لافروف: دمشق شريكة في مكافحة الإرهاب
دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس «الاتهامات التي لا اساس لها» حول استمرار احتفاظ النظام السوري بأسلحة كيماوية.
وأشاد لافروف في بيان بنجاح عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية وفق اتفاق روسي – اميركي تم التوصل اليه في ايلول العام 2013 وتحول الى قرار صادر عن مجلس الامن الدولي.
وكان مجلس الامن الدولي صوّت، الجمعة، بالاجماع على قرار ينص على تشكيل لجنة خبراء لتحديد المسؤولين عن الهجمات الكيماوية بغاز الكلور التي شهدتها سورية في الفترة الاخيرة.
وفي حديث «للقناة الروسية الأولى» أمس، أكد لافروف أن «موسكو تصر على ضرورة التخلي عن ازدواجية المعايير من أجل المكافحة الفعالة لتنظيم «داعش»، وتقييم الرئيس السوري بشار الأسد كشريك».
وأضاف لافروف «بحثنا مع جون كيري المسائل المتعلقة بمبادرة الرئيس بوتين الخاصة بضرورة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة «داعش»، وكما هو الوضع في جميع الحالات الأخرى، نقترح فقط تقديم وجهات نظر واضحة إذا أردنا جميعنا عدم منح داعش فرصة لتحقيق فكرته الشريرة في إنشاء الخلافة».
وحذر لافروف من نهج «إزاحة الزعماء» واستشهد قائلاً: «أطاحوا بصدام حسين وحصلوا على التهديد الإرهابي الذي لم يكن موجوداً… أطاحوا بالقذافي، وأولئك الذين ساعدوا في إطاحته بسلاح الغرب يشكلون تهديداً إرهابياً بسلاحهم هذا».
من جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي إن «دمشق مستعدة للمشاركة في الجهود الدولية لمكافحة «داعش»، مشيراً إلى أنه لا أدلة على تعاون الأسد مع «داعش».
وشدد لافروف على أن «الولايات المتحدة يمكن أن تفجر الأوضاع في سورية، في حال دافعت عن المعارضة السورية التي دربتها واشنطن»، في إشارة إلى تصريحات سابقة للرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن سماحه باستخدام الطائرات لحماية جماعات المعارضة في سورية في مواجهة كل من «داعش» والقوات الحكومية السورية.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة من جهته، إن عدم رغبة الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى في التعاون مع الحكومة السورية في محاربة «داعش» يقوض من فاعلية جهود محاربة الإرهاب.
وذكر فيتالي تشوركين مجيباً على أسئلة صحافيين في شأن إمكانية أن يفعل تبني القرار الأممي اليوم بشأن الهجمات الكيماوية في سورية التعاون في جوانب أخرى من الأزمة السورية، قائلاً: «يوجد فهم كبير بأن الوضع معقد».
جاء ذلك بعد جلسة لمجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار في شأن تشكيل آلية لتحديد المسؤولين عن استخدام المواد الكيماوية خلال الازمة في سورية.
وصرح قائلاً: «زملاؤنا الغربيون لا يرون ضرورة التركيز أساساً على التهديد الإرهابي في سورية والعراق خلال عملنا المشترك في محاربة داعش».
وقال: «نحن طرحنا مفهوماً حول «جبهة محاربة الإرهاب» في سورية والعراق، لكن حتى اللحظة ليست لدينا جهود موحدة من المجتمع الدولي، والسبب في ذلك أساساً أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى وزملاءنا الغربيين في مجلس الأمن لا يريدون التعاون مع الحكومة السورية في هذه الحرب المشتركة، وهذا يقوض من فاعلية الجهود».
وذكر تشوركين أنه «خلال عملنا على تدمير السلاح الكيماوي في سورية تعاون الجميع مع الحكومة السورية، وإذا كنا قد فعلنا هذا حينها فلماذا لا نستطيع الآن فعل ذلك؟ في وقت اصطدمنا فيه بتحدٍ خطير جداً متمثلاً في تنظيم «داعش» وغيره من المنظمات الإرهابية في سورية».
ميدانياً، وسعت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع المقاومة اللبنانية نطاق سيطرتها في مدينة الزبداني مضيقة الخناق على التنظيمات الارهابية بعد السيطرة على كتل أبنية جديدة والقضاء على عدد من أفرادها.
وأفاد مصدر عسكري في تصريح الى «سانا» بأن وحدة من الجيش بالتعاون مع المقاومة اللبنانية «تابعت تقدمها باتجاه مركز مدينة الزبداني خلال عملياتها على أوكار وبؤر التنظيمات الإرهابية وأحكمت السيطرة على كتل أبنية جديدة في الحي الغربي ومنطقة الزهراء» غرب مركز المدينة.
وأكد المصدر مقتل عدد كبير من أفراد التنظيمات الارهابية وإلقاء القبض على عدد منهم خلال العمليات.
وكانت وحدات الجيش والمقاومة أحكمت أول من أمس السيطرة على عدد من كتل الأبنية في حي زعطوط ودوار الكورنيش بعد القضاء على أعداد من الإرهابيين.
في هذه الأثناء اعترفت التنظيمات الإرهابية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بتكبدها خسائر كبيرة.
وكانت وحدة من الجيش والقوات المسلحة العاملة في مدينة حلب أحكمت سيطرتها على عدد من كتل الأبنية في منطقة سليمان الحلبي، في وقت قضت فيه وحدات أخرى من الجيش على عشرات الإرهابيين من تنظيم «داعش» الإرهابي معظمهم من الجنسية السعودية والتونسية في غارات نفذها سلاح الجو على بؤره وتحركاته في مدينة القريتين شرق حمص، فيما دمرت للتنظيمات الإرهابية سيارة محملة بالذخيرة ومستودع عبوات وقذائف في قرية الريحانية بريف اللاذقية الشمالي.