كلام أوباما… مبررات لفشل الحرب ضد إيران
توفيق المحمود
محاولة جديدة من الرئيس الأميركي باراك أوباما لإقناع الجميع وعلى رأسهم يهود أميركا بأن الطرف المنتصر من توقيع الاتفاق النووي الإيراني هو أميركا وحلفاؤها قبيل الجولة الحاسمة في شأن الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس، فقد اجتمع أوباما مع أكثر من 20 من رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية ليشرح لهم أنَّ التخلّي عن الاتفاق مع إيران، يعني الحرب التي ستدفع «إسرائيل» قبل غيرها ثمنها الباهظ، وأكد خلال خطابه أن «إسرائيل» الدولة الوحيدة التي عبَّرت عن معارضتها علناً للاتفاق النووي، مؤكداً أن إيران ستُعاقب في حال عدم احترام الاتفاق حيث قال: «كلّ دول العالم التي عبَّرت عن موقفها علناً، أيدت الاتفاق باستثناء الحكومة الإسرائيلية».
وبموازاة لقاء أوباما مع النشطاء اليهود، وجَّه نتنياهو خطاباً ليهود أميركا طالباً منهم الاعتراض علناً على الاتفاق النووي مع إيران وقال إنَّه تنبغي مراجعة الاتفاق وعدم السماح لأنصار الاتفاق بإسكات النقاش الحقيقي وأنه حان الوقت لمعارضة هذه الصفقة الخطيرة على حد تعبيره.
كما اعتبر الرئيس الأميركي أن السجال الاميركي حول الاتفاق مع ايران هو الأهم منذ الحرب على العراق، وأكد أن الذين دعوا الى شن الحرب على العراق هم الآن نفسهم الذين يعملون على تقويض الاتفاق مع ايران والتصويت ضده في الكونغرس.
وأشار إلى أنه رغم مرور كل هذه السنوات ما زالت أميركا تعيش تبعات اجتياح العراق وأن المستفيد الأكبر من الحرب على العراق كانت إيران بعد ازاحة عدوها التقليدي صدام حسين في تلك الفترة لكن الجميع يعلم أن حربي الخليج الأولى والثانية واحتلال العراق كانت من أولويات السياسة الاميركية في الشرق الاوسط والتي تسعى بكل الوسائل والطرق غير المشروعة الى بسط نفوذها وهيمنتها العسكرية والاقتصادية على دول المنطقة عبر استراتيجية طويلة المدى لزيادة سيطرتها ونشر المزيد من قواتها كما حدث في حرب الخليج الثانية عام 1991م وهي الحرب التي أدت بتداعياتها الى زيادة النفوذ الأميركي في منطقة الخليج والشرق الأوسط ومباركة من دول المنطقة نفسها، كذلك الامر في شن الحرب على العراق التي تأتي في سياق الاستراتيجية الاميركية الخاصة للسيطرة على الشرق الاوسط ونهب ثرواته وموارده، لذلك يحاول أوباما تبييض صفحة الولايات المتحدة أمام الرأي العام بأن الاتفاق النووي الإيراني هو انتصار لها، واتباع سياسة الديبلوماسية بدلاً من سياسة الحروب التي اتبعها أسلافه من الرؤساء السابقين، هذا الكلام يفسر إما أنه استغباء للشارع والرأي العام الأميركي أو لخلق مبررات لفشل حروب بلاده ضد إيران وأن هذا الاتفاق خير من لا شيء.
باراك أوباما ومنذ وصوله إلى رئاسة الولايات المتحدة عام 2008 لم تكن تخلو خطاباته الاستعراضية بالتلويح بالعمل العسكري ضد إيران والتهديد بضربها لإرضاء الحليف التقليدي والطفل الأمركي المدلل «اسرائيل» الذي هو الآن على خلاف كبير معه بسبب الاتفاق.
باراك أوباما وحلفاؤه بالمنطقة اعترفوا بالانتصار الإيراني وأن إيران أصبحت دولة نووية برضا الجميع وأن سياسة التهديد والوعيد بالعمل العسكري وضرب إيران ذهبت إلى غير رجعة.