عون: التظاهر حقّ يكرّسه الدستور ولا يحقّ لقائد الجيش إنزاله لمواجهتنا الشرعية يعطيها الشعب لا قرارات تريد قوننة ما هو غير شرعي

اعتبر رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون أنّ «الدولة هي في وضع غير شرعي، فلا نواب شرعيين، ولا قيادات عسكرية شرعية، إنما تعدّ فقط لمواجهة الموطنين».

وقال لقائد الجيش العماد جان قهوجي: «لن يهرب أحد من وجه الجيش اللبناني، ولكن إياك يا جان قهوجي أن تنزل الجيش لمواجهتنا»، مضيفاً: «لا يحقّ لك أن تنزل الجيش اليوم في وجه مظاهرة نقوم بها، من أجل التعبير عن انقراض السلطة في لبنان، وعن انقلاب يحصل في الدولة، وأنت جزء منه. أنت تسيّس المؤسسة العسكرية، وذلك من خلال وضعها في خدمة السياسيين بطريقة غير شرعية. نحن ندافع عن حقوق الشعب اللبناني، والعسكريون جزء من هذا الشعب وحقوقهم من حقوقه».

وقال عون بعد ترؤسه اجتماعاً استثنائياً للتكتل في دارته في الرابية للبحث في القرارات التعسّفية من قبل الحكومة في حقّ المؤسسة العسكرية، قال عون: «إنّ ما تقوم به الحكومة اليوم هو انقلاب، وهذا الانقلاب قد بدأ بقضم مجلس النواب، وقضم المجلس الدستوري وصلاحياته، واليوم تقضم المؤسسة العسكرية عبر تركيز قيادات خاضعة للسياسيين، وإعطائها حقوقاً لا يحقّ لها بها».

وأضاف: «يمكننا أن نعيّر الجميع في الدولة، ولكن ما من أحد يمكنه أن يعيّرنا. دخلوا في مؤامرات وسرقات وهدر للأموال، ويعلم الجميع أنّ أحد من يتهمنا اليوم قد اغتنى من نفايات المطار، حتى أصبحت النفايات موضة شاملة لجميع المستفيدين».

وتوجه إلى قائد الجيش قائلاً: «لن يهرب أحد من وجه الجيش اللبناني، ولكن إياك يا جان قهوجي أن تنزل الجيش لمواجهتنا. كان عليك أن تنزله في وجه من يقفل الطرقات ويفتعل المشاكل. هل كان لكم الحق أن تتركوا المعارك بين جبل محسن والتبانة مشتعلة والوقوف على الحياد؟ هل كان لكم حق أن تتركوا طريق عرسال كي تصبح سكة لتهريب السلاح إلى الإرهابيين، بحجة أنّ لبنان يقف على الحياد؟ هل كان لكم الحق في ترك وادي خالد وطرابلس وغيرها من المناطق لتصل إلى ما وصلت اليه؟، مذكراً «كم من مرة طالبنا الحكومة والمؤسسة العسكرية بالتحرك والتصدي لمن يخل بالأمن في تلك المناطق، وكل ما كنا نسمعه هو أنك بحاجة إلى غطاء سياسي. ما يعني أنك موجود في ظلّ غطاء حكومة لا تعطيك الأوامر. ولكن الصحيح هو أنك كنت ترفض أن تأخذ الأوامر، وأنت من رفضت أن تسيطر على منطقة عسكرية حماية للحدود وقلت: لا لزوم».

وأضاف في السياق نفسه: «أنت تسيّس المؤسسة العسكرية، وذلك من خلال وضعها في خدمة السياسيين بطريقة غير شرعية. نحن ندافع عن حقوق الشعب اللبناني، والعسكريون جزء من هذا الشعب وحقوقهم من حقوقه».

ورأى أنّ «اللبنانيين اليوم مهدّدون، وخصوصاً المسيحيين منهم، واسمحوا لنا أن نخصهم بهذا القول، لأنّ مصيرهم اليوم مثل مصير نينوى. فلو لم يكن حزب الله موجوداً على الحدود لكي يدافع عن نفسه وعنا وعن لبنان وعمن يهاجمونه اليوم لأنه يدافع عنهم، لدخل الإرهاب إلينا. من هنا نتساءل: ألا يعرف هؤلاء الذين يهاجمون المقاومة، أنه لو اخترق الإرهاب لبنان سيكونون هم أول الضحايا؟ ما هذا النكران للجميل وللتضحيات؟ ما يقوم به حزب الله اليوم، لا يقوم به إلا لأنّ الجيش اللبناني مقصِّر. حدودنا مهدّدة بالإرهاب، والحدود الأخرى مهدّدة من قبل إسرائيل، فكيف سوف تدافعون عنها؟ من منكم مع إسرائيل ضدّ المقاومة؟ لماذا لا تتجرأون وتقولون ذلك؟ تتذرّعون بأمور أخرى لكي تهاجموا حزب الله. من منكم مع الإرهاب؟ تتحدّثون من مكان فيما قلبكم في مكان آخر. يكفي غشاً وكذباً على المواطنين، لا سيما بطل التمديد في الجيش الذي اشتهر بالنفايات وملفات التزوير وسوء الائتمان والملفات التي ستظهر قريباً».

وقال: «أنا أدعو كلّ عنصر في التيار الوطني الحر، أن ينزل إلى الأرض عندما يدق النفير، كما أدعو أيضاً جميع اللبنانيين. أتوجه إلى جمهور التيار بالدرجة الأولى وأيضاً لجميع المواطنين، فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع. لقد مضى على درب آلامنا 10 أعوام وليس أسبوعاً. فعندما يتآمر الخارج والداخل ضدنا، تكون المؤامرة كبيرة ومن ينفذها أكثرية نيابية، لأنّ الحكم والقرار في يدهم».

وأعلن أنّ «جميع اللبنانيين إذاً، مدعوون اليوم لكي يعبّروا عن أنفسهم، فالتظاهر هو حقّ يكرسه الدستور لأنه تعبير جماعي عن إرادة شعب. وإذا كانت لا تزال لديكم إرادة، فيجب أن تدافعوا عن حقوقكم السياسية، كما عن حقكم في العيش في بلد نظيف، فيه قانون سير ومياه وكهرباء لا في بلد شوارعه مليئة بالنفايات ومنازله بدون كهرباء ومياهه تذهب هدراً في البحر، فيما خزانات المياه في البيوت فارغة. نحن نريد أن نملأ خزانات المياه، وأن نفرغ شوارع بيروت وكلّ المناطق من النفايات، وأن تضاء بيوتنا، ولن نسمح أبداً بأن تنجح الخطة القائمة على إفقار الشعب اللبناني وتيئيسه لدفعه للقبول بأي حلّ ممكن».

وختم: «اللبنانيون مدعوون اليوم، لكي يصوتوا على هذه الحالة بأقدامهم، فللأقدام صوت، ولهذا الصوت شرعية، لأنّ الشعب هو من يعطي الشرعية وليس القرارات التي تريد قوننة ما هو غير شرعي».

باسيل

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في محاضرة ألقاها في الكلية الشرقية في زحلة تحت عنوان «الشراكة والميثاقية»: «إننا اليوم في معركة مواجهة ووجود سياسي وبشري، لان من يلغينا في السياسة يلغي بشرنا وناسنا ونفس التصفية لا بل أبشع، ونحن لا نموت بكرامتنا ولا نقبل بالتنازل عنها».

وأشار إلى أنّ «الأحداث كلها تدلّ على أنّ هناك قراراً بمنع المشاركة علينا، أو عدم السماح بموضوع الشراكة في البلد». وقال: «إننا أمام عورة ميثاقية أساسية حيث أنّ لدينا شريكاً يرفض مبدأ الشراكة، وهو أمر قد تجلى في كلّ مسار حياتنا الوطنية في السياسة وفي المرحلتين ما بعد الـ 90 في مرحلة ما قبل العام 2005 وما بعدها».

من جهة أخرى، وخلال افتتاح «جمعية مهرجانات قلعة سمار جبيل» في قضاء البترون، قال باسيل: «في ظلّ غياب رئيس الجمهورية نحن مؤتمنون على صلاحياته، وفي مجلس الوزراء نحن مؤتمنون على دورنا كوزراء داخل مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء ليس لفريق يتصرف به كما يريد، مجلس الوزراء هو مجموعة مكونات تصنع السلطة التنفيذية. وإذا كانوا قد تعودوا من بعد الطائف، من التسعين حتى 2005، على مكونات هامشية تأتي من دون أن تشكل أي قوة بل تبقى قوى متناثرة، اليوم جئنا نحاول العمل على تكتل القوى وندعو الجميع، كلّ من يعتبر نفسه امينا على هذا الإرث، الإرث الثقافي والسياسي، أن يضعوا يدهم بيدنا لكي ندافع معاً عنكم وعن لبنان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى