزيز التعاون بين سورية وايران وتفاصيل المبادرة الايرانية الى جانب مكافحة الإرهاب.
وكان المعلم بحث مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب.
حضر اللقاءات نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد ومستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس والسفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود.
وقالت وزارة الخارجية الروسية من جهتها، إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى الوزير المعلم في طهران وأطلعه على نتائج محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الدوحة.
واضافت الخارجية إن الوزير السوري «يقيّم عالياً الموقف المبدئي الروسي الداعم لسيادة سورية ووحدة أراضيها»، موضحة أن بوغدانوف والمعلم «يؤكدان إيجابية الاتصالات التي جرت على «ساحة موسكو» بين الاطراف السورية».
وأكد بوغدانوف أن «موقف روسيا ليس شيئاً قابلاً للتغير مع تغير الظروف ونحن متمسكون بالاتفاقات والبيانات بما فيها بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، فموقفنا حيال سورية لم يتغير ونرى ضرورة إقامة حوار بين الحكومة والمعارضة على طاولة المفاوضات لتقرير مستقبل سورية بما يحفظ مصالح الجميع».
الى ذلك، أكد معاون وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان وجود مبادرة ايرانية للحلّ في سورية، لكنه أوضح أنّ ما تسرّب من تفاصيل هو مجرد توقّعات اعلامية.
وأضاف عبد اللهيان أنه سيتمّ إعلام الأمين العام للأمم المتحدة بهذه المبادرة بعد المشاورات الدقيقة بين طهران ودمشق واطلاع الرأي العامّ عليها ومحورها الأساسيّ السبل السياسية للخروج من الأزمة السورية.
وأكد المسؤول الايراني أن كل ما يتعلق بالمبادرة سيتم التشاور فيه والتنسيق الكامل مع المسؤولين السوريين حيث سيتم في نهاية المحادثات والمشاورات الإعلان عنها للرأي العام وللأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وأكد عبد اللهيان أن المحادثات مع الوزير المعلم كانت بناءة وإيجابية، مؤكداً أن إيران تدافع وتقف بشكل قوي إلى جانب حلفائها كما أنها مستمرة في سياستها الداعمة للحكومة والشعب السوري.
وشدد على أن «الحل الوحيد للأزمة في سورية هو الحل السياسي»، مشيراً إلى أن «الذين كانوا يسعون الى تغيير النظام في سورية وصلوا إلى نتيجة بأنهم كانوا على خطأ».
وفي مجال مكافحة الإرهاب قال عبد اللهيان إن «مقاومة سورية للإرهاب مشهود لها» مبيناً أن دعم إيران لسورية في هذا المجال حال دون تمكن الإرهابيين من تحقيق أي نجاح لهم في المنطقة وتوسيع رقعة الإرهاب.
الحراك الدبلوماسي المكثف في العاصمة الايرانية جاء في وقت قال عضو الهيئة السياسية لـ«لائتلاف المعارض» بدر جاموس إن وزارة الخارجية الروسية دعت ممثلي «الائتلاف» الى زيارة موسكو قريبا، مضيفاً أن الائتلاف يرحب بالدعوة.
وأوضح جاموس أن «الائتلاف» تلقى دعوة من الخارجية الروسية لزيارة موسكو في 12-13 آب الجاري. وأضاف: «خلال اليومين المقبلين سيتم تأكيد موعد الزيارة حسب جدول رئيس الائتلاف ووزير الخارجية الروسي وبالتالي سيتم وضع البرنامج وتحديد أسماء الأشخاص الذين سيتوجهون إلى موسكو».
وقال: «الدعوة محل ترحيب من الائتلاف»، مشيراً إلى «أن دور موسكو ومكانتها يؤهلانها للضغط على النظام السوري للقبول بالحل السياسي». «سنستمع من الروس ونعرف ما لديهم وسنرحب بأي جهد للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية».
ميدانياً، واصل الجيش السوري تقدمه في الزبداني وتمكنت وحداته من السيطرة على عدد من كتل الأبنية في حي الزعطوط في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة، في حين استهدف الطيران الحربي والمدفعية تحركات ومراكز المسلحين في دوار بردى.
وفي ريف حمص الشرقي، دارت اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش السوري ومسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي الذي شن هجوماً عنيفاً باتجاه منطقة القريتين واستطاع السيطرة على عدد من حواجز الجيش في محيط القرية.
هذا وأكد مصدر ميداني للبناء أن وحدات الجيش السوري لا تزال متواجدة في القرية ومحيطها رغم انسحابها من بعض النقاط وأكد استمرار الاشتباكات العنيفة، وسط غارات جوية مكثفة ينفذها سلاح الجو على تحركات «داعش».