تقرير
نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مقالاً عنوانه «حرب باردة في منطقة القطب الشمالي» أشارت فيه إلى الصراع الدائر بين موسكو وواشنطن على توسيع النفوذ في تلك المنطقة الواعدة اقتصادياً.
وجاء في المقال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح أمام قائد الأسطول الشمالي الروسي مهمة تعزيز إجراءات الدفاع في المسارات القطبية كلها. فيما تشدّدت بيانات عدوانية صادرة عن حلف الناتو والولايات المتحدة إزاء روسيا، إذ أعلن أمس قائد قوات حرس السواحل الأميركية الأميرال بول زوكونفت أن موسكو تقوم بعسكرة منطقة القطب الشمالي، ما يحثّ واشنطن، بحسب قوله، على اتخاذ إجراءات جوابية.
ويدور الحديث هنا بصورة خاصة حول بناء أسطول أميركي من كاسحات الجليد القادرة على أداء مهام عسكرية. وفي الوقت نفسه، فإن قائد قوات حلف الناتو في أوروبا فيليب بريدلاف دعا دول المنطقة أثناء زيارته هلسنكي، إلى فحص جاهزيتها آخذاً بالحسبان المخاطر الصادرة عن روسيا.
وكانت مثل هذه الأقوال والإعلانات تطلق في وقت سابق أيضاً. بينما لا تُخفي وزارة الدفاع الروسية مخططاتها الرامية إلى تعزيز مساراتها القطبية وبنيتها التحتية العسكرية، علماً أن إمكانات البنتاغون وغيره من الجيوش والأساطيل للدول الأعضاء في الناتو تتفوق موضوعياً على القدرة القتالية للقوات الروسية المرابطة في منطقة القطب الشمالي.
وكان قائد الأسطول الشمالي الروسي فلاديمير كوروليوف قد أعلن السبت الماضي قائلاً: قمنا بتعزيز قدرة أسطولنا وقواتنا الساحلية على امتداد حدودنا الشمالية، بدءاً من جزر «أرض فرانسوا يوسيف» وانتهاءً بجزر «نوفوسيبيرسك»، وذلك بفضل دخول الغوّاصات من مشروعَي «بوري» و«ياسن» في حوزة الأسطول الحربي الروسي وتوسيع إمكانات الإمداد والتموين لسفن الأسطول وقواته. وتستمر عملية تشكيل البنية التحتية المتفرّعة في الجزر القطبية، الأمر الذي يُخيف بالطبع حلف شمال الأطلسي، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، التي لديها مصالح استراتيجية عسكرية في هذه المنطقة.
وكانت روسيا قد رفعت مؤخراً طلباً جديداً إلى لجنة الأمم المتحدة بتوسيع حدود جرفها القاري على حساب ضمّ أرخبيل «لومونوسوف» تحت المائي وغيره من مناطق قعر المحيط المتجمد الشمالي.
ومن المعروف أن الوفد الأميركي في الأمم المتحدة منع لجنتها من النظر في الطلب الروسي المماثل الذي قدمته روسيا عام 2001.
وهناك سبب آخر للقلق الأميركي من ارتفاع النشاط الروسي في منطقة القطب الشمالي. وهو سبب اقتصادي بحت ينحصر في الحؤول دون سيطرة روسيا على الطريق الشمالي البحري من آسيا إلى أوروبا الذي يعتبر أقصر طريق بحري للسفن التجارية القادمة من الصين واليابان وكوريا إلى البلدان الأوروبية.
وتسعى الولايات المتحدة إلى جعل هذا الطريق طريقاً دولياً وإخراجه من تحت السيطرة الروسية، علماً أن الثلوج في منطقة القطب الشمالي، تحت تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية، صارت في الآونة الأخيرة تذوب بسرعة هائلة وتفسح مجالات واسعة للملاحة البحرية.