كباش دولي في نطاقات حروب السايبر
محمد احمد الروسان
المعطيات والوقائع الجارية تتحدّث بعمق، وبالرغم من توقيع الاتفاق النووي مع إيران عبر السداسية الدولية، والتداعيات والعقابيل المتوقعة كاحتمالات لذلك، على مجمل العلاقات الدولية في المنطقة والعالم، وعلى طول خطوط العلاقات الروسية الأميركية الغربية، أنّ حالات من الكباش السياسي والعسكري والاقتصادي والديبلوماسي والأمني الأستراتيجي تتعمّق بشكل عرضي ورأسي، وتضارب المصالح والصراعات على أوروبا والحدائق الخلفية للولايات المتحدة الأميركية وحلفها، ومثيلتها الحدائق الخلفية للفيدرالية الروسية وحلفها وعلى قلب الشرق سورية.
اذاً تدهورت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين، استناداً إلى تدفقات الأخبار والمعلومات التي تكشف كلّ يوم الدور المتعاظم والمتزايد الذي تقوم به موسكو في مواجهة تحديات النفوذ والهيمنة الأميركية.
أعمق من الحرب الباردة والتي تبعث من جديد، بسبب ظهور الفيدرالية الروسيّة وكومنولث الدول المستقلة، وظهور منظمة شنغهاي للتعاون التي جمعت بين الصين وروسيّا على طاولة موحّدة الأجندة، حيث الإدراك الأميركي لروسيّا الفيدرالية باعتبارها مصدراً للتهديد والخطر، فخبرة العداء لأميركا متجدّدة في الشارع الروسي، وتجد محفزاتها في الإرث السابق الذي خلفته الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفياتي، وتدرك العاصمة الأميركية واشنطن أنّ التماسك القومي الروسي أكثر خطراً من التكوين الاجتماعي السابق الذي كان في الاتحاد السوفياتي، خاصة في الاعتبارات المتعلقة بالعداء القومي الاجتماعي التاريخي بين القومية الروسية والغرب، وتتميّز الدولة الروسية بالاكتفاء الذاتي وبوجود الوفرة الفائضة في كافة أنواع الموارد الطبيعية، وبالتالي يصعب التأثير عليها عن طريق العقوبات أو الحصار أو الحرب الاقتصادية والتجارية الباردة، وهو موقف يجعل روسيّا أفضل من الولايات المتحدة الأميركية التي تستورد كلّ احتياجاتها من الخارج الأميركي، وانّ روسيّا قادرة على التغلغل في أوروبا الغربية عن طريق الوسائل الاقتصادية، وهو أمر سوف يترتب عليه احتمالات أن تخسر أميركا حلفاءها الأوروبيين وغيرهم الذين ظلت تستند عليهم وما زالت، وان المسافة بين الفيدرالية الروسيّة والولايات المتحدة الأميركية، هي بضعة كيلومترات عبر المضيق البحري الفاصل بين ولاية الاسكا وشرق روسيّا، أضف الى ذلك تملّك روسيّا كمّاً هائلاً من أسلحة الدمار الشامل لتحقيق التوازن في العالم وكبح جماح الأميركي وحلفائه، مع الإشارة إلى أنّ المعلومات الأميركية الاستخبارية حول موسكو غير دقيقة، بسبب قدرة الروس على التكتم والسريّة.
مواقف متعارضة
كلا العاصمتين الأميركية والروسية وحلفائهما تتبنيان مواقف متعارضة إزاء كافة الملفات الدولية والإقليمية الساخنة وغير الساخنة، وبالذات تلك المتعلقة بالشرق الأوسط وشبه القارة الهنديّة، والتوجهات الأميركية الهادفة إلى عسكرة العالم، إضافة إلى بعض بنود التجارة العالمية، وقضايا حماية البيئة وحقوق الإنسان وأمن المعلومات واستخدامات هذه التقنيات، انْ لجهة الإضرار بالأخرين سواء على مستوى الدولة أو الأفراد أو الشخصيات الحكمية أو الاعتبارية وهذا هدف أميركا وحلفائها ، وانْ لجهة المساعدة والعمل الإيجابي لما يفيد الآخر سواء كان دولة أو فرد أو شخصية اعتبارية أو حكمية وهذا هدف موسكو والصين وحلفائهما .
بعبارة أخرى، الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها من الدول الغربية كمحور ، تسعى الى استخدام الحرب الالكترونية ونظام أمن المعلومات الى التجسّس الشامل على عمل الدول التي تشكل المحور الخصم الآخر والمتمثل في: روسيّا والصين وإيران وجلّ دول بريكس والحلفاء في المنطقة، والإضرار العميق بها عبر حروب السايبر المختلفة.
وفي الوقت ذاته نجد أنّ موسكو وبكين وإيران وباقي دول بريكس تستخدم تقنيات السايبر وأمن المعلومات، من أجل مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسّس والتجسّس المضادّ، ومنع الجريمة المنظمة بمفهومها الواسع، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وجرائم غسيل الأموال إلخ… بعكس المحور الغربي الأميركي الآخر الذي يعمل جاهداً لتعميق الحروب والإرهاب، وشيوع الجرائم على أنواعها، فقط من أجل الحفاظ على طريقة ورفاهية حياة الأميركي والغربي، وتسخير الشرقي والآخر لخدمته ورعايته، بدون أي وازع إنساني أو أخلاقي.
لا بل تتحدث المعلومات، أنّ واشنطن وحلفاءها يسعون الى تعميم إنشاء مراكز أمن المعلومات في ساحات حلفائها من بعض العرب الذين يدورون في فلكها، امّا عبر القطاع الخاص كاستثمارات أو عبر القطاع العام الحكومي كمنح متحوّلة الى مراكز سايبر، كلّ ذلك عبر الشركات الغربية المتعدّدة الجنسيات واستغلال تداعيات العولمة، ليُصار إلى وضع كافة الحلفاء والخصوم تحت المراقبة والتجسّس، وهنا نلحظ دوراً «إسرائيليّاً» صهيونيّا جليّاً تماماً كالشمس في رابعة النهار في التشاركية الكاملة مع الأميركان في منحنيات وكواليس حروب السايبر وأمن المعلومات.
وبفعل الديبلوماسية الروسية الجادّة، والعقيدة العسكرية الجديدة للجيش الروسي، صار الأميركي تكتيكيّاً يمتطي ظهر الديك الرومي بدلاً من ظهر الحصان إزاء سورية وإزاء بؤر التسخين الأميركي البلدربيرغي الأخرى بفعل الحدث السوري ومفاعيله وتفاعلاته، إزاء أوكرانيا وجورجيا تحديداً أيضاً، وفي ظلّ انشغالات العالم بالمسألة السورية وتداعياتها، وخاصة بعد الفعل الروسي المتصاعد في المسألة السورية والأوكرانية، والتي خلطت كلّ أوراق الطرف الثالث ومن ارتبط به من العرب بالحدث السوري والحدث الأوكراني، خاصةً أنّ موسكو تدرك الضعف الأميركي السياسي وتعقيدات الموقف العسكري الأميركي الولاياتي، فهي تريد أيّ الفدرالية الروسية استغلال وتوظيف وتوليف هذا الوهن السياسي العسكري الأميركي الى أبعد أبعد الحدود، لذلك وعبر الديبلوماسية الروسية والمخابراتية العسكرية الجادة، طرحت موسكو خطة لحلّ جلّ المسألة السورية ما زالت بعض تفاصيلها طيّ الكتمان رغم انطلاق منتدى موسكو، كما استطاعت الديبلوماسية الروسية الجادة والفاعلة من جعل الأميركي يمتطي ظهر الديك الرومي بدلاً من امتطائه ظهر الحصان، وإنْ إلى حين، كما فعّلت دور الجنرالات الأميركان الحقيقيين في وزارة الخزانة الأميركية لا في البنتاغون والمجمّع الصناعي الحربي، فحلّت ثقافة الأرقام محلّ ثقافة القاذفات، ويبدو أنّ حروب السايبر الآن تتعمّق بحيث حلّت محلّ الأسلحة التقليدية.
وعليه فإنّ جدول أعمال التحركات الأميركية المعلنة وغير المعلنة، والتي تستهدف إيران كحلقة استراتيجية متصاعدة ومتفاقمة ضمن متتاليات هندسية، في الرؤية العميقة للمجمّع الصناعي الحربي الأميركي وحكومته العميقة الخفية BUILDER BURG، يتكوّن من بنود تنطوي على نوايا ومساعي أميركية لجهة الحصول على موافقة أذربيجان وأرمينيا، على مشروع نشر القوات الأميركية في المناطق الأذربيجانية السبعة الواقعة تحت الاحتلال العسكري الأرميني، هذا وما هو أكثر خطورة يتمثل في أنّ المناطق الأذربيجانية السبعة المحتلة أرمينياً، تقع على طول خط الحدود الأذربيجانية الإيرانية.
وهذا يعني بوضوح، أنّ نشر القوات الأميركية في هذه المناطق السبعة، أنّ القوات الأميركية أصبحت تتمركز على طول الحدود الإيرانية الأذربيجانية، بشكل ينطوي على قدر كبير من الخطر بالنسبة للأمن القومي الإيراني، وسوف يتيح للقوات الأميركية التمركز على طول خط الحدود الأذربيجانية الإيرانية، حيث الأخيرة تقع على مقربة من مناطق شمال ووسط إيران، وتوجد كلّ المنشآت الحيوية الإيرانية في المناطق الوسطى والشمالية.
وتشير التوقعات إلى أن تمكّن واشنطن من نشر قواتها، في هذه المناطق الأذربيجانية الفائقة الحساسية بالنسبة لأمن إيران القومي، هو مسألة وقت ليس الاّ، فقد تمّ البدء بالتحضير للعمل بعمق في الداخل الإيراني عبر اتفاق السداسية الدولية مع إيران ، وبوصف إيران خاصرة الفيدرالية الروسية الضعيفة. وتقول معلومات الخبراء إنّه من الممكن أن تحصل أميركا بكلّ سهولة على هذه المزايا الآنفة وأذربيجان حليفة لواشنطن دي سي، حتّى وإنْ كانت أرمينيا حليفة موسكو، فإنّها أرمينيا هذه تحتفظ بعلاقات وثيقة مع أركان الإدارة الأميركية، وعلى وجه الخصوص بسبب الاعتبارات المتعلقة بالتحالف الوثيق بين جماعات اللوبي الإسرائيلي، واللوبي الأرميني، إضافة إلى اللوبي الكردي عبر زعيمه قوباد جلال الطالباني زوج شيري كاراهام ذات القدّ الممشوق.
هذا وتسهب المعلومات، بأنّ تحركات واشنطن الرامية إلى نشر القوات الأميركية في الأقاليم الأذربيجانية السبعة المحتلة أرمينياً، تتضمّن الكثير والكثير من الحسابات المعقدة، فمن التجميد النهائي غير المحدود لأزمة إقليم ناغورنو- كارباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، إضافة إلى الأقاليم الأذربيجانية الستة الأخرى، المحيطة بإقليم ناغورنو- كارباخ، الى إضعاف نفوذ الديبلوماسية الوقائية السريّة التركية الساعية إلى عقد صفقة أرمينية – أذربيجانية يتمّ بموجبها حلّ أزمة إقليم ناغورنو-كارباخ، أو على الأقلّ إخراج القوات الأرمينية من الأقاليم الأذربيجانية الأخرى، الى إضعاف العلاقات الأرمينية الروسية، والعلاقات الأرمينية – التركية الضعيفة أصلاً، الى ردع إمكانيات حدوث أيّ تقارب إيراني أذربيجاني، والى منع إمكانيات تطوير العلاقات الثنائية التركية الإيرانية والتي ضعفت بعد الحدث السوري، كما أنّه من شأن ذلك أن يقود، الى دفع أرمينيا المجاورة لإيران، وأيضا أذربيجان، لجهة توتير العلاقات الثنائية ليس مع إيران وحسب وإنما مع تركيا أيضاً.
استراتيجيات استخبارية
تتحدث المعلومات، أنّ هناك استراتيجيات السايبر الاستخبارية، يجري تنفيذها بثبات وهدوء، عبر تعاون وثيق جار على قدم وساق، بين أجهزة مخابراتية من مجتمع الاستخبارات الدولية وعلى رأسها الأميركان من جهة، وأجهزة مخابراتية من مجتمع المخابرات الإقليمية وعلى رأسها المخابرات «الإسرائيلية» بينها أجهزة مخابراتية عربية من جهة أخرى، تستهدف المحور الخصم الآخر في العالم والساعي الى عالم متعدّد الأقطاب وعلى رأسه الفيدرالية الروسية والصين ودول بريكس، عبر استهداف أنظمة وشبكات الحاسوب، من خلال ضخ ملايين الفيروسات الرقمية، والتي من شأنها، تعطيل عمل أجهزة الحاسوب الخاصة، بالبرامج النووية السلميّة لهذه الدول الخصم، كما يتمّ استهداف أنظمة الطيران المدني والعسكري، من خلال تقنيات الوحدات الخاصة، بموجات الحرب الالكترونية، إنْ لجهة الطائرات المدنية، وانْ لجهة الطائرات العسكرية، كما يتمّ استهداف الأنظمة المحدّدة، بترسانات الصواريخ الاستراتيجية، مع استهدافات للعقول البشرية، واستهدافات للخبراء النوويين، والفنيين ذوي المهارات العالية، من علماء دول الخصم لأميركا وحلفائها.
وفي المعلومات الاستخباراتية أيضاً، تشهد منطقة الشرق الأوسط الآن، موجات من حرب الكترونية حسّاسة، وذات نطاقات شاسعة، حيث تمّ وضع استراتيجية هذه الحرب الالكترونية، وأدوات نفاذها مع إطلاق فعالياتها، عبر تعاون وثيق بين المجمع الأمني الفيدرالي الأميركي، جهاز «أف بي أي»، وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جهاز المخابرات البريطاني الخارجي، جهاز «الموساد الإسرائيلي»، وبالتعاون مع جهاز المخابرات القطري، وأجهزة مخابراتية عربية أخرى.
فهناك قيادة مخابراتية خاصة، لإدارة عمليات الهواتف النقّالة، شاهدنا فعاليات ذلك في الحدث السياسي الليبي وما زالت، وصراعه مع ذاته، عبر عمليات تعبئة سلبية، وشحن خارجي، كما يتمّ إنفاذ ذلك الآن، على مجمل الحدث السياسي السوري، مع استخدامات أخرى، لجهة فعاليات ميدان التحرير في مصر لاحقاً.
هذا وقد أشرفت المخابرات الأميركية و«الإسرائيلية»، وبعض المخابرات الأوروبية، وبعض المخابرات العربية كملحقات للأميركي والغربي، وبالتعاون مع أجهزة مخابرات حلف الناتو، على فعاليات ومفاعيل، قيادة عمليات الهواتف النقّالة، خلال فترة الصراع الليبي الليبي وما زالت، كذلك تشرف مخابرات قطر، وبنفس الأسلوب والنفس، لجهة ملف فعاليات الاحتجاجات السياسية السورية، حيث كان يتمّ تحريك، وحدات الحرب الالكترونية الخاصة، بالهواتف النقّالة، ضمن وحدات ومجاميع المعارضة الليبية المسلحة، ويصار الآن إلى إنفاذ نفس الأسلوب، ضمن مسارات الحدث السياسي السوري.
وتشير المعلومات، إلى أنّ نطاقات العمل الجيوبولتيكي، لقيادة عمليات الهواتف النقّالة، يشمل العديد من بلدان الشرق الأوسط الأخرى، بما فيها إيران، والأردن، ومصر، ولبنان، والجزائر، وموريتانيا، والمغرب الخ… حيث تمويل هذه الأجهزة وتوفير المظلّة المالية، يتمّ عن طرق قطر، وبعض دول الخليج الأخرى، في حين أنّ الأجهزة ومستلزماتها، توفرها العاصمة الأميركية واشنطن دي سي.
والأنكى من كلّ ذلك، أنّ إنفاذ تشغيل، قيادة عمليات الهواتف النقّالة، في موجات الحرب الالكترونية الجارية الآن، تمّ ربطها تقنيّاً، بالأقمار الصناعية «الإسرائيلية» التجسسيّة، كما سيُصار إلى استهداف اتصالات حزب الله اللبناني، عبر مهام عمل قيادة عمليات الهواتف النقّالة، والتي تشرف عليها المخابرات القطرية، بالتساوق والتنسيق والتوثيق، مع مخابرات مثلث واشنطن لندن باريس، مع تقاطعات عملها، مع مخابرات حلف الناتو، والمخابرات التركية، وأجهزة مخابرات عربية أخرى.
وفي خضم الاستهداف الأميركي الأوروبي، لجلّ الساحات السياسية الشرق الأوسطية، إنْ لجهة الضعيف منها، وانْ لجهة القوي، منذ انطلاقات الربيع العربي، حيث الأخير ما زال يعاني، من مخاضات غير مكتملة، قامت الأجهزة الأميركية المختلفة، بعمليات انتقاء لأكثر من عشرة آلاف ناشط سياسي، وإعلامي، وأمني، من مختلف دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعملت على تدريبهم تدريباً نوعيّاً، على كيفية استخدام، جلّ الوسائط التكنولوجية، والمرتبطة بتقنية منظومات، الاتصالات المتطورة، حيث قيد النطاق الزمني، لهذه العملية الاستخباراتية السريّة، تمثل منذ بدايات شهر شباط، وحتّى نهاية شهر حزيران لعام 2011.
وفي المعلومات أيضاً، أنّ هؤلاء الناشطين البشريين، قد تمّ انتقاؤهم، وفق عمليات اختيار معقدة، بالتعاون والتنسيق الوثيق، مع بعض القوى، والحركات السياسية، ذات الصلات الوثيقة، مع العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، والعاصمة الفرنسية، والبريطانية، والألمانية، والتركية، وينتمي هؤلاء الناشطون، إلى بعض بلدان الشرق الأوسط مثل: إيران، لبنان، سورية، تونس، الأردن، مصر، تركيا.
هذا وأضافت المعلومات، أنّ جلسات التدريب إيّاها، قد تمّ تنفيذها وإنجازها في بعض بلدان المنطقة الشرق أوسطية، الحليفة لواشنطن، وخاصةً البلدان العربية منها، وكذلك قبرص وتركيا، والتي درجت على توفير المظلاّت، والملاذات الآمنة، لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، ووكالة المخابرات الفرنسية، ووكالة المخابرات البريطانية، وكذلك الألمانية، والكندية.
وتفيد المعلومات المرصودة، بأنّه قد تمّت عملية إعادة، هؤلاء الناشطين المدرّبين، إلى بلدانهم كساحات جغرافية لعملهم، وبهدوء وبدون ضجيج، حيث تمّت عملية نشرهم وتوزيعهم، في المدن، والمحافظات، والألوية، بالتنسيق مع القوى، والحركات السياسية المحلية، التي ينتمون إليها.
ومرةً أخرى، حول موجات الحروب الالكترونية، الجارية في المنطقة، عبر مفهوم الحماية والهجوم، في مجال «السايبر»، بعد أن صارت الأخيرة، ساحة حرب استراتيجية وفعّالة، حيث تتحدّث المعلومات، أنّ مجتمع المخابرات «الإسرائيلي»، أوصى بتأسيس هيئة «السايبر» في الجيش العبري، من فترة ليست بقصيرة، ووافق عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن صارت القوى المعادية، لهذا الكيان العبري، تستخدم الحروب الالكترونية، وفقاً للقاعدة والمعادلة التالية: سايبر بدل طائرة، وفيروس بدل قنبلة.
والحروب الالكترونية الجارية في المنطقة، هي تعبير حي وحيوي، عن ساحات الحروب المتطورة حالياً، وبصورة أكثر وضوحاً، تتم العمليات الهجومية، من خلال افتعال أخطاء مقصودة، في أنظمة الكمبيوترات المعادية، حيث يُصار إلى استخدام قراصنة، الشبكة العنكبوتية، والذين يتمتعون بمهارات، تقنية حوسبية عالية، لشن هجمات كثيرة فيروسيّة، على تلك المواقع، وتعمل على تعطيلها، أو اختراقها وتدميرها، وخاصةً لجهة المواقع، المخابراتية السياسية الحسّاسة، مع استخدام أسلوب هجومي، عبر عمليات التجسّس الحوسبي، من خلال الدخول إلى الشبكات واستخراج المعلومات.
ففي حروب «السايبر»، هناك نطاقات عمل تتموضع في: نطاق جمع المعلومات، نطاق الهجوم، نطاق الدفاع، وتمتاز هذه الحروب، بقدرات عمل سريعة قريبة من سرعة الضوء، مع قدرات عمل سريّة، واستخدامات لسلاح خارق يعتبر فتّاكاّ، مع مخاطر في غاية البساطة على الحياة البشرية.
الفرقة 6 التابعة للبحرية الأميركية، والتي قامت بمهمة تصفية زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، تمّت إعادة هيكلتها مؤخراً عبر التزاوج بين برنامج «داربا» الاستخباري، وبرنامج أوميغا الاستخباري أيضاً، وصارت وحدة اغتيالات دولية متعدّدة المهمات، وتعمل بغطاء شركات متعدّدة الجنسيات بترولية وأخرى، كما تعمل تحت غطاء مؤسسات المجتمع المدني في دول العالم الثالث وفي جلّ دول وساحات ومشيخات العرب، ومؤسسات المجتمع المدني معظمها نوافذ استخباراتية في الدواخل التي تعمل بها.
الفرقة سيلز SEALS : هي فرقة بحر وجو وبر، ولديها دائرة خاصة متنقلة وذات مهمات محددة، في مجال حروب السايبر وموجات الحرب الالكترونية، ويمكن وصفها بفرقة حرب الكترونية.
الفرقة سيلز قامت بمهمات اغتيال دموية انطلاقاً من قواعد سريّة في الصومال صومالي لاند، مقرّ القيادة العسكرية الحربية في العدوان البعض عربي على اليمن العروبي الآن ، وقاتلت وما زالت هذه الفرقة في أفغانستان، وغرقت في دماء غيرها، وهي إحدى أكثر المنظمات العسكرية أسطورية وسريّة، والأقلّ خضوعاً للتحقيق والتحقّق في العاصمة الأميركية واشنطن دي سي.
وأسلحتها من بنادق متطورة وصواريخ توماهوك بدائية، حيث تتموضع في جلّ الساحات العالمية، وكما أسلفنا سابقاً، وتوزّع أعضاؤها في مراكز تجسّس مموّهة داخل سفن تجارية، وتنكّر بعضهم على أنهم موظفون مدنيون في شركات متعدّدة أو يعملوا في مؤسسات مجتمع مدني كفرق إسناد، وفي تمويل بعض هذه المؤسسات وخاصةً في الدواخل العربية، بصفتهم رجال أعمال ومقاولات وما إلى ذلك، وفي السفارات كعملاء سريين.
الطريقة المستحدثة
الدور الذي تقوم به هذه الفرقة، يعكس الطريقة المستحدثة التي تنتهجها أميركا في الحروب، حيث قتال هذه الفرقة ليس من أجل الفوز، وقد تخسر في الميدان المستهدف، ولكن عملها بقتل المشتبه فيهم بأسلوب يتميّز بانعدام الشفقة.
الفرقة الشبح سيلز هي وحدة عمليات خاصة محاطة بالسريّة وتقوم بعمليات قذرة جدّاً، أقذر وأوسخ من عمل «سي أي آي» وجهاز المخابرات البريطاني الخارجي «أم أي سكس»، بل وأقذر وأكثر وساخةً من عمل ونتائج جهاز الموساد «الإسرائيلي» الصهيوني.
في السابق دخلت سيلز في حربي استنزاف في العراق وأفغانستان، اشتركت عناصرها مع «سي أي آي» في برنامج سُميّ أوميغا أعطى بعداً جديداً في مجال وإطار حيوي فاعل لكيفية تتبع الخصوم واصطيادهم.
الفرقة سيلز قتل أعمى بلا رحمة وشفقة وخير مثال على ذلك: عندما قامت السيلز هذه، وحرّرت رهينة أميركي في أفغانستان المحتلة، قامت بقتل كلّ من شارك في أسره من مدنيين.
وهيئة «السايبر الإسرائيلية»، تستهدف بالدرجة الأولى: إيران، وباقي الدول العربية، والأوروبية، وحتّى الولايات المتحدة الأميركية والصين، والفيدرالية الروسية وتركيا، حتّى أنّها تستهدف، بعض «الإسرائيليين» المناهضين لسياسات الحكومة الخ…
وللتدليل، على نطاقات عمل حروب «السايبر»، فقد كشف تقرير مفصّل، أعدّته شركة التأمين» سيمنتك» «الإسرائيلية»، حول ما حدث في إيران، قبل أكثر من ست سنوات خلت، حيث أنّ «الدودة» الفيروس، نسّقت لضرب محوّلات، تردّد محدّدة ومركّبة، على أجهزة الطرد المركزي، لتخصيب اليورانيوم.
والسؤال هنا: كم ستعمل هيئة السايبر «الإسرائيلية» الصهيونية على الإضرار بمشروع برنامجنا الأردني النووي السلمي الحالي لمنع الأردن من المضيّ قدماً في تنفيذه؟ وما هي استعدادات مجتمع مخابراتنا وميكانيزميات عمله الالكترونية في موجات هذه الحروب؟ وهل هناك آليات تنسيق مع هيئة الطاقة النووية الأردنية من أجل حماية مشروع برنامجنا النووي وأجهزة التخصيب فيه، من هجمات وموجات الحروب الالكترونية من جهة هيئة «السايبر» الصهيونية وحلفائها؟
محام، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
www.roussanlegal.0pi.com
mohd ahamd2003 yahoo.com