«سينما بوردو»… تظاهرة ثقافية لتشجيع الشباب في اللاذقية
ياسمين كرّوم
تحاول فعالية «سينما بوردو» الثقافية وضع حجر الأساس لخلق مناخ سينمائي يناسب الإمكانات المتاحة، ويفسح المجال للجمهور الشغوف بهذا الفن، ليجد مكاناً بديلاً لصالات السينما المفقودة في اللاذقية، ومشاهدة أفلام صنعتها شباب سوريون لديهم الشغف ذاته، ويبحثون بدورهم عن طريقة لقياس تفاعل الجمهور المباشر مع أعمالهم المعروضة.
قرابة ستة عشر فيلماً تتوزّع على مدى يومين، وتقول لينا لوحو عن منظمّي الفعالية، إن احتضان «مقهى بوردو الثقافي» هذه الفعالية وتجهيز المكان بالمعدّات السينمائية اللازمة، سيوفّر فرصة لتنشيط السينما السورية وجذب متابعيها في اللاذقية، لا سيما أنّ المنظمين أصروا على تقديم أفلام قصيرة صنعها شباب سوريون بهدف تشجيعهم لإنتاج المزيد من الأعمال، ودفع من يملك الموهبة إلى اتخاذ القرار بالانطلاق نحو المستقبل.
وأضافت: لدينا افلام تعرض للمرة الاولى أمام الجمهور، أنتجت على نقفة صانعيها، إضافة إلى أفلام أخرى سبق وعرضت في مهرجانات محلية ودولية، وأعمال من إنتاج المؤسسة العامة للسينما. ونركّز بشكل أساسي على الحلقات الحوارية التي تُجرى بعد عرض الأفلام لتعميم حالة النقد السينمائي من قبل الجمهور والمتخصصين. فالجمهور في فعاليتنا هذه هو لجنة التحكيم التي تقيّم العمل بشكل حيّ ومباشر.
وأشارت لوحو إلى أن الحدث يعتبر الاوّل من نوعه في المحافظة، ويضمّ شباباً هواة من اللاذقية والمحافظات الأخرى، دُعيوا ليكونوا حاضرين أثناء عرض أعمالهم. كما نفت لوحو تحديد عدد الأفلام المتاحة لكل مخرج لعرضها، فهناك مخرجون اشتركوا بأكثر من عمل سينمائي، وآخرون اكتفوا بعمل واحد.
أما الممثل المسرحي أحمد عاشور، من منظمي الفعالية، فقال إن «ملتقى بوردو» أُطلِق خلال الشهر الماضي، ولاقى نجاحاً ملحوظاً نظراً إلى تنوع الانماط التي قدّمها. لكننا قررنا الآن تخصيص فعالية لكل نمط من أنماط الفنون، وبدأنا بالسينما التي لها جمهور عريض في اللاذقية، ولا تحتاج إلى تجهيزات كبيرة كما هو المسرح الذي ساعدنا في تصميم منصته المخرج المسرحي هاشم غزال، واستطعنا تصميم منصة واقعية في المقهى الصغير الذي احتضن الفعاليات لتكون تجربة ناجحة بالفعل.
وأوضح عاشور أن البحث عن الدعم اللازم لاستمرار مثل هذه التظاهرات يعدّ مطلباً ملحّاً لمنظّمي هذه الفعالية السينمائية، الذين يعتمدون مبدأ إحضار السينما إلى الجمهور، إن لم يكن قادراً على الذهاب إليها.
كذلك يسعى منظّمو الحدث بحسب عاشور إلى استضافة المزيد من المخرجين خلال الدورات المقبلة، من خارج محافظة اللاذقية، لإعطاء فرصة لهؤلاء الشباب لتبادل الأفكار والاطّلاع على تجارب بعضهم، وبذلك تعود السينما رويداً رويداً لتأخذ دورها التوعوي في المجتمع، وإن كانت الخطوات بطيئة. مشيراً إلى استعداد الملتقى لتنظيم أيّ حدث لأيّ نوع من الفنون، سواء كان مسرحاً أو غناءً أو رقصاً بأنواعه، من دون مقابل. فدعم الشباب وتحفيزهم غايتنا في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها سورية.
يشار إلى أن عروض «سينما بوردو» قدّمت في يومها الأول فيلماً من إخراج زين مريشة، و«انتظرني» من إخراج فواز خزمة، و«جوليا ورغم ذلك» من إخراج سيمون صفية، و«الزحف» من إخراج مجد خليل، إضافة إلى فيلمَي «دوران» و«نخاع» من إخراج وسيم السيد.
أما أفلام اليوم الثاني فتضمّ: «ابتسم فأنت تموت» من إخراج وسيم السيد، و«الثمن» من إخراج مجد خليل، و«ما زلت هنا» من إخراج سامي فرح، و«لثام» من إخراج سارة سليمة، و«سفرجل» من إخراج عيسى طنوس.